للمرة الأولى منذ تسعة قرون، تستعد المملكة المتحدة لاستقبال Bayeux Tapestry (نسيج بايو) الشهير ضمن اتفاق ثقافي بين بريطانيا وفرنسا، يُعرض بموجبه العمل الأثري في المتحف البريطاني في أغسطس 2026، بعد أكثر من 900 عام على بقائه داخل الأراضي الفرنسية. ويأتي هذا الحدث البارز ثمرة اتفاقٍ بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار تجديد العلاقات الثقافية بين البلدين.

بموجب الاتفاق، سيُعرض نسيج بايو في لندن، فيما سترسل المملكة المتحدة قطعًا أثرية من موقع سفينة ساتون هو Sutton Hoo، إلى جانب قطع الشطرنج الاسكندنافية الشهيرة Lewis Chessmen، إلى مؤسسات ثقافية في منطقة نورماندي الفرنسية. وعبّر مدير المتحف البريطاني نيكولاس كولينان عن أهمية التعاون قائلاً: "هذا هو نوع الشراكات الدولية التي نطمح إليها، عبر تبادل الكنوز الثقافية على نطاق عالمي".

أيقونة من القرن الحادي عشر تعود إلى الأضواء

يُعد نسيج بايو واحدًا من أعظم منجزات الطراز الرومانسكي في الفنون الأوروبية، وهو عمل مطرّز يمتد بطول 230 قدمًا، ويضم 58 مشهدًا، و626 شخصية، و202 حصان، تسرد جميعها تفاصيل الغزو النورماندي لإنجلترا ومعركة هاستينغز عام 1066. 

تعاون ثقافي بين لندن وباريس يعيد أيقونة القرن الحادي عشر Bayeux Tapestry إلى المملكة المتحدة

Bayeux Museum

ويُعرف العمل بقدرته السردية البصرية الفريدة، التي أثّرت في تطوّر الرسم التاريخي على مدى قرون..

بل ألهمت فنانين معاصرين مثل بريتا ماراكَت-لابا، التي استخدمت الشكل نفسه في نسيجها الشهير Historjá (تاريخ) لتوثيق تاريخ شعب سامي.

وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قد أعلن للمرة الأولى عن نيّة إعارة النسيج في عام 2018، في بادرة ترمز إلى استمرار التعاون بين باريس ولندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لكن تقريرًا صدر في 2021 أشار إلى هشاشة النسيج وعدم ملاءمته للنقل آنذاك، ما أوقف المشروع مؤقتًا.

لاحقًا، أظهرت تقارير أن متحف فكتوريا وآلبرت بدأ دراسات قد تمكّنه من استضافة المشروع، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة. اليوم، وبعد مرور سنوات من الترقّب، يبدو أن الصفقة قد أُبرمت رسميًا، في وقت تعيد فيه البلدان التأكيد على روابطهما الثقافية والتاريخية.

ويأتي هذا الحدث في أعقاب اكتشاف قطعة جديدة من النسيج ظهرت أخيرًا في أرشيف ألماني، ويُنتظر أن تُعرض في فرنسا في وقت لاحق من هذا العام.