أوبرا وينفري، أيقونة الإعلام التي شكلت ملامح الثقافة الحديثة، تمتلك ثروة صافية تصل إلى 3.1 مليار دولار. بعيدًا عن برنامجها الحواري الشهير الذي رسّخ مكانتها بوصفها أيقونة ثقافية، نجحت أوبرا في بناء إمبراطورية واسعة، واستثمارات ناجحة، وصفقات ضخمة، إلى جانب مشاريع وثائقية ونادٍ للكتب أصبح بمنزلة حركة أدبية.

لكن خلف هذه الإنجازات المالية والشهرة العالمية، يبرز جانب آخر في حياة أوبرا لا يقل بريقًا، جانب يجسّد شغفها بالخصوصية والجمال، ويكشف عن ذائقتها الرفيعة: عالم العقارات الفاخرة. من القصور المطلة على المحيط في كاليفورنيا، إلى المزارع الهادئة في هاواي وكولورادو، نسجت أوبرا قصة موازية ترويها حجارة الفلل وحدائقها، لتتحوّل ممتلكاتها إلى انعكاس حيّ لرحلتها الملهمة.

قلعة في مونتيسيتو

منذ استحواذها على قصرها الرئيس "بروميسد لاند" Promised Land في مونتيسيتو عام 2001 مقابل نحو 50 مليون دولار أمريكي، بدأت أوبرا وينفري في تشييد مملكة خاصة تجمع بين الهدوء والفخامة، لتصل ملكيتها اليوم إلى ما يقارب 70 فدانًا في واحدة من أرقى المناطق الساحلية بكاليفورنيا.

يتميّز القصر، الذي يعكس روعة الطراز الجورجي الكلاسيكي، بمساحة داخلية واسعة تبلغ 23,000 قدم مربعة، تملؤها الغرف الفسيحة بإطلالاتها البانورامية على المحيط وحدائق الورود المشذّبة. 

وإلى جانب المكتبة الراقية والصالات المتعددة، تضم الملكية منزل ضيافة خشبيًا أنيقًا بمساحة 6,000 قدم مربعة، تحيط به حدائق غنّاء، وملعب تنس، ومسبح واسع، وممرات هادئة تحرسها الأشجار في تناغم مدهش مع الطبيعة.

ولا تقتصر استثمارات أوبرا العقارية في مونتيسيتو على هذا القصر الفاخر فحسب، بل تشمل أيضًا مزرعة سيمير Seamair الممتدة على 23 فدانًا. 

في هذا الملاذ الريفي، تتناغم البساطة مع الأناقة في إسطبلات مجهّزة بعناية..

 ومسارات مخصصة لركوب الخيل، وبساتين فواكه، وبركة أسماك هادئة، وحدائق غنية تُضفي على المكان طابع الريف الساحر.

وفي عام 2019، عززت أوبرا مجموعتها بمجمّع عقاري يغلب عليه أسلوب معماري إسباني مميز، اقتنته من الممثل جيف بريدجز. يبرز في هذا المجمع منزل رئيس صمّمه المعماري جيمس أوزبورن كريغ، تحيط به بيوت ضيافة مستقلة، ومنشآت فروسية مسوّرة، ومساحات مفتوحة خصصتها للاسترخاء والتأمل، وحدائق مصممة.

من الشاشة إلى القصور الفارهة: رحلة أوبرا وينفري في بناء إمبراطوريتها العقارية

Google Earth

جزيرة هاواي: توسّع في قلب كولا

لم تتوقف أوبرا عند حدود كاليفورنيا، بل مدّت استثماراتها نحو جزر هاواي، بحثًا عن ملاذات جديدة تحمل روح المغامرة والاسترخاء. بدأ ارتباط أوبرا بجزر هاواي في 2003، عندما اقتنت عقارين بمساحة إجمالية بلغت 163 فدانًا في منطقة كولا، مقابل 5.3 مليون دولار أمريكي. وبالتعاون مع المعماري جيف وولي وصديقتها المقربة والمنسقة إيلي كولمان، أعادت أوبرا إحياء هذه المزرعة البسيطة، محوّلة إياها إلى ملاذ ريفي دافئ بتصميم عصري راقٍ.

يتميز المنزل بأسقفه المرتفعة التي تمنح شعورًا بالاتساع والحرية، وأبوابه الفرنسية الزجاجية التي تفتح مباشرة على الحدائق، إلى جانب مطبخ مزين بنقوش تقليدية، وشرفة تحيط بالمنزل بالكامل، ما يتيح لها الاستمتاع بغروب الشمس الذهبي ومشاهد الطبيعة الساحرة.

وفي عام 2023، وسّعت أوبرا إمبراطوريتها الخضراء بشراء 870 فدانًا إضافية من الأراضي الزراعية، موزعة على أربع قطع، لتصل مساحة ممتلكاتها إلى حوالي 1,000 فدان. تشمل هذه الأراضي مرافق زراعية متعددة، وبساتين خصبة، ومزارع صغيرة، ومنازل ضيافة متفرقة، لتجسّد رؤيتها في خلق مساحة تجمع بين العزلة الفاخرة والحياة الريفية البسيطة. هكذا تحوّلت استثماراتها في هاواي إلى واحدة من أكبر وأغنى مجموعاتها العقارية، بمزيج متناغم من الطبيعة، والخصوصية، والفخامة الهادئة.

ملاذ التزلج في كولورادو

وفيما وجدت وينفري في هاواي واحات هادئة على الشاطئ، اختارت أيضًا أن ترتقي في قلب الجبال، إذ اتجهت نحو كولورادو لتكمل فصول حكايتها العقارية. في عام 2015، اقتنت منزلاً عصريًا فاخرًا في منتجع التزلج الشهير في تلوريد بولاية كولورادو، بمساحة تقترب من 9,000 قدم مربعة، فوق قطعة أرض تمتد على 3.25 فدان.

من الشاشة إلى القصور الفارهة: رحلة أوبرا وينفري في بناء إمبراطوريتها العقارية

Google Earth

يجمع العقار بين المشهد الطبيعي والتصميم العصري؛ إذ يضم مصعدًا خاصًا، وجسرًا زجاجيًا معلقًا يطل على المنحدرات المغطاة بالثلوج، ليخلق توازنًا مثاليًّا بين دفء الداخل وروعة الطبيعة في الخارج.

يضم المنزل خمس غرف نوم فسيحة، وستة حمامات، وصالة معيشة واسعة بنوافذ ممتدة من الأرض حتى السقف، تسمح بدخول الضوء الطبيعي ومشاهدة جبال سان خوان في مشهد أخّاذ. كما يحتضن مكتبة هادئة، وغرفة سينما خاصة، ومطبخًا مجهزًا بكامل التجهيزات العصرية، ليكون المكان المثالي للاسترخاء أو استقبال الأهل والأصدقاء.

يعود شغف أوبرا بهذه المنطقة إلى عام 2014، عندما اشترت نحو 60 فدانًا في قرية ماونتن فيلدج، بهدف بناء مجمّع جبلي خاص، غير أنها تخلّت عن الفكرة لاحقًا لأسباب تنظيمية. اليوم، يوفّر منزل تلوريد لها مزيجًا متناغمًا من العزلة الفاخرة، والطبيعة البكر، والوصول المباشر إلى مسارات التزلج.