بالأضواء المتحركة والخوارزميات الفنية، تستعد مدينة هامبورغ لاحتضان أكبر متحف للفن الرقمي في أوروبا، تحت اسم متحف UBS للفن الرقمي، والمقرر افتتاحه رسميًا في عام 2026. 

يقع هذا الصرح الثقافي في قلب حي هافن سيتي البحري، ويعد زوّاره بتجربة حسية غير مسبوقة، تُطيح بالنموذج التقليدي "انظر ولا تلمس"، من خلال معرض افتتاحي كامل يقدّمه استوديو تيم لاب TeamLab الياباني الشهير.

يمتد المعرض الافتتاحي، الذي يحمل عنوان TeamLab Borderless Hamburg (تيم لاب بلا حدود – هامبورغ)، على مساحة تبلغ 6,500 متر مربع، ليشكّل أول متحف دائم لاستوديو تيم لاب في أوروبا، بعد نجاحات لافتة في طوكيو وشنغهاي وجدة. لا يدخل الزائر صالة عرض، بل ينغمس في عالم حيوي نابض بالتكنولوجيا والحس. 

فوسط شلالات من الضوء المتدفّق، ومناظر طبيعية تتشكّل وتتحوّل بفضل خوارزميات ذكية، يجد الزائر نفسه في قلب تجربة سمعية بصرية غامرة، ما يجعل هذا المعرض لحظة فارقة في العلاقة بين الفن والتقنية، تضع المتلقي داخل العمل الفني وليس أمامه.

هامبورغ تحتضن أكبر متحف للفن الرقمي في أوروبا بمعرض تيم لاب

TeamLab

من طوكيو إلى هامبورغ، متحف يُعيد تعريف الفن

لم تكن فكرة المتحف وليدة لحظة عابرة، بل ثمرة انبهار شخصي تحوّل إلى مشروع طموح. فبعد زيارة رجل الأعمال لارس هينريكس، الناشط في قطاع التقنية،  لمعرض Borderless (بلا حدود) في طوكيو عام 2019، انبثق لديه حلم بنقل هذه التجربة الغامرة إلى أوروبا. 

ولتحقيق ذلك، انضم إلى المدير الفني أولريش شراوت، وتمكّنا معًا من تأمين موقع استراتيجي في قلب حي هافن سيتي، حيث تلتقي الحداثة الحضرية بالفكر الثقافي المتجدد. 

هامبورغ تحتضن أكبر متحف للفن الرقمي في أوروبا بمعرض تيم لاب

TeamLab

وبمشاركة مجموعة يو بي إس  المصرفية UBS بوصفها شريكًا استراتيجيًا وراعيًا رسميًا، أبصر المشروع النور بوصفه مؤسسة مستقلة غير حكومية، تتبنّى مقاربة إنسانية تضع الفنانين في صدارة المشهد وتُشرك الزوّار بوصفهم جزءًا فاعلًا من التجربة وليس مجرّد متلقّين.

لكن طموح المتحف لا يتوقّف عند حدود الإبهار البصري، بل يمتد إلى إعادة تعريف علاقة المؤسسات الفنية بالبيئة، عبر التزامه الكامل بأن يصبح أكبر متحف محايد مناخيًا في أوروبا. 

ويشمل هذا التوجه اعتماد سياسات دقيقة لتعويض انبعاثات الكربون، وتبنّي نموذج تسعير شفاف يراعي الاستدامة والعدالة في الوصول إلى الفن، ما يضع المتحف في طليعة الجيل الجديد من الفضاءات الثقافية التي لا تكتفي بعرض الفن، بل تُعيد التفكير في دوره وتأثيره في عالم يتغيّر.