على تلة مرتفعة تطل على ساحل روكوبرون-كاب-مارتين Roquebrune-Cap-Martin في فرنسا، كان منزل "لا بوزا" La Pausa الذي بنته كوكو شانيل في عام 1929، يُجسد رؤيتها الخاصة لعالم الأناقة البسيطة والمترفة في آن واحد.
ومع أن هذا المنزل كان يحمل عبق التاريخ، إلا أن شانيل اختارت هدم المبنى القديم الذي كان قائمًا منذ عام 1911، لتستحدث مكانًا يعكس تمامًا ذائقتها المتفردة. ومن خلال عملية تجديد دقيقة، عاد المنزل الفاخر ليحكي قصة مصممة فذة استلهمت من جمال الطبيعة وعراقة التاريخ، وواصلت إلهام الأجيال برؤيتها المبتكرة التي تربط الماضي بالحاضر.
لا بوزا.. منزل شانيل الشخصي بين تاريخ الريفييرا وجمال الطبيعة
في عشرينيات القرن الماضي، أصبحت الريفييرا الفرنسية وجهة مفضلة للأدباء والفنانين الذين اختاروا هذه البقعة الساحرة ليعيشوا فيها أسلوب حياة فنيًا مترفًا.
Clément Vayssieres
كان من بين هؤلاء إرنست همنغواي، ودوروثي باركر وفيرجينيا وولف، الذين كانوا يقضون الصيف هناك، فيما اختار ف. سكوت فيتزجيرالد أن يُكمل مسودة روايته الشهيرة "غاتسبي العظيم" The Great Gatsby في مدينة سانت رافاييل، إحدى المدن الواقعة في قلب الريفييرا.
وعندما وصلت كوكو شانيل في عام 1928، اختارت لنفسها ملاذًا هادئًا في روكوبرون-كاب-مارتين، وهي واحدة من القرى الهادئة التي تقع ضمن المنطقة نفسها، ضمن بستان زيتون يمتد على خمسة فدادين، ليكون المكان الذي شهد بداية حلمها في هذا الجمال الفرنسي الهادئ.
Clément Vayssieres
وفيما كانت جارتها تبني فيلتها الحداثية في المنطقة، اختارت شانيل تصميم منزلها بشكل بسيط وأنيق باستخدام المعمار المبسّط، ليتناغم مع جمال الطبيعة المحيطة.
وكلفت شانيل المصمم المعماري البلجيكي روبرت شتريتز بتصميم منزل يعكس روح الدير الذي نشأت فيه في أوبازين، حيث كانت البيئة الهادئة والنقية مع التفاصيل المعمارية المتقنة تذكّرها بجدران الأديرة القديمة.
وكانت روكوبرون-كاب-مارتين تحمل في طيّاتها دلالة تاريخية، إذ يُقال إن المنطقة كانت تشتهر بكونها نقطة انطلاق للراحة والهدوء للمسافرين الراغبين في الانعتاق من صخب الحياة. وقد ألهم هذا المكان شانيل لاختيار الموقع ليكون ملاذها الشخصي، بسبب رغبتها أن يكون منزلها رمزًا للبساطة والأناقة في قلب هذه الطبيعة الخلابة.
مع تجديد هذا المعلم، يتمثل في "لا بوزا" مزيجٌ من التاريخ والطبيعة في تصميم عصري أنيق.