عندما يتعلق الأمر بالتوجهات التصميمية التي طبعت قطاع الساعات الفاخرة في السنوات الأخيرة، فإنه لا توجّه بينها نجح في أن يضاهي أو يتحدى الميل الرائج إلى الساعات الرياضية المشغولة من الفولاذ، لا سيّما تلك التي يرجع تاريخها إلى ستينيات القرن الفائت وسبعينياته.

وغالبًا ما تتميّز هذه الفئة التاريخية من الساعات بالأساور المدمجة، والخطوط المتمايزة، وبأسلوب أناقة غير متكلف ارتبط باسم جيرالد جِنتا، مصمم الساعات السويسري الذي ابتكر الطُرز الأعلى تميزًا وشهرة في تلك الحقبة، بما في ذلك ساعة رويال أوك Royal Oak من باتيك فيليب، وساعة نوتيلوس Nautilus من باتيك فيليب، وكلتاهما اليوم أكثر ندرة بسبب الزيادة الهائلة في الطلب عليهما. بل إن العديد من طُرز هاتين الساعتين يحقق في سوق الساعات المستعملة مبالغ تفوق السعر الأصلي بمرتين أو ثلاث مرات.

ويبدو أن انعدام التوازن بين العرض والطلب قد أدى إلى ظاهرة تنازلية يتزايد في سياقها الاهتمام بساعات أخرى ذات مظهر مماثل وإرث مشابه. ويتصدر هذه الساعات طراز لورياتو Laureato من جيرار – بيريغو.

انبثقت الساعة الأصلية، التي أبصرت النور قبل نحو 50 عامًا، عن بنات أفكار مصمم الدار آنذاك أدولفو ناتاليني الذي ابتكرها في التصميم متعدد الزوايا الذي يشكل ميزة راسخة في هذه الفئة من الساعات.

على سبيل المثال، استُلهم القرص مثمّن الأضلاع المثبّت ببراغٍ في ساعة رويال أوك من أوديمار بيغيه، التي أطلقت بداية سنة 1972، من خوذة عتيقة الطراز للغوص العميق.

تزهو ساعة لورياتو أيضًا بقرص مثمّن، لكنه يرتكز إلى قاعدة دائرية مثبّتة فوق علبة في شكل برميلي، ما يعكس بنية هندسية تضفي على هذا الطراز مسحة حداثة لا يمكن للعين أن تخطئها. حملت الساعة بداية اسم Quartz Chronometer لكنها سرعان ما اشتهرت بلقبها الأكثر جاذبية "لورياتو" (أي حامل الدرجة العليا باللغة الإيطالية).

لكن هذا الطراز لم يحظَ في أي وقت مضى بمقدار الاهتمام الذي لقيه منذ إعادة تصميمه سنة 2017. أما السر في هذه الشهرة، فيُعزى إلى الطابع العملي للساعة على ما يرى تجار البيع بالتجزئة. وفي هذا يقول نِك بول، رئيس شركة دي بول de Boulle في دالاس وهيوستن: "إنها تبدو ساعة مثالية يمكن تنسيقها مع أي إطلالة، من سروال الجينز إلى البدلة. كما أنها متاحة في مجموعة وفيرة من الخيارات، سواء أكنت تؤثر حزامًا من المطاط أم سوارًا من الذهب الوردي، أم علبة من الفولاذ أو السيراميك".

ساعة Laureato التي طرحتها جيرار – بيريغو

Girard – Perregaux

وبداية من فصل الخريف الحالي، باتت هذه الخيارات تشمل ساعة Laureato Green المشغولة في علبة من الفولاذ بقطر 42 ملليمترًا يكملها ميناء بلون أخضر مستلهم من عالم السباقات، ونسخة Laureato Copper التي تستوطن علبة أصغر حجمًا بقطر 38 ملليمترًا وتزهو بميناء يغلب عليه لون معدني مصقول، فضلاً عن إصدار كانت الدار قد طرحته في بداية فصل الصيف المنصرم في علبة بقطر 42 ملليمترًا مشغولة من الذهب الوردي ويثريها ميناء من العقيق الأسود.

في شهر ديسمبر الفائت، ابتاع غايب رايلي، المشارك في تأسيس مجموعة جامعي الساعات Collective Horology في كاليفورنيا، ساعة كرونوغراف من طراز Laureato Chronograph في علبة من الفولاذ بقطر 42 ملليمترًا تتكامل مع ميناء باللونين الأسود والأزرق.

وبالرغم من أن رايلي يقرّ بأنه لم يفكر في ابتياع هذه الساعة إلا لأن خياره الأول من مجموعة رويال أوك لم يكن متاحًا، إلا أنه حصل في نهاية المطاف على ساعة تتناسب أكثر مع ذائقته، وذلك في أعقاب تجربة شراء وصفها بالمنعشة.

يقول رايلي: "هاتفت وكيلاً معتمدًا محليًا ووصلتني الساعة في اليوم التالي. لم أحتج إلى القيام باتصالات متكررة، أو إلى إدراج اسمي على قائمة الانتظار، أو بناء علاقة مع الوكيل، أو إثبات تاريخ مشترياتي السابقة". ويختم قائلاً: "صحيح أن ندرة الساعات الرائجة من علامات مثل رولكس وأوديمار بيغيه وباتيك فيليب أحبطت العديد من هواة الساعات، إلا أن ثمة جانبًا مضيئًا في ذلك. فقد دفعت هذه الندرة العديد من الجامعين إلى توسيع آفاقهم".