تتنافس الشركات العملاقة دائمًا من أجل الوصول إلى لقب أسرع سيارة في العالم، ولكن سيارة SSC Tuatara حازت اللقب ليس لأنها تمكنت من تحطيم الرقم القياسي، بل لأنها تفوقت على نفسها بتحطيم رقمها القياسي، لتكون أسرع السيارات الخارقة مرتين متتاليتين بينهما عام واحد.

سيارة SSC Tuatara أسرع سيارة في العالم

تعرَّف في ما يلي مواصفات سيارة SSC Tuatara:

نتاج 10 سنوات من التصميم والتطوير

تأتي سيارة Tuatara ثمرة للتعاون بين شركة SSC لتصميم وتطوير السيارات الرياضية الخارقة ومصمم السيارات الشهير جايسون كاستريوتا الذي عمل سابقًا على تصميم مجموعة من السيارات الأيقونية والشهيرة مثل Ferrari P4/5 و 599 Ferrari و 612 Kappa و GranTurismo من مازيراتي و Hyperion من رولز- رويس، وجميعها سيارات خارقة من أسرع السيارات عالميًا.

استغرق تطوير سيارة Tuatara عشرة أعوام تقريبًا، إذ إنها ظهرت لأول مرة في عام 2011 على شكل مفهوم تصوري جديد، واستمر العمل عليها لمدة سبعة أعوام حتى أغسطس 2018 ليظهر أول نموذج أولي منها، ثم طُرحت بشكل رسمي في 2020 لتحطم الأرقام القياسية السابقة للسيارات الخارقة.

سيارة SSC Tuatara

SCC

وبالرغم من الاختلافات الطفيفة بين النموذج الأولي والنسخة النهائية من Tuatara، إلا أنهما يتشابهان في الخطوط العريضة للتصميم واللمسات الأساسية، إذ احتفظت النسخة النهائية من السيارة بالمقدمة المميزة ذات شكل V، إلى جانب المصابيح الأمامية ذات التصميم غير التقليدي، وشكل فتحة التهوية الأمامية مع الأجنحة القصيرة التي تمتد قليلاً لتغطي جزءًا من الفاصل الخلفي للسيارة.

وجاء التصميم النهائي للسيارة مع عدد أكبر من فتحات التهوية إلى جانب أجنحة صغيرة في الجزء السفلي من السيارة من أجل تحسين مزايا الديناميكية الهوائية فيها.

الجدير ذكره هو أن شركة SSC اهتمت كثيرًا بمزايا الديناميكية الهوائية والوزن النهائي لهذه المركبة، إذ كانت تخطط منذ البداية لجعلها أسرع سيارة في العالم، ولذلك صُمم الهيكل الخارجي بالكامل من ألياف الكربون مع لمسات لامعة لإضفاء طابع جمالي على تصميمها، إلى جانب مجموعة من الأجنحة الصغيرة الموزعة بعناية حول مؤخرة السيارة وهيكلها حتى تتمكن من التعامل مع ضغط الهواء على السرعات العالية بشكل أفضل.

سيارة SSC Tuatara

SCC

مقصورة قابلة للتخصيص

اعتمدت شركة SSC لمأثرتها النهائية على مقصورة داخلية مختلفة تمامًا عن تلك التي جُهز بها النموذج الأولي من SSC Tuatara أسرع سيارة في العالم. وعلى ما يليق بمركبة فاخرة خارقة، يمكن تخصيص المقصورة الداخلية في السيارة والاختيار بين مجموعة متنوعة من الألوان والتجهيزات.

وتجمع المقصورة الداخلية بين جلد ألكانتارا الفاخر وألياف الكربون وأفخم أنواع الجلود إلى جانب لمسات رياضية تستحضرها عجلة القيادة المربعة ومنافذ التهوية التي تشبه المحركات الخارقة.

ويمكنك التحكم في أنظمة السيارة بالكامل وتخصيصها كما ترغب عبر شاشة رقمية كبيرة موجودة في المنصة الوسطية داخل المقصورة، وهي تتيح لك أيضًا الوصول إلى النظام الترفيهي والتحكم في أنظمة تهوية السيارة ودرجات الحرارة.
وبالرغم من أن المقصورة الداخلية تبدو صغيرة ومزدحمة بعض الشيء، إلا أن SSC Tuatara تناسب سائقًا يصل طوله لأكثر من 190 سنتيمترًا.

سيارة SSC Tuatara

SCC

محرك خارق

يظهر تمايز سيارة SSC Tuatara من حيث كونها أسرع سيارة في العالم بشكل واضح في محرك السيارة المصنوع بالكامل من ألياف الكربون، ومصمم بما يتيح له تحمّل الصدمات عبر نظام ذكي للحماية من التصادم.

يستطيع المحرك V8، المكوّن من ثماني أسطوانات بسعة 5.9 لتر، إنتاج قوة تزيد على 1,750 حصانًا بالاعتماد على وقود E85 Flex المخصص للسيارات الخارقة، ما يعني أن السيارة تتفوق بأدائها على طراز بوغاتي شيرون الخارق الذي ينتج قوة 1,578 حصانًا، وعلى طراز Koenigsegg Jesko من كونيغسيغ التي تستطيع إنتاج قوة 1,603 أحصنة بالاعتماد على الوقود الخارق ذاته.

فضلاً عن ذلك، ابتكرت الشركة نسخة خاصة من السيارة مخصصة لحلبات السباق فحسب وتصل قوتها إلى 2,200 حصان تقريبًا. ولكن كلا الطرازين يعتمدان على نظام ناقل الحركة نفسه المكوّن من سبع سرعات. وتقول الشركة إن هذه المنظومة قادرة على الانتقال بين السرعات في أقل من 100 جزء من الثانية، وهو ما يساعد السيارة على الوصول إلى سرعات خارقة، إذ يمكن لسيارة SSC Tuatara أن تحقق سرعة قصوى تصل إلى 483 كيلومترًا/الساعة.

سيارة SSC Tuatara

SCC

تحطيم الأرقام القياسية

كان تحطيم سيارة Tuatara للسرعات الخارقة مثيرًا للجدل. فقد زعمت شركة SCC في فبراير 2020 أنها تمكنت من تحطيم الرقم القياسي والوصول إلى سرعة 508 كيلومترات/الساعة، وكان هذا نتيجة تجربتين لتحطيم الرقم القياسي وصلت السيارة في الأولى منهما إلى 484 كيلومترًا/الساعة وفي لثانية إلى 532 كيلومترًا/الساعة.

ولكن هذا لم يُقنع كثيرًا من المهتمين بمجال السيارات حول العالم، وهو ما دفعهم إلى التشكيك في هذا الأمر حتى تراجعت الشركة عنه، وقالت إنه كان عطلاً في أنظمة قياس السرعة الخارجية التي استخدمتها.

لكن لم تتوقف محاولات شركة SCC لتحطيم الرقم القياسي، إذ إنها أعادت الكرة مرةً أخرى في أكتوبر من العام نفسه، ولكن هذه المرة بحضور مجموعة من خبراء السيارات والصحافيين حول العالم، وتمكنت هذه المرة من الوصول سيارتها إلى سرعة 450 كيلومترًا/الساعة محطمةً بذلك الرقم القياسي لسيارة Agera RS التي كانت قد حققت سرعة 445 كيلومترًا/الساعة.

وبالرغم من أنها تمكنت من تحطيم الرقم القياسي لسيارة منافسة، إلا أن هذا لم يكن كافيًا لشركة SCC التي كانت واثقةً من سيارتها وقدرتها على تحطيم حاجز السرعة البالغ 480 كيلومترًا/الساعة لتصبح أسرع سيارة في العالم، لذلك حاولت مجددًا في مايو 2022 الماضي بحضور مجموعة من كبار الزوار مثل جيرود شيلبي الرئيس التنفيذي للشركة وخبير السباقات ميتشل تاونسند، واستخدمت أيضًا مجموعة من الأجهزة الحديثة ورادارات VBOX GNSS لجمع البيانات وتتبع السرعة.

سيارة SSC Tuatara

SCC

جلس خلف المقود مالك السيارة لاري كابلن الذي قادها في محاولة أكتوبر 2020 الناجحة لتحطيم السرعة القياسية. وقد جرى الاختبار على مضمار صغير بطول 4 كيلومترات فقط. تمكنت السيارة في هذا المضمار الصغير من الوصول إلى سرعة 474 كيلومترًا/الساعة بسهولة ودون عناء.

وبالرغم من أن هذه السرعة مذهلة وتعد بتجربة فريدة من نوعها، إلا أن الرئيس التنفيذي للشركة كان متأكدًا من أن سيارة Tuatara قادرة على كسر حاجز السرعة البالغ 480 كيلومترًا/ الساعة إذا ما توفر لها مضمار أطول قليلاً.

صحيح أن سيارة SSC Tuatara تحمل اليوم لقب أسرع سيارة في العالم، إلا أن هذا الأمر قد لا يدوم طويلاً، إذ أعلنت بوغاتي أنها قامت بتعديل سيارة شيرون قادرة على الوصول إلى سرعة 490 كيلومترًا/الساعة، فيما تجهز شركة هينيسي سيارتها Venom F5 لتحقيق سرعة تزيد على 480 كيلومترًا/الساعة وتزعم علامة كونيغسيغ أن سيارتها Jesko Absolut ستكون قادرة على الوصول إلى سرعة 530 كيلومترًا/الساعة.

يُذكر أن شركة SCC لم تصنع إلا 100 نموذج من طراز Tuatara لينضم بذلك إلى نادي السيارات الخارقة الحصرية التي يصعب الحصول عليها. وتصل تكلفة الطراز الأول من السيارة إلى مليوني دولار دون أي إضافات أو تعديل خاص على هيكل السيارة.