كنوز قديمة

وهذه الكنوز القديمة التي تتوزع في صحراء المملكة العربية السعودية هي محور الكتاب الصادر أخيرًا عن دار الكتب الفاخرة أسولين، تحت عنوان Kites of the Desert، والذي يلتحق بالكتابين اللذين أصدرتهما من قبل عن مكة المكرمة والمدينة المنورة.

يُقدر الباحثون أن هذه الهياكل الحجرية المتسلسلة، الممتدة في بعض المواقع إلى 5 كيلومترات، تعود إلى العصر الحجري الحديث، أي أن عمرها يُراوح بين سبعة آلاف سنة وتسعة آلاف سنة. وقد ظل الغموض يلفّها لآلاف السنين إلى أن وقع عليها بصر حملة البريد الذين كانوا يُحلّقون فوق صحراء الجزيرة العربية في عشرينيات القرن العشرين.

أطلق أحد هؤلاء الطيارين على هذه الهياكل اسم "الطائرات الورقية الصحراوية" لأن اصطفافها يشابه هيئة الطائرات الورقية بذيلها المميز. وقد رُصدت هياكل مماثلة في مواقع أخرى من شبه الجزيرة العربية والقوقاز وآسيا الوسطى منذ اكتشافها لأول مرة، حتى بات عددها الإجمالي اليوم 6,255 هيكلاً.

بالرغم من قلة الأدلة التي توضح الغرض من بناء هذه الهياكل المختلفة الأحجام والأشكال، وبالرغم من استخدام تقنيات التصوير الرقمي وتكنولوجيا الأقمار الصناعية لاستنطاق أسرارها، إلا أن كل اكتشاف جديد يُلقي الباحثين في دوامة من الأسئلة والألغاز الجديدة. ومع ذلك، فالرأي السائد يقول إن إنسان ذلك العصر قد شيّدها بغرض اصطياد الطرائد البرية الهاربة.

من أجل تقريب هذه الكنوز الغامضة من المهتمين بهذا الجانب من تاريخ المملكة العربية السعودية، كلّفت دار أسولين الصحفي البريطاني إيان أكرمان بكتابة نصوص هذا الكتاب الذي تتخلله أكثر من 100 صورة مختلفة التقطتها عدسة فريق إيرث للتوثيق الجوي والمصور السعودي إبراهيم سرحان.

يقع كتاب Kites of the Desert الفاخر في 198 صفحة، ويقترن بغلاف خارجي مصنوع يدويًا من صدف المحار، ويبلغ سعره نحو 1,300 دولار.