شهد عالم الجواهر الفاخرة في 2025 موسمًا استثنائيًا تألق في قلب باريس خلال أسبوع الأزياء الراقية في يوليو، إذ اجتمعت الدور العالمية لتقدم إبداعاتها في عروض ساحرة تستضيفها صالات فاخرة وفنادق عريقة.
تستلهم هذه الدور من الطبيعة العابرة، والإرث التاريخي، والتحولات الثقافية لتصوغ قطعًا تجمع بين الحرفية المتقنة والتصاميم الجريئة. إليكم جولة بين أبرز هذه التحف الفنية التي تعكس الرقي والإبداع.
بوشرون - زهرة قابلة للتفكيك
في إطار هذا الموسم الباريسي المتألق، كشفت دار بوشرون عن تحفة فنية ضمن سلسلة Carte Blanche بعنوان Impermanence (الزوال)، تجسد جمال الطبيعة العابر.
القطعة الرئيسة في المجموعة تجسّد مشهدًا شاعريًا من عالم الأزهار، إذ تجمع بين زهرتَي السوسن والغليسين، إلى جانب خنفساء دقيقة التفاصيل. صيغ هذا التركيب النحتي من مواد غير تقليدية في عالم الجواهر مثل الألمنيوم والتيتانيوم، ثم رُصّع بعناية فائقة بأحجار الألماس والإسبنيل الأسود، ليجمع بين الخفة والصلابة.
لكن روعة العمل لا تكمن في المواد فحسب، بل في هندسته القابلة للتفكيك: يمكن فصل زهرة السوسن وتحويلها إلى قطعة زينة للرأس، فيما تتحوّل الخنفساء إلى مشبك على شكل سنجاب، في إشارة إلى مفهوم التغيير والتحوّل الذي تتبناه بوشرون في فلسفتها الإبداعية. استغرق تنفيذ هذا العمل النحتي المذهل نحو 4685 ساعة من العمل اليدوي الدقيق داخل مشاغل بوشرون في باريس.
Boucheron
غراف 1963 .. العقد الأشد تعقيدًا في تاريخ الدار
مستلهمة من إرثها العريق في مجال الجواهر الفاخرة، أزاحت دار غراف الستار عن عقد استثنائي يحمل اسم "1963" في إشارة إلى عام تأسيس الدار. وقد رُصعت هذه التحفة النادرة بضياء 129 قيراطًا من الألماس بالقطع البيضاوي والدائري وقطع باغيت.
ما يُميّز هذا العقد هو التفاصيل الدقيقة التي تنمّ عن براعة في الصياغة والتصميم، إذ أُدرجت لمسة من الزمرد الأخضر على أطراف القطعة، ليظهر بريقها من زوايا معيّنة، ولا يُكتشف إلا عن قرب. وهذا التلاعب الذكي بالضوء واللون يُضفي على العقد طابعًا حيًّا ومُتغيّرًا.
وقد وصف الرئيس التنفيذي فرانسوا غراف هذه القطعة بأنها "الأكثر تعقيدًا من حيث الصياغة في تاريخ الدار"، في إشارة إلى المستوى التقني والإبداعي الذي تطلبته مراحل تنفيذها.
Graff
شوبارد .. ساعة زمردية لافتة
ضمن مجموعتها الشهيرة Red Carpet (السجادة الحمراء)، كشفت دار شوبارد عن ساعة استثنائية مرصّعة بنحو 38.99 قيراط من الزمرد، تتناثر حولها حجارة من الألماس، وكلها مصوغة بإتقان داخل إطار من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا.
تصميم الساعة يجمع بين الجرأة ودقّة الحرفة، والزمرد بلونه الأخضر العميق يضفي حضورًا قويًا ولمسة من الفخامة الهادئة، في حين يكمّل الألماس المشهد ببريقه الرفيع، في توازن مدروس بين الصخب والبساطة.
بتفاصيلها الدقيقة وخياراتها الجمالية غير التقليدية، تفرض هذه الساعة نفسها بوصفها واحدة من أبرز إبداعات الموسم في عالم الساعات الراقية، وتؤكّد مرة جديدة مكانة شوبارد على السجادة الحمراء.
Chopard
ديفيد موريس .. قلادة من الزمرد
من باريس إلى أناقة الريفييرا، قدّمت دار الجواهر البريطانية ديفيد موريس إحدى أبرز إبداعاتها هذا الموسم: قلادة "ريفييرا" Riviera المصوغة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا، والتي تتصدّرها جوهرة زمرد كولومبي نادرة بقطع وسادي وبوزن 44.39 قيراط، تتوهّج بلون أخضر آسر.
وفيما تحيط بالحجر المركزي مجموعة من الحجارة الألماسية زنة 48.65 قيراط تنسجم تقطيعاتها المتنوعة مع خطوط التصميم بانسيابية تامة، تتوزّع لمسات من الزمرد الدائري زنة 2.87 قيراط على امتداد القطعة، لتضيف بعدًا بصريًا متناغمًا وحضورًا لونيًا مدروسًا.
ورغم البذخ الظاهر في إجمالي الوزن، صيغت القلادة بأسلوب تقني متقدّم يجعلها مريحة وخفيفة على نحو يتيح ارتداءها خارج نطاق المناسبات الرسمية..
ما يعكس رؤية الدار في تحويل الجواهر الفاخرة إلى قطع قابلة للتألق بها يوميًا، من دون التنازل عن الفخامة.
DavidMorris
ميسيكا .. من وحي براري ناميبيا
احتفالاً بعشرين عامًا من الإبداع، قدّمت دار ميسيكا عقد Terre D’Instinct Fauve بوصفه تحية معبّرة لروح القوة الكامنة في الطبيعة.
استوحت الدار هذه القطعة من أثرٍ عميق تركته مخالب أسد على الأرض، فحوّلت هذا الأثر الوحشي إلى منحوتة راقية تتجلّى فيها التناقضات بين العنف والجمال. صيغ العقد من الذهب الأبيض والأصفر عيار 18 قيراطًا، مع لمسات محفورة بعناية لتُحاكي شقوقًا طبيعية، وكأنها تمزّقات محفورة في المعدن.
يتوزع على التصميم بريق 70.28 قيراط من الألماس اللامع بقطع بريليانت، ما يخلق تفاعلاً بصريًا مذهلاً بين بريق الأحجار ولمعان المعادن. تحمل هذه القطعة روح القارة الإفريقية التي استوحت منها الدار المجموعة بالكامل، وتُجسّد رؤية ميسيكا في دفع حدود التصميم التقليدي نحو أشكال فنية غير مألوفة.
Messika
فيرنييه .. إشراقة كلاسيكية بتصميم عصري
في استمرار لتقليد الدمج بين الأصالة والحداثة، تواصل دار فيرنييه تألقها من خلال تقديم قطع تدمج بين هوية الدار القوية واللمسات العصرية. تجلّى ذلك في عقد Ardis Forma di Luce المُرصّع بنحو 2,695 ألماسة بوزن 19.35 قيراط، والمصوغ من الذهب الوردي الذي يضفي دفئًا فريدًا على التصميم.
يُرافق العقد خاتم متناسق مزدان بضياء 550 ألماسة بوزن إجمالي يبلغ 3.60 قيراط، ليكتمل بذلك ثنائي متألق يعكس براعة الصياغة والتصميم التي تميّز الدار.
تجسد هذه القطع مزيجًا من الخطوط الكلاسيكية واللمسات المعاصرة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن الفخامة التي تجمع بين الأصالة والحداثة في آنٍ واحد.
Vhernier
ميكيموتو .. أناقة اللؤلؤ بروح عصرية
تُعرف دار ميكيموتو بجواهرها الفاخرة التي تجمع بين الزخارف المعقدة والتصاميم الأنثوية المبهرة التي تتباهى بعذوبة اللؤلؤ. لكن هذا الموسم، قررت الدار أن تخرج عن النمط التقليدي لتقدّم قطعًا أكثر عصرية وعملية بلمسة فاخرة من دون تعقيد مفرط.
ويبرز ضمن المجموعة زوج من الأقراط المصنوعة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا، والمزينة بلآلئ بحر الجنوب البيضاء ذات الجودة العالية والتي تتدلّى منها بتلات رقيقة مرصعة بالألماس وتعكس الضوء. ولا يكتمل هذا الطابع العصري إلا بخاتم متناسق يحمل التصميم نفسه، ليشكّل ثنائيًا يوازن بين الفخامة والعملية، ويلائم من يرغبن في التألق بأسلوب أنيق وسهل الارتداء.
Mikimoto
باسكوالي بروني .. تحية للأناقة الملكية
بإيحاء من الذكريات العاطفية، استحضرت يوجينيا بروني، المديرة الإبداعية لباسكوالي بروني، عقد "روزينا" من وردة نمت في حديقة منزل طفولة والدها في كالابريا، لتتجسد قطعة فريدة تجمع بين الحرفية المتقنة والذوق الراقي.
صُنع العُقد من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا، وغطّيت بتلاته بأكثر من 112 قيراطًا من الألماس المتلألئ الذي ينساب بتناغم، فيما يخفي القلب الداخلي للوردة حجرًا من الياقوت الوردي يضفي على القطعة لمسة من الحميمية.
يمتاز التصميم بمرونة ارتدائه، إذ يمكن أن يُعرض مع ظهور البتلات نحو الأمام، أو يُلبس على الوجه الآخر الذي يكشف عن خطوط بتلات متناغمة وبسيطة. كما يمكن فصل الوردة نفسها لارتدائها منفصلة على طوق مخملي عريض مستوحى من أسلوب ماري أنطوانيت، ما يمنح القطعة فخامة كلاسيكية بلمسة معاصرة.
Pasquale Bruni
دي بيرز .. الطبيعة الصحراوية في سوار من الألماس
في فصل جديد من سلسلة Essence of Nature التي تقدّمها دار دي بيرز، استوحى المصممون تصميمًا فريدًا من شجرة الكامِلثورن، إحدى الأشجار النادرة في صحارى ناميبيا.
وقد جاءت النتيجة في هيئة سوار فني يحمل اسم Camelthorn Resilience Bracelet، ويُجسّد التلاقي ما بين النقاء الطبيعي ومعاني الترف.
DeBeers
صيغ السوار من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا، وازدانت بنيته بانسيابية ألماسية تتوّجها ألماسة كمثرية الشكل تتربّع في المركز. ويُحاكي الشكل الهندسي انسياب أغصان الشجرة الصحراوية، في تأويل شاعري يجمع بين البساطة والنُدرة.
إنه تصميم يُخاطب الذائقة الراقية، ويُجسّد جوهر الدار في تحويل مشاهد الطبيعة إلى قطع فنية قابلة للارتداء.