للصقارة أو الصيد بالصقور جذور راسخة في الإرث العريق للمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي عمومًا، وهي تكشف عن علاقة التفاعل والتفاهم المتفرّدة بين الصقر والصقّار. بل إن منظمة اليونسكو قد سجّلت هذه الممارسة تراثًا إنسانيًا حيًا. 

وفي أحدث إضاءة على هذا التراث، تطرح دار أسولين كتابًا جديدًا بعنوان Falcons from Saudi Arabia (صقور من المملكة العربية السعودية) تستعرض فيه عالم أمراء السماء. فعبر 176 صفحة من القطع الكبير، يروي الكتاب قصصًا عن العشق بين الصقر والصقّار في المملكة، ويُحلق بنا في رحلة تعكس التقدير الكبير لهذا الطير الجارح في منطقتنا، والذي تشكل رعايته جزءًا متأصلاً في الثقافة السعودية.  

صورة من عام 1942 لصقّارين في المملكة مع صقورهم.

The LIFE Picture Collection © Bob Landry
صورة من عام 1942 لصقّارين في المملكة مع صقورهم.


الكتاب من تأليف ترايسي غراي، وهي متخصصة في الصقور وفن الصقارة، وتقيم في منطقة الخليج العربي منذ أكثر من عشرين عامًا، حيث تعمل مربية لفصيلة صقور الجير البيضاء ومدرّبة لها على مهارات الصيد. وانطلاقًا من خبرتها الطويلة في عالم الصقور وفن الصقارة، خصوصًا في منطقة الخليج، تجول بنا غراي عبر صفحات هذا الكتاب في رحلة استكشافية لأسرار الصقور وتقاليد الصقارة من حيث كونها فنًا عريقًا يرتبط بقيم النبل والشجاعة والفخر التي تتسم بها شعوب المنطقة. 

من اليمين : صقر ومدرّبه على ظهر حصان. \ تُحاك قلنسوات الصقور من الجلد ثم تُطلى وتُزخرف.

Oliver Pilcher
من اليمين : صقر ومدرّبه على ظهر حصان. \ تُحاك قلنسوات الصقور من الجلد ثم تُطلى وتُزخرف.


كما تحمل الصور أهمية خاصة في هذا الكتاب، إذ يوثّق لنا المصور الاسكتلندي المبدع أوليفر بيلشر، عبر أكثر من 100 صورة عالية الجودة، مشاهد حية لرياضة الصقارة في المملكة، ومختلف جوانبها ومهاراتها والأدوات المستخدمة فيها. 

يتوافر الكتاب، الذي يستوطن حافظة مشغولة من قشور المحار، بسعر 1,200 دولار، ويشكل إضافة قيّمة للمهتمين بعالم الصقور وفنون الصيد بها.