من جنيف، عاصمة المزادات الراقية، واصلت كريستيز ترسيخ حضورها بوصفها أحد أهم دور المزادات في عالم الجواهر والساعات الرفيعة. فقد سجلت النسخة الأخيرة من أسبوع الرفاهية في جنيف، التي استضافها فندق فورسيزونز دي بيرغ خلال 10 نوفمبر الماضي، قفزة لافتة في أداء مزادات كريستيز المباشرة، مع إجمالي عائدات بلغ 102 مليون دولار أمريكي، بزيادة وصلت إلى 24٪ مقارنة بالعام الماضي، في مؤشر واضح على ثقة السوق وعودة المزاد الراقي إلى إيقاعه التصاعدي.
عززت هذه النتائج من مكانة أسبوع الرفاهية في جنيف بوصفه منصّة مفضلة لدى جامعي القطع النادرة من مختلف أنحاء العالم. فقد استقطبت مزادات الجواهر الفاخرة والساعات النادرة مشاركين من قارات متعددة، سواء في قاعة البيع أو عبر الهاتف أو من خلال الإنترنت، ما أسفر عن معدل بيع استثنائي بلغ 97٪ حسب عدد القطع و95٪ حسب القيمة، وهي نسبة تعكس دقة انتقاء المعروضات وتوافقها مع ذائقة هواة الاقتناء الرفيع.
ومن قسم الجواهر الفاخرة، فتح المزاد الباب على واحد من أقوى عروضه في السنوات الأخيرة، مع حصيلة مبيعات وصلت إلى نحو 75.6 مليون دولار أمريكي، وبمعدلات بيع بلغت 95٪ حسب القيمة و94٪ حسب عدد القطع.
نجمة الأمسية كانت ألماسة ميلون بلو Mellon Blue، التي خطفت الأضواء بعد بيعها مقابل 25.5 دولار، لتسجّل أعلى سعر لقطعة جواهر تباع في مزاد كريستيز خلال عام 2025 حتى الآن، وتصبح في الوقت نفسه ثالث أعلى سعر تحققه ألماسة زرقاء فاخرة في تاريخ الدار.
Christie’s
وإلى جانب هذه القطعة المحورية، تميزت مزادات أسبوع الرفاهية في جنيف بعرض ثلاث مجموعات خاصة بارزة تمتد على أكثر من 150 عامًا من الذائقة الفنية، ضمّت مجموعة Rainbow Collection، ومجموعة خاصة من جاي إيه آر JAR Collection، وصندوق جواهر عائلي عريق حمل طابعًا تاريخيًا لافتًا أعاد إلى الأذهان تقاليد الاقتناء الكلاسيكي.
Christie’s
في موازاة ذلك، افتُتح مزاد الساعات النادرة بقوة لافتة يوم الاثنين 10 نوفمبر، مسجلاً مبيعات بلغت 26.97 مليون دولار أمريكي، بزيادة 18٪ عن العام الماضي، مع معدلات بيع شبه مكتملة وصلت إلى 99٪ حسب عدد القطع و98٪ حسب القيمة. هذه الأرقام تؤكد أن أسبوع الرفاهية في جنيف لم يعد مجرد محطة للجواهر فحسب، بل أصبح أيضًا وجهة رئيسة لهواة الساعات عالية التعقيد، على نحو خاص مع تزايد حضور الأجيال الجديدة من الجامعين.
Christie’s
انصبّ الطلب القوي في مزاد الساعات النادرة على النماذج العتيقة والقطع الحديثة المستوحاة من روح الساعات الكلاسيكية، بما في ذلك القطعة الأبرز في المزاد: ساعة باتيك فيليب التي تحمل الرقم المرجعي 3970 والمصنوعة في إصدار خاص من البلاتين مع ميناء بلون السلمون، والتي تجاوزت التقدير الأعلى المحدد لها لتحقق 1.7 مليون دولار أمريكي.
Christie’s
كما احتفت القاعة بإحدى أبرز قطع أوديمار بيغيه ضمن احتفالات الذكرى الخمسين بعد المئة للدار، وهي ساعة أوتوماتيكية فريدة مشغولة في علبة من البلاتين ومرصعة بالألماس والياقوت، ومزودة بوظيفة التقويم الدائم ومؤشر أطوار القمر. وقد حققت الساعة نحو 838 ألف دولار أمريكي، بزيادة قدرها 22٪ عن أعلى تقديرات ما قبل المزاد.
