العديد من هذه العملات لم تُعرض علنًا منذ أكثر من قرن، وبعضها لا وجود له حتى في سجلات المتاحف أو المراجع المتخصصة في توثيق النقود الملكية البريطانية.

وتعود المجموعة النادرة إلى جامع خاص يُعرف بلقب "المسافر"، وهو مقتنٍ أوروبي بدأ جمع المسكوكات في ثلاثينيات القرن العشرين، موليًا اهتمامًا خاصًا لندرة العملات وسلامتها وسلاسل الملكية. 

خلال الحرب العالمية الثانية، اتخذ المسافر خطوة درامية لحماية كنوزه من النهب النازي، إذ قام بدفن المجموعة بأكملها، لتظل مخفية عن الأنظار لأكثر من خمسين عامًا. واليوم، تُعاد هذه الكنوز التاريخية إلى النور، في ما يُوصف بأنه "أغلى مجموعة كاملة من المسكوكات تُعرض في مزاد على الإطلاق".

قطع فريدة وأرقام استثنائية

من أبرز ما يتضمنه المزاد، نموذج أولي من عملة Una and the Lion (أونا والأسد) الشهيرة لعام 1839 من فئة خمسة جنيهات، وهي عملة تجريبية من دون حافة، صمّمها النحات ويليام ويون خلال عهد الملكة فيكتوريا. 

وتُوصف هذه القطعة بأنها أجمل عملة سكّتها دار سكّ العملة الملكية، وقد اشتراها المسافر مقابل 14 جنيهًا فقط، بينما يُقدَّر ثمنها اليوم بنحو 212 ألف جنيه إسترليني، مع العلم أن نسخًا مماثلة حققت ما يصل إلى مليون جنيه في مزادات سابقة.

تشمل المعروضات أيضًا تاجًا تجريبيًا نادرًا من عام 1798 لعهد الملك جورج الثالث، لا يُعرف منه سوى نسختين، إحداهما محفوظة لدى بنك إنجلترا. كما تُعرض قطعة مدهشة من عام 1910 لعهد الملك جورج الخامس، ذات تصميم بارز وحديث الطابع. 

ومن القطع اللافتة أيضًا، ميدالية بحرية نادرة من عهد الملك تشارلز الثاني، يُعتقد أنها تعود إلى إدوارد هايد، اللورد الأول من كلارندون.

كما سيُعرض نموذج عكسي أولي لأول عملة ذهبية من فئة Sovereign نُقشت عام 1816، صمّمها النحات الإيطالي الشهير بنديتّو بيستروتشي. 

وتُجسّد هذه العملة مشهدًا أيقونيًا للقديس جورج وهو يقتل التنين، وهي من أندر النماذج المعروفة، إذ لا يُعرف منها سوى قطعتين فقط، إحداهما كانت تعود إلى بيستروتشي نفسه.