تركّز متطلبات العصر الحالي في عالم السيارات على التصميم الذي يناغم بين الطابع العملي، ومعاني الأناقة، ومستويات عالية من التطور التقني، بما في ذلك الاتصال بأجهزة الحاسب وشبكة الإنترنت، وخدمات الذكاء الصناعي، والمواد المستدامة عالية الجودة.
ولكن عندما يتعلق الأمر بسيارات بي إم دبليو التي صاغت إرثها العريق منذ منتصف القرن الماضي حتى اليوم حول متعة القيادة، فإن الشعور الذي ينتاب السائق خلف المقود هو أيضًا عنصر لا مجال للتغاضي عنه.
هذا ما تؤكده اليوم فلسفة Neue Klasse الجديدة من الصانع البافاري، والتي تقوم على مزيج من الطابع العصري، والرقي، والتطور، والأهم من ذلك المتعة في القيادة.
وبالرغم من أننا لمّا نحظَ بعد بفرصة اختبار أي سيارة من بي إم دبليو تندرج تحت نهج Neue Klasse الجديد للتصميم (بشقيه الشكلي والهندسي)، ومن ثم لا نعرف صراحة مقدار المتعة التي سيتيحها، خصوصًا عندما تكون السيارة كهربائية وغير مجهّزة بمحرك احتراق داخلي، إلا أن ما أدركناه من شروحات مهندسي الشركة في سياق الكشف عن نهج Neue Klasse يجعلنا نتوقّع أن توفر المركبات التي تنبثق عنه تجربة قيادة مميّزة، خصوصًا أنها ستُزوّد بنظام تُطلق عليه بي إم دبليو اسم The Heart of Joy (صميم المتعة) وهو نظام سخرت الشركة لتطويره خبراتها الطويلة في مجال توفير تجربة قيادة مميزة على متن سياراتها مع تركيبة معقدة وذكية تعتمد على حاسوب فائق يدرس حالة الطريق ووضعية القيادة المختارة ليقوم بضبط عيارات تجهيزات السيارة بالشكل الذي يضمن للسائق تجربة ممتعة يشعر فيها بالحركة الديناميكية للسيارة، وهذا أمر لا يقل أهمية أبدًا عن المتعة التي يؤمنها في العادة محرك احتراق داخلي كبير هادر.
على صعيد الشكل الخارجي، البساطة الاختزالية الأنيقة والتصميم الذي يخدم الطابع الوظيفي العملي هما أبرز سمات نهج Neue Klasse الجديد.
BMW © FABIAN KIRCHBAUER
صُممت قاعدة Neue Klasse لتستوعب بالشكل المثالي الجيل الأحدث من منظومة الدفع الكهربائي التي تتضمن بطاريات بكثافة طاقة أعلى تتيح اجتياز مسافة تصل إلى 805 كيلومترات.
إذا ما أخذنا على سبيل المثال طراز iX3 بوصفه الطراز الأول الذي جرى عرضه أخيرًا في صيغة نموذج جاهز للإنتاج التجاري، فإننا نلاحظ مهارة فريق التصميم في الجمع بين الحضور المهيب على الطريق لمركبة متعددة الاستخدامات وبين اللمسات الناعمة التي تغلب على جسم السيارة بشكلٍ عام. على مستوى المقدمة، ثمة فرق كبير بين النموذج الاختباري الذي عُرض سابقًا وبين النموذج النهائي الذي نتحدث عنه اليوم.
ففيما أظهرت الصور الأولية للنموذج الاختباري حجمًا مبالغًا فيه لشبكة التهوية الشهيرة من بي إم دبليو، اختلف الأمر تمامًا مع النموذج النهائي الذي تنسجم فيه شبكة التهوية بشكلٍ أنيق مع المقدمة، علمًا أنّ مادة الكروم التي كانت تُستخدم في تطعيم أجزاء السيارة، مثل إطار شبكة التهوية على سبيل المثال، أُقصيت لصالح خطوط مضيئة.
لا تُعد مركبة iX3 الجديدة مجرّد نسخة كهربائية من طراز X3. بل إنها تمثّل اليوم طرازًا مستقلاً يقوم على قاعدة Neue Klasse التي صُممت بالأساس لتستوعب بالشكل المثالي الجيل الأحدث من منظومة الدفع الكهربائي التي تتضمن بطاريات بكثافة طاقة أعلى، ترتكز إلى هندسة للجهد العالي بقدرة 800 فولت وشحن سريع من 10 بالمئة إلى 80 بالمئة خلال 21 دقيقة. ومع بطارية مشحونة بالكامل، يمكن للسيارة اجتياز مسافة تصل إلى 805 كيلومترات على ما تصرّح بي إم دبليو.
BMW © ALEX RANK
في السيارة الجديدة، يستفيد ركاب المقاعد الأمامية من نظام Panoramic Vision لعرض المعلومات على سطح باللون الأسود أسفل الزجاج الأمامي.
وعند الحاجة يمكن استخدام سيارة iX3 بوصفها مصدرًا للطاقة من خلال وصل بطاريتها بالمنزل أو بأي أدوات كهربائية خارجية أخرى.
من الداخل، تتمتع مقصورة السيارة الفاخرة بمستويات رؤية ممتازة نحو الخارج، وهذا الأمر يندرج أيضًا ضمن أساسيات نهج التصميم الجديد من بي إم دبليو، إلا أنه ليس كل شيء، إذ يسعى الصانع البافاري مع Neue Klasse إلى تكثيف استخدام المواد المعاد تدويرها والمستدامة. فالمقاعد مثلاً تأتي من قماش خاص ذي نوعية ممتازة نُسج من شباك صيد الأسماك بعد معالجتها.
في السيارة الجديدة، يستفيد ركاب المقاعد الأمامية من نظام Panoramic Vision لعرض المعلومات على سطح باللون الأسود أسفل الزجاج الأمامي يمتد على عرض لوحة القيادة من العمود A الأيسر إلى العمود A الأيمن.
فوقه وضمن الزجاج الأمامي على مستوى نظر السائق، يعرض نظام العرض ثلاثي الأبعاد معلومات الملاحة والقيادة الآلية. وبما أن متطلبات العصر الحالي تفرض تثبيت الشاشة الوسطية في وضع مستقيم بما يتيح استخدامها من قبل كل من السائق والراكب الأمامي، صممت بي إم دبليو الشاشة بزاوية علوية مائلة باتجاه السائق ضمن عملية محاكاة عصرية لما كانت توفره الشركة في الماضي على مستوى لوحات القيادة التي كانت تلتف حول السائق، علمًا أن هذه الشاشة هي عالية الوضوح وسريعة الاستجابة.
وضمن توجه تطلق عليه بي إم دبليو اسم "عينان على الطريق، يدان على المقود"، يأتي المقود ذو التصميم الرياضي الأنيق مع أدوات يمكن من خلالها التحكم بمتطلبات القيادة كلها، وهي أدوات لا تضيء سوى عندما يحتاج السائق إليها.