منذ تأسيس دار لويس فويتون وموضوع السفر ملازمٌ لها. فقد تفننت العلامة في ابتكار منتجات مصممة لمرافقة المسافرين حتى تَرسّخ اسمها في قطاع الفخامة. وإذا كان الترحال في المكان قد لازم الدار منذ بدايات القرن العشرين، فإنها وَسّعت في السنوات الأخيرة آفاقها بالارتحال لا في المكان فحسب، بل حتى في الزمان، كما يتجلى في مجموعة الجواهر الراقية Deep Time التي كُشف عنها أخيرًا.

تُسافر المجموعة، التي تُعدّ خامس مجموعة تُصممها المديرة الفنية لقسم الجواهر والساعات فرانشيسكا أمفيثياتروف، في رحلةٍ تسبر تاريخ العالم وبداية الحياة، وذلك من خلال قطع تُجسد حِرفية لويس فويتون وبراعتها في ميدان الجواهر الراقية. 

يتضمن الفصل الأول من المجموعة 95 قطعة متفردة، تلتقط كل واحدة منها خيوط موضوع محدد، ولكنها تحكي كلها ملحمةَ التحول والحياة والتلاحم في سيرتين: سيرة الجيولوجيا وسيرة الحياة. 

تُوثق القطع المنضوية تحت سيرة الجيولوجيا التطور المُتّئِد لكوكب الأرض، بداية من القارة العظيمة التي انبثقت منها القارات الأصغر، مرورًا بانفجار البراكين وهيجان الأمواج وتمزّقات اليابسة، ونهاية بحرارة الشمس وتداعي البحار. أما القطع المنتمية إلى سيرة الحياة فإنها تَرصد طاقة الحياة في تجلياتها العظمى، في الأحافير والبذور والزهور، وفي فَلَكها تَبرز تحولات الأنسجة والطبقات والأحجار، والتي تُمهّد الطريق للفصل القادم من المجموعة.

وفي هذا تقول فرانشيسكا أمفيثياتروف: "نحن نطمح دومًا إلى إيجاد أفخم الأحجار، وفي مجموعة Deep Time استطعنا رَبْط ما بِيَدنا من أحجار بمواضيع محددة، سواء تعلق الأمر بالحمم البركانية، أو بالقارات المختلفة، أو بالأفكار المُجرّدة". وتُتابع: "تحتفل المجموعة بالماضي، كما تحتفل بجمال الطبيعة وهشاشة الحياة المدهشة".

سيرة الجيولوجيا

تَتفرّع حكاية الأرض من قارة غندوانا العملاقة التي انبثقت منها قارات أمريكا الجنوبية وإفريقيا والهند وأستراليا والقارة القطبية الجنوبية. ومن هذا التلاحم الرّابط قديمًا بين القارات المعروفة اليوم، استلهمت لويس فويتون قطع طقم غندوانا Gondwana المتمايزة بِزمرد كولومبي خالٍ من الزيت. 

طقم "غندوانا" Gondwana

LOUIS VUITTON


يزهو الطقم بعقد من البلاتين مؤلف من سبعة صفوف على هيئة تحاكي حركة الأرض الدائرية، ويتوسّطه شعار الدار المميز على هيئة حرف V الذي تَشكّل بوساطة أحجار زمرد متفردة. وبرزت من بينها زمردة بزنة 4.51 قيراط، عليها مَسْحة من الزرقة وتتمايز بدرجة نقاء عالية. 

طقم "غندوانا" Gondwana

LOUIS VUITTON

فضلاً عن هذا، يتألق العقد بضياء 259 ألماسة مختلفة القطع، ويكتمل بأقراط عصرية التصميم، تتهادى من أطرافها زمردتان بزنة إجمالية تبلغ 9.29 قيراط. ولإبراز مقدار تفرد هذا الزمرد الخالي من الزيت، تزدان خواتم هذا الطقم بأحجار رائعة انتظمت على نحو كلاسيكي فوق الهيكل المشغول من الذهب الأبيض والبلاتين. 

بعدها، قَدحت أمفيثياتروف شرارة إبداعها بمرأى الحمم البركانية القانِية، ومنها استمدت فكرة عقد Volcano المتفجر بعقيق الماندرين والتورمالين الوردي اللون، وهما حجران يتشكلان في حرارة الحمم وتحت ضغطها. وقد اتخذ العقد هيئة انسيابية تتمايل مع انحناءات العنق، وأضاء ببريق 15 ألماسة بقطع النجمة المميز.

عقد Volcano

LOUIS VUITTON

بعد فصل الحمم البركانية المائجة، جاء الدور على الفيضانات والأمواج العاتية التي تُدمر ما في طريقها بقدر ما تبثّ فيه رشفة الحياة. ومن هذا المشهد المضطرب استلهمت أمفيثياتروف تصميم طقم Wave، الذي اتخذ عقده هيئة موجة صاعدة، تتكوّر، ثم تنحدر كسهم منطلق تتدلّى من طرفه ألماسة بقطع النجمة بزنة 6.19 قيراط، موصولة بياقوتة باهرة مصدرها سريلانكا بقطع بيضاوي وبزنة 40.8 قيراط.

تقول مصممة مجموعة Deep Time: "إن هذه الموجة المحيطة بالرقبة تصميم متفرد ومفهوم مبتكر، وهي مصممة على نحو جميل، كما أنها مرصعة بأحد أبرز أحجار المجموعة". ويكتمل العقد أيضًا بسوار يتخذ نفس الهيئة المتموجة، وزوج من الأقراط، وخاتم.

طقم Wave

LOUIS VUITTON

في ختام سيرة الجيولوجيا، نظمت دار لويس فويتون قصيدةً تحتفي بالشمس والبحر، وذلك من خلال طقم Drift الذي تُجسد قطعه فجر الحياة الجديد. وقد تَمثلت قوة الحياة هذه في أحجار الأكوامارين والياقوت الأصفر التي رصعت عقدًا هيكليًا من الذهب الأبيض اتخذ هيئة درع حربي.

ومع أن خواتم هذا الطقم اتخذت هيئات مختلفة، إلا أنها تألقت جميعًا بأحجار الأكوامارين بلون سانتا ماريا الشديد النقاء، فضلاً عن الياقوت الأصفر والألماس المتمايز بقطع النجمة.

خواتم Drift

LOUIS VUITTON

سيرة الحياة

بعد استقرار المعالم الجيولوجية وانحسار الاضطرابات الزلزالية، ينفسح المجال لبدء سيرة الحياة: القسم الثاني من مجموعة الجواهر الراقية Deep Time. وستكون البداية مع طقم Origin المشغول حصرًا من الذهب الأبيض والمرصع فقط بالألماس.

يدور موضوع هذا الطقم حول انبثاق الحياة واندفاعها، وتتجسد هذه الصورة الفيّاضة في العقد المصوغ على هيئة صفوف متشابكة من الألماس، تلتف حتى تُشكل حرف V لا تكاد تَرصده العين. وتواصل هذه الصفوف الألماسية الالتفاف حتى تحيط بألماسة من الدرجة D تبلغ زنتها 10.21 قيراط. 

كذلك يبرز هذا التصميم اللولبي في الأساور والأقراط.

عقد Origin

LOUIS VUITTON

من الأشكال اللولبية التي تفتتح مسيرة الحياة، ينتقل المشهد إلى الأحافير التي تعد الشاهد على النسب الموحد للقارات. 

تجد فكرة الأصل هذه تعبيرها في طقم Fossils، وخصوصًا في العقد المذهل الثلاثي الجدائل. وكل جديلة من هذا العقد متفردة في تصميمها، وتزخر بتفاصيل دقيقة في ناحية الأنماط الزخرفية والأحجار الكريمة

تتمايز الجديلة الأولى المشغولة من الذهب الأبيض والمرصعة بالألماس بنمط دامييه المميز، فيما تتباهى الجديلة الثانية بسلسلة من الخرزات المشغولة من الذهب الأبيض والتي اتخذت هيئة تعريشة من الألماس المرصوف. أما الجديلة الأخيرة، فقد تباهت بنمط قرص العسل الشهير، الذي يتبدّى تعقيده بفضل حبيبات الألماس التي تخللت تصميمه. 

للربط بين الجدائل الثلاث، اختارت لويس فويتون ياقوتة أخاذة من سريلانكا بزنة 27.83، وألماسة بقطع النجمة تبلغ زنتها 5.52 قيراط. ولإيضاح مبلغ تعقيد هذه القطعة، يكفي أن نشير إلى أن صياغته تطلبت 1,740 ساعة من العمل الحرفي البالغ الدقة.

عقد Fossils

LOUIS VUITTON

ومن الأحافير ننتقل إلى العظام، أي إلى صيغة أشد تعقيدًا من سابقتها، على الأقل من وجهة نظر الإنسان. ويَحضر هذا التعقيد في طقم Bones دون غيره من الأطقم، إذ فيه تجسد حس ابتكار الدار وبراعتها كما لم يحدث من قبل.

عقد Bones

LOUIS VUITTON

يزهو هذا الطقم بعقدٍ يُعد إحدى أكثر القطع تعقيدًا في تاريخ لويس فويتون، ذلك أنه يشتمل على سمفونية بديعة من الأحجار النفيسة المتنوعة الألوان المستقدمة من مختلف القارات، من حجر الأوبال المنحدر من أستراليا والذي تبلغ زنته 43.58 قيراط، وحجر تورمالين بارايبا بقطع الكمثرى القادم من الموزمبيق، إلى أحجار التنزانيت المستخرجة من تنزانيا والتي تساوي زنتها الإجمالية 91.74 قيراط.

مثل قطع أخرى في مجموعة Deep Time، يتمايز العقد الفريد، المشغول من الذهب الأبيض والبلاتين، بتصميم مُجوّف، يتناغم مع الحواشي المتدلية المرصعة بحبيبات ألماس متنوعة القطع. بالإضافة إلى هذا، يتسم العقد بطابع انسيابي، يغلب عليه التعقيد وتعدد الأبعاد، ولذلك يمكن ارتداؤه بأربع طرق مختلفة، كما يمكن فصل حجر تورمالين بارايبا الذي يُرصعه لارتدائه منفردًا. 

في ختام سيرة الحياة تتفتح الأزهار، معلنة نهاية الفصل الأول من مجموعة Deep Time التي طَعّمتها لويس فويتون بقبس من إبداعها غير المتناهي. 

قلادة Flowers

LOUIS VUITTON

يتجسد موضوع الأزهار في قلادة Flowers في هيئة زهرة لويس فويتون المزخرفة الشهيرة التي تتدلى من القلادة مسبغةً عليها ألقًا لا نظير له. وقد تناوبت على بتلات الزهرة المشغولة من الذهب الأبيض والوردي أحجارُ ياقوت توتية اللون وأحجار ياقوت وردية، تنحدر كلها من قلب الزهرة المتألق بألماسة بقطع النجمة. 

تتدلى هذه الزهرة من سلسلة ذهبية متضافرة الحلقات، تغتسل ببريق الألماس، الذي يتألق أيضًا على باقي القطع.

من خلال مجموعة Deep Time، استطاعت لويس فويتون أن تروي قصة الحياة على الأرض، بعدسة فنية بارعة تلتقط أشد التعقيدات رهافة، لتُحيلها بعدئذ إلى تصاميم لا نظير لها.