في عام 2009، عندما طرحت دار آي. لانغيه أند زونه أولى ساعات ZEITWERK، استأثر ابتكارها باهتمام الصنّاع وهواة عالم الساعات على حد سواء، لا سيّما أن أحدًا لم يسبق الدار الألمانية إلى الإتيان بساعة معصم ميكانيكية تعرض الوقت رقميًا بوساطة أرقام قافزة.
وإذ أعاد الصانع في شهر أكتوبر من العام الفائت إنجازه الفذ إلى الواجهة، استعرض الجيل الثاني من ساعة ZEITWERK في نسختين، إحداهما تستوطن علبة من البلاتين يثريها ميناء من الفضة الصلبة مصقول بالروديوم، فيما الأخرى مشغولة في علبة من الذهب الوردي وتتكامل مع ميناء أسود.
على أن أبرز ما يميّز مأثرة الدار الأخيرة هو المعيار الحركي Calibre L043.6 الحائز سبع براءات اختراع، منها واحدة لمصدر احتياطي الطاقة الذي يدوم 72 ساعة.
شمل مسار إعادة ابتكار الساعة الأصلية أيضًا تحسين آلية عمل الأرقام القافزة. وبالرغم من أن هذه التحسينات التقنية سهلة، إلا أنها في الواقع ترقى إلى مرتبة إنجازات مهيبة استعانت الدار على تحقيقها بفريق صغير من صنّاع الساعات الموهوبين والأصغر سنًا في معظمهم، لتثمر جهودهم عن واحدة من طُرز الدار الأكثر استثارة للانبهار. فكيف اجتمعت هذه الإنجازات في الساعة محكمة التوقيت؟
طاقة مضاعفة
Erik Schimschar
تعمل صانعة الساعات سيندي في محترفات آي. لانغيه أند زونه على تثبيت البرميل المجهّز بنابضين رئيسين، والحائز براءة اختراع. وبفضل هذا البرميل، نجحت الدار في الارتقاء بمخزون الطاقة في طراز ZEITWERK من 36 ساعة إلى 72 ساعة. عندما تُعبأ الساعة بالكامل، تزخر بما يكفي من الطاقة لتدوير الأقراص الثلاثة للأرقام القافزة وتنفيذ قفزات مدتها 4,320 دقيقة، أو بمعنى أدق، 72 قفزة للأقراص الثلاثة مجتمعة، و360 قفزة بقرصين فقط، و3,888 قفزة بقرص منفرد.
وظيفة جديدة
Erik Schimschar
في الجيل الجديد من الساعة، يكفي دفع زر ضاغط عند مؤشر الساعة الرابعة ثم تحريره لتقديم الساعات على نحو مستقل بغية تعديل الوقت عند تغير المنطقة الزمنية في أثناء السفر، وذلك بدلاً من تقديم الوقت 60 دقيقة بشكل متكرر لضبط الساعات. وتدعم هذه الوظيفة الجديدة رافعات تتأنى صانعة الساعات في تجميعها.
وحدة متكاملة
Erik Schimschar
تُثبّت الأقراص الثلاثة لآلية الأرقام القافزة، الحاصلة أيضًا على براءة اختراع، بالأسلوب نفسه الذي تعتمده الدار عادة في مجموعة ZEITWERK، لتحوّل الوحدة المتكاملة لهذه الأقراص قراءة الوقت إلى تجربة خاصة. فيما يعرض أحد الأقراص الساعات، يُظهر القرصان الآخران الوحدات وأرقام عشرات الدقائق في غضون أجزاء من الثانية. لكن الحدث الأكثر إثارة يتجلى في الجزء العلوي من الساعة عندما تندفع أقراص الأرقام الثلاثة بالتزامن وتتقدم بمقدار زيادة واحدة.
عجلة ثالثة
Erik Schimschar
تنطوي هذه الخطوة على تثبيت عجلة مضبط انفلات القوة الثابتة الذي يتمايز بنابض وسطي رئيس باللون الأزرق، والذي يحدد إيقاع آلية الأرقام القافزة. فمنظومة الحركة تتطلب مقدارًا أكبر من الطاقة لتبديل أقراص آلية الأرقام القافزة، التي تتحرك إلى الأمام، في الوقت المحدد كل دقيقة.
يقتضي أيضًا تسريع الأقراص بسرعة وإيقافها مرة أخرى قوة أكبر بكثير من تلك التي يتطلبها الدوران المنتظم للعقارب التقليدية الأخف وزنًا من الأقراص. يعني ذلك الحاجة إلى قدر أكبر من الطاقة في الجزء العلوي من الساعة عندما تتقدم الأقراص الثلاثة معًا في الوقت نفسه. ولأن الزيادة ينبغي أن تتحقق بدقة بعد 60 ثانية، يحل الصانع هذه المعضلة بوساطة مضبط انفلات القوة الثابتة الذي يضمن دعم منظومة الحركة بكمیة موحدة من القوة لتحقيق معدل ثابت.
دقة في الضبط
عند تثبيت مضبط انفلات القوة الثابتة، لا بد من توخّي الدقة في ضبط الوقت المحدد لحركة تبديل الأقراص مرة بعد كل 60 ثانية.
تكرار في سبيل الكمال
Erik Schimschar
قد يتمثل أبرز الشواهد على التزام آي. لانغيه أند زونه تحقيق أعلى درجات الدقة في الأداء بحرصها على تجميع أجزاء كل ساعة تحمل توقيعها مرّتين. هذا ما هو عليه الحال أيضًا في ساعة ZEITWERK التي تُجمع أجزاؤها كافة، بما في ذلك محبس الميزان الذي يميزه برغي مزرّق، ثم تُفكك ليعاد تثبيتها ثانية بشكل نهائي.
معاينة أخيرة
Erik Schimschar
قبل أن تصبح الساعة جاهزة لتسليمها إلى الزبون في أعقاب مسار بناء دقيق يستغرق أسابيع عدة، ويشمل إضفاء التشطيبات الحرفية على المعيار الحركي المكوّن من 451 جزءًا بما يتوافق مع معايير الدار الصارمة، لا بد من معاينة أخيرة للساعة التي يتيح غطاؤها الخلفي، المصنوع من البلور الياقوتي، تأمل جماليات أذرع عجلة التوازن وعجلة مضبط الانفلات المزخرفة يدويًا بالنقوش، وعجلات التعبئة المزدانة بزخارف أشعة الشمس، والأحجار الكريمة التسعة والخمسين، وجسر الميزان الثانوي الذي يحتضن حجرين ذهبيين معلقين ومثبتين بالبراغي.