ما زالت لامبورجيني ترفض طيّ صفحة محركات الاحتراق الداخلي، بل على العكس، تبدو أكثر تمسّكًا بها من أي وقت مضى. في تصريح لافت أدلى به روفن موهر، الرئيس التنفيذي للتقنيات لدى العلامة الإيطالية، شدّد على التزام الشركة بالإبقاء على محركات الوقود في سياراتها لأطول فترة ممكنة، رغم المساعي المستمرة لتطوير أول طراز كهربائي بالكامل.

وأوضح موهر أن جاذبية سيارات لامبورجيني لا تنفصل عن طابع محركاتها الميكانيكي الصارخ، مؤكدًا أن الشركة ما زالت ترى أفقًا واسعًا للابتكار ضمن ما أسماه "مستقبل الاحتراق"، وأضاف: "نحن لا نتعامل مع هذه المحركات بوصفها إرثًا من الماضي فحسب، بل نراها مساحة خصبة لنقل أفكار جديدة ومؤثرة".

الطاقة الهجينة بأسلوب لامبورجيني

هذا الوفاء لمحركات الوقود لا يعني أن لامبورجيني تتراجع عن مواكبة العصر الكهربائي، بل تسلك طريقًا خاصًا يوازن بين الطابع الكلاسيكي والأداء المستقبلي. 

ومع اقتراب طرح خليفة طراز هوراكان Huracán، الذي يحمل اسم تيميراريو Temerario، تدخل العلامة مرحلة جديدة تتبنّى فيها الأنظمة الهجينة بوصفها معيارًا أساسيًا في مجموعتها، من دون أن تُفرّط في هويتها الحماسية المندفعة التي طالما ميزت سيارات ثور سانت أغاتا الهائج.

ويُجسّد طراز ريفويلتو Revuelto هذا التوجه المزدوج بامتياز، إذ يجمع بين محرك V-12 تقليدي من اثنتي عشرة أسطوانة سعة 6.5 لتر، يعمل بالسحب الطبيعي، وثلاثة محركات كهربائية تُعزز الأداء بطريقة لا تُضاهى، ما يُنتج قوة إجمالية تصل إلى 1,001 حصان، مع قوة عزم دوران تساوي 1075 نيوتن متر، ليُحافظ على إرث العلامة في صناعة سيارات فائقة الأداء.

أما طراز أوروس إس إي Urus SE، الذي يتصدّر مبيعات الشركة، فيعتمد بدوره على محرك V-8 من ثماني أسطوانات سعة 4.0 لترات، معزز بشاحن توربيني مزدوج ومقرون بنظام هجين. 

يُنتج هذا المحرك ما يُعادل قوة 789 حصانًا و950 نيوتن متر من قوة عزم الدوران العزم في نسخة SUV، مقابل قوة 907 أحصنة ونحو800 نيوتن متر في النسخة متفوقة الأداء بسبب بنيته المختلفة، ما يؤكّد مرونة هندسية نادرة، تتيح للعلامة تطوير شخصيات متباينة ضمن فلسفة أداء واحدة.

في زمن الكهرباء.. لامبورجيني تؤكد تمسكها بمحركات الاحتراق الداخلي

Lamborghini

وعلى مسار موازٍ لطموحاتها الهجينة، تواصل لامبورجيني العمل بهدوء على أول طراز كهربائي بالكامل في تاريخها، يُتوقّع أن يستلهم ملامحه من نموذج لانزادور Lanzador الاختباري الذي كُشف عنه في عام 2023. 

هذا النموذج فتح نافذة على رؤية العلامة لمستقبل الفخامة الكهربائية، إذ يُجسّد تصورًا لسيارة تجوال فاخر بتصميم 2+2، ما يعني مقصورة بأربعة مقاعد؛ لكن مع التركيز على راحة الركاب الأماميين مقابل مقعدين خلفيين مخصصين للاستخدام العرضي أو لفئة الشباب، بما يعكس فلسفة تجمع بين الأداء والعملية من دون المساس بروح القيادة الرياضية.

ورغم أن الإطلاق كان مقررًا في عام 2028، إلا أن الشركة آثرت تأجيل الطرح إلى عام 2029، لتمنح مهندسيها مزيدًا من الوقت لتطوير تجربة قيادة كهربائية ترتقي إلى مستوى التوقعات المرتبطة باسم لامبورجيني، سواء من حيث الأداء أو الإحساس خلف المقود. 

فالتحدّي لا يكمن في إنتاج سيارة كهربائية فحسب، بل في صناعة سيارة لامبورجيني كهربائية تحتفظ بالجرأة والانفعال والمتعة الخام، حتى من دون هدير المحرك التقليدي.