في العادة، وعند إطلاق أي سيارة جديدة من أستون مارتن، وتحديدًا أي سيارة تحمل حرفي DB في بداية تسميتها، تأتي بتصميم جذاب وبخطوط ساحرة ضمن توليفة أرستقراطية فاتنة يكاد ينفرد بها الصانع البريطاني.
وبطبيعة الحال، مع إطلاق أستون مارتن طراز DB12 لم يكن أحد يتوقع سوى سيارة تحمل تلك المواصفات التي ذكرناها.

لذا عندما رُفع الغطاء عن أحدث سيارات جيمس بوند، لم نفاجأ من خطوطها الخلابة، بل ربما رأينا فيها تصميمًا مألوفًا يبدو للوهلة الأولى كأنه لم يتغير كثيرًا عن تصاميم سلسلة طراز DB السابقة. لكن المفاجأة أتت بعد حين عندما تعرّفنا مواصفات السيارة، وتحديدًا تلك التي تتعلق بكل من أدائها الديناميكي وتركيبتها الميكانيكية.

الرقم 12 في التسمية فقط!

على الصعيد الميكانيكي، ورغم أن Aston Martin DB12 كما هو واضح هنا تحمل الرقم 12 ضمن تسميتها، إلا أنها أول سيارة DB منذ حوالي خمسين عامًا تأتي بمحرك من دون 12 أسطوانة.

ولكن اذا عُرف السبب بطل العجب، بل ربما يمكن لهذا العجب أن يُصبح المنطق بعينه، إذ إنه من خلال هذا المحرك الصغير نسبيًا تبدأ عناصر التركيبة الديناميكية المعزّزة بقدراتٍ ميكانيكية بالتشكل.

سيارة أستون مارتن DB12

Aston Martin

فمحرك الأسطوانات الثماني الذي يتوفر لهذه السيارة يبقى قادرًا على توليد قوة أعلى مما يوفره المحرك ذو الأسطوانات الاثنتي عشرة، ولكن مع وزن أقل وحجم أقل يسمح للمهندسين بأن يثبتوه بوضعية أفضل ضمن جسم السيارة من دون أن يؤثر كثيرًا على توزيع الوزن، ومن ثم جعله يؤدي دورًا في تعزيز الأداء الديناميكي للسيارة، يُضاف إلى دوره الأساسي بتأمين القوة اللازمة لدفعها نحو الأمام.

سيارة أستون مارتن DB12

Aston Martin

أما السبب الثاني وراء استغناء الصانع البريطاني عن المحرك الكبير، فهو أنّ المحرك الذي يتوفر لأستون مارتن دي بي 11 هو محرك قديم بات بطبيعة الحال غير قادر على مجاراة متطلبات العصر الحالي في ما يتعلق بقوانين الانبعاث التي تفرضها الدول حول العالم. كما أنّ المحرك ذا الأسطوانات الاثنتي عشرة الذي تنتجه شريكة أستون مارتن التقنية مرسيدس اشترت باغاني حقوقه وأصبح حصريًا لطرزها.

ولذلك أتت Aston Martin DB12 مع محرك من ثماني أسطوانات يولد قوة 671 حصانًا عند 6000 دورة في الدقيقة، وهو أقوى بنسبة تزيد على 30 في المائة مقارنةً بالجيل القديم.

سيارة أستون مارتن DB12

Aston Martin

ديناميكية السيطرة لسيارة DB12

قد يكون أهم ما يتوجب على أي سيارة رياضية أن تملكه وأبرز ما يُضيف المتعة إلى تجربة قيادتها هو الشعور العام بقدرة السائق على السيطرة عليها وعلى حركتها، وهذا يتحقق من خلال تركيبة ديناميكية مدروسة، كتلك التي وفّرتها أستون مارتن لسيارة DB12 من خلال الجيل التالي من المخمدات التكيفية مع قضبان مقاومة للانقلاب أكثر صلابة.

وبالإضافة إلى ذلك، جرى زيادة عرض المحور الأمامي بمقدار 6 ملليمترات مقابل 22 ملليمترًا للمحور الخلفي، فضلاً عن تزويد الواجهة الأمامية بفتحة تبريد أكبر ومصد أمامي بتصميم جديد.

مقصورة تستحق شعار أستون مارتن

سيارة أستون مارتن DB12

Aston Martin

أول ما يلفت النظر داخل المقصورة هو الكونسول الوسطي الضخم الذي يحمل تصميمًا يوحي بالفخامة ومضمونًا يركز على تلبية احتياجات السائق. أما بعد، فلا داعي لذكر تمتع المقصورة بأرقى أنواع جلد ألكانتارا التي تظهر في مختلف أرجائها، إذ ما نتحدث عنه هنا سيارة من أستون مارتن.

سيارة أستون مارتن DB12

Aston Martin

هذا ويأتي نظام المعلومات والترفيه بحلة جديدة كليًا، وهو نظام جرى تصميمه وتطويره بالكامل من قبل الشركة، وهو يتميز بدعم نظامي آبل كار بلاي وأندرويد أوتو. أما المقاعد، فتتمتع بتصميم أنيق لم يمنعها من أن تكون عملية بنسبة كبيرة، علمًا بأنها تؤمن احتضانًا جيّدًا لأجسام الركاب.