لطالما مثّل المجال الجوي عقبةً أمام جهود التحول إلى مصادر الطاقة المستدامة كون الطائرات تستهلك الكثير من الوقود وهو ما جعلها في مقدمة المركبات المسؤولة عن التلوث الجوي وتبعاته. لهذا كثّفت في السنوات الماضية شركات الطيران جهودها من أجل التحول إلى مصادر الطاقة الهجينة والعثور على طريقة تجعل الطائرات تستفيد من التطور الحادث في قطاع الطاقة المستدامة، وفي مقدمة هذه الشركات كانت إيرباص التي قدمت طائرتها الهجينة EcoPulse. 

محلقةً لمدة 100 دقيقة

تكللت جهود ايرباص بالنجاح أخيرًا بعد أن استطاعت الطائرة إتمام أولى رحلاتها لمدة 100 دقيقة تقريبًا، في رحلة بدأت من مطار تارب بفرنسا. ورغم أن الطائرة اجتازت العديد من الاختبارات الأرضية وأتمت 10 ساعات من اختبارات الطيران، إلا أن الأنظمة الهجينة والكهربائية كانت معطلة دائمًا في هذه الرحلات، لذلك تعد الرحلة الأخيرة الدليل القاطع على نجاح منظومة الطاقة الهجينة في الطائرة. 

كشفت ايرباص عن طائرة EcoPulse للمرة الأولى في معرض باريس الجوي عام 2019، وكانت الطائرة نتيجة تعاون مثمر بين عمالقة القطاع الجوي: إيرباص وDaher وSafran من أجل خفض الانبعاثات الكربونية ودرجات الضجيج التي تتسبب فيها رحلات الطائرات حول العالم. وقد اعتمدت ايرباص على تصميم طائرة Daher TBM الأولي الذي يضم 6 محركات دفع كهربائية من Safran مثبتة على كل جناح وتنتج قوة 50 كيلوواط.

في المجمل، تعتمد منظومة الدفع على مصدرين للطاقة بشكل رئيس: الأول وهو مولد توربيني من تطوير Safran يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية من الغاز، والثاني حزمة بطاريات بقوة 800 فولت مطورة من قبل إيرباص قادرة على توليد 350 كيلوواط. وفي النهاية، تحمي وحدة توزيع الطاقة والتصحيح المحركات من تقلبات الطاقة والاختلافات في المستويات الناتجة عن المصدرين. 

جزء من الاختبار كان متعلقًا بمقدار الضجيج الناتج عن الطائرة، لذلك، كانت الطائرة مزودة بوحدات مراقبة للضجيج. وبناءً على الاختبار، ستقوم إيرباص بتحسين عزل الضوضاء في الطرز المقبلة، إلى جانب تطوير حاسوب القيادة ليكون الربان قادرًا على تنفيذ مناورات مختلفة بالاعتماد على المحركات الكهربائية فحسب. 

رغم كون الاختبار الأخير ناجحًا بشكل مبهر، إلا أن الفريق مازال يسعى إلى تطوير EcoPulse وتحسينها، وذلك حتى تصبح التقنية مناسبة للاستخدام في رحلات الطيران التجارية ورحلات الطيران الخاصة. ومن المتوقع أن نرى العديد من الطائرات الخاصة التي تتبنى هذه التقنية في القريب العاجل.