ارتفعت أسهم الشركـة الفرنسيـة الفاخـرة كيرينغ، وهي الشركة الأم لدور أزياء مثل غوتشي وبريوني، بنسبة وصلت إلى 10%، بعد تقارير أفادت بتعيين لوكا دي ميو، الرئيس التنفيذي لشركة رينو، في منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة.
ويأتي هذا التعيين المحتمل في إطار مساعي كيرينغ لإعادة هيكلة علاماتها المتعثرة، لاسيما غوتشي التي شهدت تراجعًا حادًا في المبيعات خلال الفترة الماضية.
وكانت صحيفة لو فيغارو الفرنسية أول من أفاد بالخبر، فيما امتنعت كيرينغ عن التعليق، خصوصاً بعد أن كشفت تقارير إعلامية فرنسية أن فرنسوا-هنري بينو، نجل مؤسس المجموعة والرئيس التنفيذي الحالي، يعتزم التنحي عن منصبه.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطّلع أن بينو يعمل على إعداد خطة لخلافته، تتضمن فصل منصبي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، وتعيين شخصية جديدة لإدارة المجموعة.
وكانت شركة رينو الفرنسية قد أعلنت رسميًا أن رئيسها التنفيذي لوكا دي ميو قرر الاستقالة من منصبه منتصف يوليو المقبل، لملاحقة "تحديات جديدة خارج قطاع السيارات"، بعد خمس سنوات قاد خلالها عملية تحوّل بارزة للشركة. وجاء في بيان رينو أن دي ميو سيغادر رسميًا في 15 يوليو، علماً بأن الحكومة الفرنسية لا تزال تمتلك 15% من أسهم الشركة.
ويُعرف دي ميو بنشاطه الكبير في قطاع السيارات، فهو يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا، عمل خلالها في شركات مثل تويوتا، وفيات، وفولكسفاغن. ويُنسب إليه الفضل في قيادة عملية تحول ناجحة في رينو، تضمنت التوسع في إنتاج السيارات الكهربائية، وإعادة هيكلة التحالف التاريخي مع نيسان، وهو ما انعكس على أداء أسهم الشركة التي ارتفعت بأكثر من 90% خلال فترة قيادته.
ويرى محللون في تقرير لسي إن بي سي أن خبرات دي ميو في التسويق وإدارة العلامات التجارية تتماشى مع احتياجات قطاع الأزياء الفاخرة، إلا أنهم يؤكدون أن التحديات أمامه ستكون كبيرة، خصوصًا في ما يتعلق بإعادة إحياء غوتشي وسان لوران، واستعادة النمو المستدام لمجموعة كيرينغ.
على مدار العامين الماضيين، فقدت كيرينغ أكثر من 60% من قيمتها السوقية، نتيجة تراجع أرباح غوتشي وتغييرات متكررة في فرق التصميم. وفي مارس الماضي، عيّنت المجموعة المصمم ديمنا غفاساليا مديرًا فنيًا جديدًا لدار غوتشي، في محاولة لإعادة تشكيل الهوية الإبداعية للعلامة. ومن المتوقع أن تظهر تصاميمه الأولى ضمن مجموعات ربيع/صيف 2026.
يُذكر أن فرنسوا-هنري بينو تولّى قيادة كيرينغ عام 2005 خلفًا لوالده المؤسس فرانسوا بينو، وتمكن من تحويل المجموعة من شركة تجارية متعددة الأنشطة إلى لاعب رئيس في عالم السلع الفاخرة، خصوصًا مع النجاحات التي حققتها غوتشي خلال فترة تولي أليساندرو ميكيلي منصب المدير الإبداعي.
ومع ذلك، كشفت نتائج الربع الأول من 2025 عن تراجع مبيعات كيرينغ بنسبة 14% على أساس سنوي، مع انخفاض مبيعات غوتشي بنسبة 25%، نتيجة ضعف الطلب العالمي وتراجع السوق الصيني الذي يشكل شريحة مهمة من زبائن العلامة.
وسط هذه التحديات، يترقب المستثمرون والمراقبون ما إذا كان لوكا دي ميو سيتمكن من نقل نجاحه في صناعة السيارات إلى عالم الأزياء، والمساهمة في إنعاش واحدة من أبرز المجموعات الفاخرة في العالم.