تمثل سلسلة كتب هاري بوتر نقطة تحول في حياة الكاتبة البريطانية جوان رولينغ التي تُعرف أكثر باسمها الفني جاي كيه رولينغ. فقد أصبحت الكاتبة تمتلك ثروة تُقدَّر بملايين الدولارات، لكن مبادراتها الخيرية الضخمة أخرجتها من نادي أصحاب المليارات. 

والآن، وبفضل كتب وأفلام جديدة من عالم بوتر، ومسرحية، وعدد من المتنزهات الترفيهية، عادت رولينغ مرة أخرى إلى نادي المليارديرات.

تُقدّر مجلة فوربس أن رولينغ حققت أكثر من 80 مليون دولار سنويًا من مبيعات كتبها ومن الامتدادات التجارية الواسعة لعالم بوتر، والتي تشمل أفلامًا، ومسلسلات تلفزيونية، ومتنزهات ترفيهية، وألعاب فيديو، ومسرحيات. وحتى بعد احتساب الضرائب في المملكة المتحدة ونشاطاتها الخيرية الواسعة، عادت إلى نادي المليارديرات بصافي ثروة يُقدَّر بنحو 1.2 مليار دولار، وفقًا لتقديرات فوربس.

كانت رولينغ من الأسماء الثابتة على قائمة فوربس للمليارديرات بين عامي 2004 و2011، إلى أن كشفت تقارير عام 2012 عن تبرعات خيرية تجاوزت 160 مليون دولار، ما أدى إلى خروجها من القائمة. لكن على مدى السنوات التالية، أعادت رولينغ بناء ثروتها ذات العشرة أرقام، من خلال مصادر دخل متعددة تدرّ ملايين الدولارات.

توسعت رؤية رولينغ بعيدًا عن صفحات الكتب إلى مجالات متعددة، تشمل الأفلام السينمائية التي حققت إيرادات تجاوزت 7.7 مليار دولار عالمياً، ومسرحية Harry Potter and the Cursed Child التي حققت أكثر من مليار دولار من العائدات منذ عرضها الأول، إلى جانب المتنزهات الترفيهية التي باتت وجهة رئيسة لعشاق السلسلة حول العالم.

ولا يبدو أن زخم رولينغ سيتباطأ في أي وقت قريب، إذ من المقرر أن يبدأ إنتاج سلسلة جديدة من هاري بوتر على منصة HBO Max هذا الصيف، وهي مقتبسة من الكتب الأصلية، ومتوقّع أن تمتد على مدار عشر سنوات بدءًا من أواخر عام 2026، لتُعيد تقديم السحر لجيل جديد بالكامل من المعجبين. تقدّر فوربس أن رولينغ قد تجني نحو 20 مليون دولار سنويًا مقابل مشاركتها في هذه السلسلة، كجزء من صفقة شاملة مع وارنر براذرز Warner Bros. 

بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، منذ صدور سلسلة هاري بوتر وحجر الفيلسوف عام 1997، بذلت رولينغ جهدًا واسعًا لتطوير عالم بوتر، وحوّلته إلى سلسلة ممتدة يُرجَّح أن تستمر لعقود، على ما هو عليه الحال مع رموز الأدب البريطاني الخيالي مثل شرلوك هولمز وجيمس بوند. 

ووفقًا لشركة Habo Studio، وهي شركة استشارية تُصنّف على أنها أقوى العلامات التجارية الفكرية في الولايات المتحدة بناءً على استطلاعات لآلاف المستهلكين، يحتل هاري بوتر المرتبة السادسة بين أقوى العلامات في عالم الترفيه، والمركز الأول لدى جيل الألفية.