داخل المقرّ الرئيس لدار بوميلاتو Pomellato في ميلانو، تتدلّى على الجدران ثلاثة ألواح عرض كبيرة، أشبه بصفحات من ألبوم بصري يُوثّق رحلة العلامة الاستثنائية: من سلاسل السبعينيات الجريئة التي تفيض بوهج الحريّة، إلى الأطواق البنيوية في الثمانينيات التي تنطق بهندسة الزمن، مرورًا بانفجار الألوان في التسعينيات. 
من هذه الذاكرة المتقدة، وُلدت مجموعة الجواهر الراقية الجديدة Collezione 1967 (مجموعة عام 1967)، التي لا تكتفي باستعادة لحظة التأسيس، بل تعيد تشكيل إرث الدار في ثلاثة فصول إبداعية، يجسّد كل منها مرحلة مفصلية من تطوّر الهوية الجمالية لبوميلاتو.

مجموعة الجواهر الراقية Collezione 1967

سبعينيات السلاسل ومركزية الأحجار

يبدأ الفصل الأول بسلاسل ضخمة ومعقّدة، أبرزها حزام من الذهب الوردي عيار 18 قيراطًا مرصّع بالألماس يمكن ارتداؤه سوارًا أو قلادة. 

كما تُسلّط قطع Cascade (الشلالات) الضوء على إبداع حرفي نادر، من خلال تصميم مزدوج السلسلة يدمج تركيبة داخلية بحلقات دائرية وأخرى خارجية بيضاوية الشكل. وتأتي إحدى النسخ مرصّعة بياقوت أزرق سيلاني بوزن 22.23 قيراط، وأخرى بحجر ماندارين غارنيت بوزن 22.58 قيراط.

وفي هذا يقول ستيفانو كورتيتشي، خبير الأحجار ومدير قسم الجواهر لدى بوميلاتو، إن "استثمارنا في هذا النوع من الغارنيت تضاعف عشر مرات خلال خمس سنوات"، مضيفًا أن سوار Green Waves المزيّن بمئة واثنتين وعشرين ياقوتة بتدرجات زرقاء وخضراء هو من القطع الأقرب إلى قلبه، نظرًا لدقة تنسيق الألوان وانسيابية التدرج الذي يُبرز حرفية فريدة يصعب تكرارها.

وفي أحيان أخرى، يكون الحجر هو من يملي شكل التصميم، كما في تلك القلادة التي تحتضن حجر تنزانيت بوزن 55.96 قيراط، بتقطيع غير متماثل ولون غامق آسِر، ما تطلّب صياغة بنية دقيقة من 78 وحدة مرصّعة بالألماس تحاكي انحناءاته الفريدة وتُبرز طابعه الاستثنائي. 

وفي قلادة Chain Drop (السلسلة المتدلية)، اختير حجر من تورمالين بارايبا بوزن 27.83 قيراط بتضمينات داخلية واضحة، تُعدّ من عناصر جماله ليُصبح التصميم بأكمله احتفاءً بالحقيقة الكامنة في ندرة العيوب.

بوميلاتو تستلهم عراقة السبعينيات والتسعينيات في أحدث مجموعة من الجواهر Collezione 1967

Pomellato

الثمانينيات: جسارة منحوتة على الذهب

في مرحلة اتسمت بالبذخ البصري والبحث عن هويات تصميمية حادة، استحضرت بوميلاتو روح الثمانينيات عبر تصاميم أقرب إلى المنحوتات، تتمايز بالأشكال الجريئة والزوايا الهندسية التي تفرض حضورها بثقة. 

يزخر هذا الفصل بعقود وأطواق مشغولة من الذهب الوردي والأبيض، وكلها تتخذ شكل بنى معمارية تُجسّد قوة العصر وتيّاراته الفنية، من فن الآرت ديكو إلى تأثيرات ما بعد الحداثة. 

رُصّعت بعض القطع بألماسات مرصوفة بخطوط صارمة، فيما اعتمدت أخرى على تباين التكوين والفراغ لخلق جاذبية مجرّدة لا تخلو من الأناقة. كانت الثمانينيات، بالنسبة لبوميلاتو، إعلانًا عن النضج التصميمي وولادة هوية مستقلة لا تخشى كسر القواعد.

بوميلاتو تستلهم عراقة السبعينيات والتسعينيات في أحدث مجموعة من الجواهر Collezione 1967

Pomellato

عودة كابوشون التسعينيات وألوان التمرّد الهادئ

أما فصل التسعينيات، فيأتي تحية لحقبة تألّقت فيها بوميلاتو بروح جريئة وذوق متمرّد. تجسّدت هذه العودة من خلال ثلاثة خواتم ضخمة تحتفي بقطع الكابوشون، مصوغة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطًا، ومرصّعة بأحجار بيريدو وروبيليت وماندارين غارنيت.

يتوسّط كل حلقة حجر كابوشون مشع، تُحيط به هالة من الألماس الأبيض..

 وتُثبّته مخالب مشغولة بتقنيات دقيقة ومرصّعة بتسافوريت وياقوت معالَج وياقوت أحمر، ما يضفي على الخواتم بريقًا لونيًا مكثفًا يعبّر عن هوية الدار في تلك الحقبة في توليفة تعكس توازنًا بين الجموح والفخامة، وتستحضر بذكاء روح التسعينيات من دون أن تُضحّي برقي الحرفة.

رغم دخول بوميلاتو المتأخر نسبيًا إلى عالم الجواهر الراقية عام 2020، إلا أن هذا الاسترجاع لعقود مضت يبدو لحظة مناسبة تمامًا. فالسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات لا تُشكّل مجرد خلفية تصميمية، بل تُعد مخططًا تأسيسيًا لرموز بوميلاتو الجمالية. 

ومن خلال مجموعة Collezione 1967، تضع الدار توقيعها على معادلة فريدة تجمع بين المرح، والابتكار، والترف الإيطالي المعاصر، لتُؤكّد أن التطوّر في عالم الجواهر لا يكون دائمًا عبر القفزات، بل أحيانًا عبر إعادة ابتكار التفاصيل التي صنعت التاريخ.