انقضت ستة أعوام من الجهود المُضنية قبل أن تخرج شركة باغاني أخيرًا سيارة Pagani Utopia إلى النور معلنةً بذلك بداية الفصل الثالث من حياتها بعد طرازين أسسا لفلسفة قائمة على الجمع بين عالم الهندسة، والعلوم الميكانيكية، وفن التصميم.

وقد طوّر هوراسيو باغاني سيارته الخارقة الثالثة بالاستناد إلى ثلاثة معايير ألهمها استطلاعه آراء أبرز زبائنه الأوفياء في محاولة لبناء سيارة أحلامهم.

تمثلت تلك المعايير بالبساطة، والوزن الخفيف، ومتعة القيادة، وكانت النتيجة إنجازًا مثاليًا أطلقت عليه العلامة الإيطالية اسم "يوتوبيا" تيمنًا بالمدينة الفاضلة التي تخيلها الأديب توماس مور في رواية حملت الاسم نفسه صدرت عام 1516.

وفي ما يشبه تكريم إرث السيارات الخارقة التقليدية، جُهزت السيارة بمحرك احتراق داخلي في زمن ينشط فيه الصنّاع لبناء مستقبل كهربائي.

لا يمكن للعين أن تغفل عن أوجه الشبه بين سيارة Utopia الجديدة وطرازي زوندا وهويارا السابقين من باغاني.

فعلى ما هو عليه حال سلفها، توحي يوتوبيا بمظهر سيارة سباق تقدمية بمقصورة قيادة مصممة على شكل فقاعة ومصدات جانبية ضخمة.

لكن هذه المأثرة، التي توثّق دخول الشركة عقدها الثالث من العمر، تتمايز بخطوطها الأكثر انسيابية ومنحنياتها الأبسط، بعيدًا عن أي بهرجة زائدة.

للحفاظ على الطابع الجمالي للمقصورة، اعتمدت الشركة فيها عدادات تناظرية سهلة القراءة يكشف كل منها عن جزء من آليته على غرار معيار حركة في ساعة هيكلية.

Pagani
للحفاظ على الطابع الجمالي للمقصورة، اعتمدت الشركة فيها عدادات تناظرية سهلة القراءة يكشف كل منها عن جزء من آليته على غرار معيار حركة في ساعة هيكلية.

مواصفات سيارة Pagani Utopia

بداية من الواجهة الزجاجية الأمامية، بأطرافها العلوية الدائرية، إلى معالم الجناحين وغطاء المحرك، والطابع الأكثر نعومة، تكرّس سيارة سيارة Pagani Utopia حضورها المتفرد من حيث كونها مأثرة تصميمية لا تشيخ أكثر منها مركبة بتصميم يواكب توجّهات العصر.

وبالرغم من أن سيارة يوتوبيا تزهو بعدد محدود من مزايا الديناميكية الهوائية، إلا أن ذلك لم ينتقص من كفاءتها العالية: فيما تشتمل المركبات الخارقة على أجنحة عدة معوّقة للهواء، دمجت باغاني وظيفة هذه العناصر في شكل السيارة، ما أتاح تعزيز القوة السفلية وخفض معدل الجر بالاعتماد على التصميم فحسب.  

قد تكون تفاصيل الأسلوب التصميمي قليلة، لكنها نُفذت بإتقان يجعلها تستأثر بالناظرين فيما تستحضر في الأذهان ابتكارات من خمسينيات القرن الفائت، على غرار المصابيح الأمامية انسيابية التصميم في دراجات فيسبا، أو التجهيزات المميزة لقوارب ريفا السريعة.

تشمل عناصر التصميم أيضًا مرايا جانبية تبدو معلقة في الهواء، ومصابيح خلفية تطفو فوق جوانب الجناحين الخلفيين.

الجدير بالذكر أيضًا أن الصانع الإيطالي نجح في خفض وزن السيارة إلى 1,280 كيلوغرامًا فقط، مستخدمًا هيكلًا داخليًا أحاديًا صيغ من مركب ألياف الكربون والتيتانيوم الذي طورته باغاني خصوصًا لتحقيق أعلى درجات المتانة بموازاة خفة الوزن، فضلاً عن هياكل تحتية أمامية وخلفية مصنوعة من خليط الكروم.

فيما يتوجه اليوم صنّاع السيارات الخارقة إلى منظومة حركة هجينة، آثرت باغاني الحفاظ على إرث هذه الفئة من المركبات، فجهزت سيارة يوتوبيا بمحرك V12 ونظام ناقل حركة يدوي من سبع سرعات.

Pagani
فيما يتوجه اليوم صنّاع السيارات الخارقة إلى منظومة حركة هجينة، آثرت باغاني الحفاظ على إرث هذه الفئة من المركبات، فجهزت سيارة يوتوبيا بمحرك V12 ونظام ناقل حركة يدوي من سبع سرعات.

جُهزت السيارة أيضًا بنظام عادم رباعي المنافذ، ومكابح من السيراميك وألياف الكربون، وإطارات من بيريلي، بحجم 21 بوصة على المحور الأمامي، و22 بوصة على المحور الخلفي، تميزها مراوح توربينية لتبريد المكابح المشغولة من السيراميك وألياف الكربون.   

تُفتح أبواب سيارة Pagani Utopia على شكل أجنحة الفراشة مضيفةً مزيدًا من البهاء إلى مظهر المركبة الكلي، الذي يبدو أقرب إلى منحوتة، وكاشفةً عن مقصورة داخلية أنيقة لا يمكن وصفها بعتيقة الطراز أو بالتقدمية.

فلا وجود لأي شاشات هنا في ما خلا شاشة العرض المبسطة أمام السائق، والسبب الرئيس في ذلك يُعزى إلى حرص باغاني على عدم الانتقاص من الطابع الجمالي للمساحة الداخلية خصوصًا والمركبة عمومًا.

اعتمدت الشركة بدلاً من ذلك عدادات تناظرية سهلة القراءة يكشف كل منها عن جزء من آليته على غرار معيار حركة في ساعة هيكلية. يتجلى أيضًا حرص هوراسيو باغاني على أن يمثل كل مكوّن وظيفي في السيارة فرصة للابتكار في عجلة القيادة التي صيغت من كتلة ألومنيوم صلبة، وفي ذراع تبديل السرعات الذي ظلت آليته مكشوفة ولكن باتت أشد فخامة.  

تتمايز المركبة بخطوطها الأكثر انسيابية ومنحنياتها الأبسط، بعيدًا عن أي بهرجة زائدة، فتبدو أقرب إلى منحوتة.

Pagani
تتمايز المركبة بخطوطها الأكثر انسيابية ومنحنياتها الأبسط، بعيدًا عن أي بهرجة زائدة، فتبدو أقرب إلى منحوتة.

أما على مستوى الأداء، وفيما يتوجه اليوم صنّاع السيارات الخارقة إلى منظومة حركة هجينة تجمع بين محركات الاحتراق الداخلي التقليدية ونظام بطاريات يعزز قوتها، آثرت باغاني الحفاظ على إرث هذه الفئة من المركبات.

فقد جُهزت سيارة يوتوبيا بمحرك V12 (طوّرته علامة مرسيدس – إيه إم جي خصوصًا لباغاني) مكوّن من اثنتي عشرة أسطوانة بسعة ستة لترات، ومعزز بشاحن توربيني مزدوج لإنتاج قوة 864 حصانًا، و1,100 نيوتن متر من قوة عزم الدوران، بموازاة الالتزام بالشروط الأشد صرامة لخفض الانبعاثات الكربونية.

وبدلاً من اختيار نظام ناقل للحركة بجهاز تعشيق مزدوج يحقق الكفاءة المطلوبة ولكن يكون ثقيلاً ويحرم السائق من متعة تحديد إيقاع المركبة بنفسه، استعانت باغاني بشركة Xtrac المصنعة لأنظمة نقل الحركة عالية الأداء لتطوير علبة التروس ذات خاصية التبديل الأسرع، متيحة تجهيز السيارة بناقل حركة يدوي أو يدوي مُميكن، كلاهما من سبع سرعات.

وعلى ما ألفناه من باغاني، فإن سيارة Utopia ستكون حصرية جدًا، إذ سيقتصر إنتاجها على 99 نموذجًا لم يُكشف بعد عن تاريخ طرحها في الأسواق، ولم يُعلن عن سعرها.