هل سمعت يومًا انفجارًا في السماء ولكنك لم تر أي شيء بعد ذلك؟ نعم، كما توقعت، إنها في الأغلب طائرة اخترقت حاجز الصوت.

تستعد ناسا الآن لإجراء اختبارات الطيران الأولى لطائرتها X-59 التي تخترق سرعة الصوت من دون إصدار أي ضوضاء، وذلك بفضل تصميمها الجديد الذي سيحول دوي الانفجارات الناتج عن اختراق سرعة الصوت إلى  "دوي مكتوم" كغلق باب سيارة، في خطوة ستمهد الطريق أمام جيل جديد من الطائرات فوق الصوتية الأقل ضجيجًا، وفقًا لتقرير سي إن إن.

ناسا تطلق أول طائرة أسرع من الصوت لا يصدر عنها ضوضاء

NASA

يعد دوي اختراق حاجز الصوت الأشبه بصوت الانفجارات السبب الرئيس في رفض الجهات المنظمة السماح لهذه الطائرات باختراق حاجز الصوت عند الطيران على ارتفاعات قريبة من المناطق السكنية أو بالقرب من السواحل، إذ يؤدي صوت اختراقها لحاجز الصوت إلى تحطم النوافذ الزجاجية وتشغيل إنذارات السيارات وإحداث فوضى بيئية.

لكن طائرة ناسا الجديدة X-59، التي قد تجري أولى رحلاتها التجريبية هذا العام، تبشّر بعودة سوق الطائرات الأسرع من الصوت بقوة، بعد تقاعد طائرة كونكورد في عام 2003، بعدما نجحت في الطيران من نيويورك إلى لندن خلال 3 ساعات ونصف ساعة، أي نصف الوقت الذي تقطعه الطائرات التقليدية، وبسرعة 2 ماخ أو 1534 ميلاً في الساعة، أي ضعف سرعة الصوت 

وفي هذا أوضح كريغ نيكول، مدير برنامج "تقنيات صامتة أسرع من الصوت" في ناسا، لبلومبيرغ أن الطائرة X-59 أهدأ بكثير من كونكورد أو أي طائرة أسرع من الصوت موجودة حاليًا ولكنها لن تكون الأسرع، إذ ستصل سرعتها إلى 1.4 ماخ ، أو 1066 ميلاً في الساعة.

ووصف نيكول صوت الطائرة الجديدة بأنه يشبه صوت "رعد بعيد" أو "غلق باب سيارة"، مشيرًا إلى أن الناس قد لا يلاحظون الصوت على الإطلاق. أما في ما يتعلق بالشكل الخارجي، فقال إن الطائرة "طويلة ورفيعة جدًا. يبلغ طولها 30.5 متر تقريبًا، ويبلغ طول جناحيها 9 أمتار". 

يسهم التصميم الانسيابي للطائرة كثيرًا في جعلها أكثر هدوءًا عند اختراق حاجز الصوت، إذ تتوقع وكالة الفضاء التي توصلت إلى هذا التصميم بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن ألا تتخطى الضوضاء الصادرة عن طائرتها 75 ديسيبل، مقارنة بنحو 105 ديسيبل في طائرة كونكورد.