إذا كانت الطرق كلها تؤدي إلى روما، فقد يكون من المحتم أن يحط كأس رايدر، الحدث الأهم في لعبة الغولف، الرحال في نهاية المطاف في "المدينة الخالدة".

ولكن عندما تنطلق النسخة الرابعة والأربعون من الحدث الذي يقام كل سنتين، للمرة الأولى في إيطاليا، في نادي "ماركو سيموني غولف آند كونتري كلوب" Marco Simone Golf & Country Club الذي أعيد تطويره في روما في شهر سبتمبر الفائت، لن تتنافس الفرق الأمريكية والأوروبية على التفوق القاري فحسب، إذ يؤكد المنظمون أن الفرق ستلعب أيضًا دعمًا لمستقبل الغولف الإيطالي.

يقول جاي كينينغز، مدير كأس رايدر في بطولة موانئ دبي العالمية للغولف DP World Tour: "لا تحظى رياضة الغولف بشهرة كبيرة في إيطاليا. بل إنها تحتل المرتبة السادسة عشرة في قائمة الأنشطة الترفيهية الأكثر رواجًا. فما هو الإرث الذي نريد تركه؟ نريد تحسين هذا الوضع".

لكن هذه المهمة لن تكون سهلة. ففي عملية مسح لملاعب الغولف حول العالم، أجرته إدارة R&A، إحدى الهيئات الإدارية لهذه الرياضة، تبيّن أن في إيطاليا 321 ملعبًا فقط لخدمة سكانها البالغ عددهم 60 مليون نسمة، وهي نسبة دون المستوى مقارنة بما هو عليه الحال في البلدان المتطورة على مستوى هذه اللعبة، مثل إنجلترا التي تحتضن 2,270 ملعبًا لخدمة العدد نفسه تقريبًا من الأفراد.

ولكن جيان باولو مونتالي، المدير العام لمشروع كأس رايدر 2023 في إيطاليا، يرى أن الخطة لا تبدأ ببناء المزيد من الملاعب. أولاً، تحتاج إيطاليا إلى المزيد من لاعبي الغولف. يسعى مونتالي إلى ضمان مشاركة 120 ألف لاعب مسجّل بحلول عام 2027، ليرتفع العدد بذلك من 87 ألف فرد وصفوا أنفسهم بـلاعبي غولف في عام 2015، عندما حققت إيطاليا ما لم يكن متوقعًا وتفوقت على عروض ألمانيا والنمسا وإسبانيا لاستضافة الحدث المنشود.

يقول مونتالي، الذي درب فريق الكرة الطائرة الإيطالي وقاده إلى الفوز بالميدالية الفضية في أولمبياد أثينا 2004، والذي عمل بعد ذلك مع ناديي كرة القدم الإيطالية يوفنتوس وروما: "إننا نحتاج إلى تغيير ثقافي في هذا البلد"، مضيفًا: "نريد أن نثبت أن هذه الرياضة مناسبة للجميع وأنها، خلافًا للمعتقد السائد، ليست باهظة الثمن. عندما يجرّبونها سيغرمون بها".

يريد مونتالي أيضًا استقطاب المزيد من السائحين المهتمين بالغولف إلى إيطاليا. وفي هذا يقول: "إن الشخص الذي يزور روما يبقى في المدينة لمدة يومين ونصف يوم. أما أولئك الذين يحضرون للعب الغولف، فإنهم يمكثون فيها أربعة أيام ونصف يوم. إذا ما أدركت الجهات المسؤولة ذلك وأصبحت إيطاليا وجهة للغولف، فإن هذا التحوّل سيخلّف تأثيرًا ملحوظًا على البلاد".

لطالما شكل مناخ روما وتاريخها وثقافتها ومطبخها وفنادقها نقاط جذب (أولئك الذين يقيمون في فندق Rome Cavalieri التابع لمجموعة والدورف أستوريا يمكنهم زيارة مطعم لا برغولا La Pergola، وهو المطعم الأول والوحيد في المدينة الحائز ثلاث نجوم ميشلان)، ولكن تنظيم بطولة كأس رايدر على بعد عشرة أميال فقط من "السلالم الإسبانية" سيجتذب بلا شك لاعبي الغولف من مختلف أنحاء العالم.

سيجد اللاعبون اختبارًا صعبًا في انتظارهم، بعد أن طرأت تغييرات جذرية على مستوى ارتفاع المسطحات الخضراء وتموجها ونعومتها، وسيواجهون عددًا من الحفر التي تكافئ من يتجرأ على المخاطرة، مثل الحفرة السادسة عشرة (المحدد معدل تجاوزها بأربع ضربات) التي يمكن بلوغها بضربة طويلة من المسطح، والتي تنتهي عندها في العادة معظم المباريات.

وقد جرت العادة أن تتحول الملاعب التي تستضيف كأس رايدر إلى وجهة مقصودة بعد انتهاء البطولة، لذا ستراهن رياضة الغولف الإيطالية على اللاعبين الذين سيخوضون المنافسة على أرض ملعب ماركو سيموني.

يقول مونتالي إنه لا ينبغي لإيطاليا أن تضيّع الفرصة، مضيفًا: "سيكون من الغباء عدم الاستفادة من بطولة كأس رايدر. ينبغي أن يشكل هذا الحدث نقطة انطلاق لنا." .