بعد سنوات من الاعتماد على طراز G280 الذي أقلع لأول مرة عام 2009 وحصل على الاعتماد عام 2012، كمدخل إلى فئة الطائرات متوسطة الحجم، تكشف غلفستريم Gulfstream عن مستقبل جديد يُدشّن بطائرة  G300، ويهدف إلى إعادة تعريف معايير الفئة من حيث الفخامة، والأداء، والتقنية.

تسعى غلفستريم إلى تجديد حضورها في سوق الطائرات الخاصة من خلال إطلاق أسطول الجيل التالي next generation، الذي يضم طرزها من G300 إلى G800، وهو الأطول مدى في تاريخ الشركة، وقد سُلمت أخيرًا واحدة من من هذا الجيل لأول زبون، إلى جانب G400 التي أجرت رحلتها الأولى العام الماضي، والطرازين G500 وG600، مع تصميمات داخلية أكثر رحابة ورفاهية، وأنظمة طيران متطورة، وأجنحة عالية الكفاءة تضمن أداءً فنيًا واقتصاديًا متفوقًا.

وقد استُعرض أول نموذج بالحجم الكامل من طائرة G300 خلال فعالية Discover the Difference (اكتشف الفرق) التي عُقدت في سافانا بولاية جورجيا، حيث عبّر الرئيس التنفيذي مارك بيرنز عن طموحات الشركة قائلاً: "ستُعيد G300 الحيوية لفئة الطائرات متوسطة الحجم، عبر تقنيات متقدمة وتحسينات في السلامة، بجانب الراحة والتصميم الأسطوري لطائرات غلفستريم".

خضعت الطائرة الجديدة لحوالي 22 ألف ساعة من التصميم والاختبارات الهندسية داخل مختبرات الشركة، قبل أن تُجري رحلتها التجريبية الأولى الشهر الماضي. وتعمل غلفستريم حاليًا على تصنيع طائرتين تجريبيتين إضافيتين.

من الناحية الجمالية، تكشف الصور التصميمية للطائرة عن النوافذ البيضاوية البانورامية الشهيرة التي تُعدّ توقيعًا بصريًا مميزًا لطائرات غلفستريم . 

أما قمرة القيادة، فستضم نظام Harmony Flight Deck الجديد الذي يجمع بين أحدث تقنيات إلكترونيات الطيران لتعزيز سلامة الطيران وكفاءة التشغيل. وتتكامل ست شاشات تعمل باللمس مع نظام Phase-of-Flight الذكي لتمنح الطيارين تجربة تشغيل سلسة، ما يُبسّط إجراءات الطيران ويجعل التخطيط للرحلة أكثر كفاءة. كما يُسهم هذا النظام في تقليص أوقات تشغيل الطائرة، ما يوفر وقتًا ثمينًا في جدول الرحلات.

تُجهز طائرة G300 بتقنيات مبتكرة في قمرة القيادة لتعزز معايير السلامة في طيران الأعمال، إذ يعرض نظام Synthetic Vision–Primary Flight Display مشاهد ثلاثية الأبعاد للمدارج والتضاريس، ما يرفع من وعي الطيار بالبيئة المحيطة.

كما يقدّم نظام Predictive Landing Performance System من غلفستريم عرضًا ديناميكيًا في الوقت الحقيقي لموقع توقف الطائرة على المدرج، ما يساعد على منع تجاوز حدود الهبوط وضمان أقصى درجات الأمان.

بأكبر مقصورة في فئتها وسعر يبلغ 28 مليون دولار.. طائرة G300 تنضم إلى أسطول غلفستريم

Gulfstream

من المقاعد الجلدية المخيطة يدويًا إلى اللمسات الخشبية الراقية التي تتلألأ تحت الضوء الطبيعي المتدفق من النوافذ البيضاوية البانورامية، جرى تعديل المقصورة لتحتوي على أكبر مساحة في فئتها، إذ إنها تتسع لما يصل إلى 10 ركّاب، ضمن بيئة مريحة وعازلة للضوضاء، مزوّدة بأنظمة هواء نقي تُجدّد الهواء كل دقيقتين تقريبًا. كما تتميّز المقصورة بأدنى ارتفاع ضغط يبلغ 4,800 قدم عند التحليق على ارتفاع 41 ألف قدم، ما يقلّل من إجهاد الركاب ويجعل الرحلات الطويلة أكثر راحة. 

تستطيع الطائرة السفر لمسافة 3,600 ميل بحري بسرعة 0.80 ماخ، وقطع مسافة 3 آلاف ميل بحري بسرعة 0.84 ماخ، ما يجعلها قادرة على السفر بين باريس ولوس أنجليس أو هونغ كونغ من دون توقف. 

وتتمتع الطائرة بقدرات إقلاع وهبوط متميّزة في المدارج القصيرة، ما يمنحها إمكانية الوصول إلى مطارات كانت حكرًا على الطائرات الصغيرة، سواء في المراكز الحضرية المزدحمة أو الوجهات الجبلية الوعرة.

وتستخدم الطائرة محركات هانيويل عالية الطاقة، إلى جانب أجنحة مائلة جرى تحسينها لتحقيق كفاءة استهلاك الوقود والأداء الديناميكي الهوائي. تستطيع الطائرة التحليق على ارتفاع يصل إلى 45 ألف قدم، ويُقدّر سعرها بنحو 28 مليون دولار.

يرى الخبير في قطاع الطيران التجاري بريان فولي أن طائرة G400 قد تتداخل مع G300 في بعض المواصفات، ما قد يؤدي إلى تآكل المبيعات بين الطرازين، مضيفًا أن G300 ستواجه منافسة شرسة في فئة الطائرات متوسطة الحجم، إلى جانب طرز مثل Citation Longitude وBombardier Challenger 3500 وسلسلة Falcon 2000.

لكن بيرنز رد على هذه الملاحظات خلال جلسة الأسئلة والأجوبة التي أعقبت العرض قائلًا: "هدفنا هو أن تكون هناك طائرة غلفستريم لكل مهمة. G400 أكبر قليلًا وتتمتع بمدى أطول، فيما طائرة G300 تبقينا في قلب فئة الطائرات متوسطة الحجم. لقد استثمرنا في هذه الفئة لسنوات طويلة من خلال G280، والفرصة قد حامت لإنشاء طائرة جديدة بالكامل لهذه السوق".