في عالم الجواهر الراقية، تُعدّ بعض القطع أكثر من مجرد زينة أو استثمار؛ إنها تعبير خالد عن الجمال الفريد الذي لا يعرف زمناً. وفيما تتغيّر الأذواق والصيحات، يواصل الألماس الملون الفاخر فرض هيبته، مثل أيقونة تتجاوز حدود الزمان والمكان، تحتفي بالندرة وتُجسّد أقصى درجات الترف النخبوي.

تقرير جديد صادر عن مجلس الألماس الطبيعي Natural Diamonds Council، بالتعاون مع مجموعة شورون Choron ومؤسسة أبحاث الألماس الملون الفاخر Fancy Color Research Foundation، يكشف النقاب عن قفزة في أسعار هذه الأحجار الاستثنائية. فمنذ عام 2005، ارتفعت قيمتها بنسبة 205%، مدفوعة بندرتها الشديدة، والطلب العالمي، والاهتمام المتجدّد من قبل كبار هواة الجمع ودور الجواهر الراقية.

تشكل هذه الأحجار الملوّنة ما لا يزيد على 0.01% فقط من إجمالي الألماس الطبيعي المُستخرج، وتظهر في درجات لونية مثل الوردي، والأزرق، والأصفر، والأخضر، والأحمر. ووفقًا لبيانات مؤسسة أبحاث الألماس الملون الفاخر، فقد ارتفعت قيمة الألماس الوردي منذ عام 2005 بنسبة تقارب 394%، والأزرق بأكثر من 240%، والأصفر بنحو 50%، فيما سجلت الأسعار الإجمالية نموًا سنويًا مركبًا بمعدل 5.7%.

وقال ديفيد كيلي، الرئيس التنفيذي لمجلس الألماس الطبيعي، في بيان صحفي: "الألماس الملون الفاخر هو التعبير الأسمى عن الشغف، والأسلوب الشخصي، والقيمة الدائمة. لا يوجد حجران متشابهان أبداً. نحن لا نتحدث عن جواهر فحسب، بل عن إرث نابض بالحياة يجسّد قوة الأرض وجمالها في أنقى أشكالهما".

نظرًا لندرتها، أصبحت هذه الأحجار الملونة محط الأنظار في المزادات الكبرى، وعناصر رئيسة في مجموعات الجواهر الراقية وإطلالات السجادة الحمراء. ففي مايو الماضي، باعت دار سوذبيز بجنيف حجر Mediterranean Blue، وهو حجر ألماسي أزرق فاخر زاهي اللون بوزن 10.03 قيراط، مقابل 21.4 مليون دولار، أي ما يعادل 2.1 مليون دولار للقيراط الواحد. وفي يونيو الماضي، باعت دار كريستيز بنيويورك حجر Marie-Thérèse Pink، وهو حجر ألماسي وردي بوزن 10.38 قيراط ومرتبط بالملكة ماري أنطوانيت، مقابل ما يقرب من 14 مليون دولار.

كما باتت كتب المزادات تضمّ طيفًا متنوّعًا من الألوان والأوزان. ففي مزاد سوذبيز بمدينة نيويورك هذا الشهر، تضمنت المعروضات خاتمًا يحتوي على ألماس وردي بوزن 5.02 قيراط، تُقدّر قيمته ما بين 1.5 مليون ومليوني دولار، وألماس أزرق بوزن 2.02 قيراط، تُقدّر قيمته ما بين 1.4 مليون و1.8 مليون دولار، وألماس أصفر زاهي اللون بوزن 26.19 قيراط، تُقدّر قيمته  ما بين 750 ألف ومليون دولار. وهذه الدرجات اللونية الثمينة لا تُثير الإعجاب بجمالها فحسب، بل تُعد كذلك أصولاً استثمارية ذات قيمة طويلة الأجل.

وقال أنشول غاندي، الرئيس التنفيذي لمجموعة شورون في بيان صحفي: "الألماس الملون الفاخر يُعد فئة فائقة الندرة ومحطّ تقدير عالٍ في السوق، ويتطلب فهماً عميقاً لفنون الصياغة وعلم الأحجار الكريمة. 

وبفضل شبكتنا العالمية وحضورنا القوي في الأسواق الرئيسة، نواصل وضع المعايير في تجارة الألماس الملون الفاخر، وتحويل أندر إبداعات الطبيعة إلى أعمال فنية خالدة".

ولا تنتج سوى قلة من المناجم حول العالم هذه الأحجار الملوّنة، منها مناجم في كندا، وبوتسوانا، وجنوب إفريقيا، وسيراليون، وأستراليا، ما يرسّخ قيمتها بوصفها أحد أكثر الأصول المرغوبة في عالم الجواهر الفاخرة.