تعد ساعة الجيب Daniels Grand Complication إحدى أهم ساعات الجيب في عالم الساعات

 

 

طُرحت الساعة، وهي إحدى أكثر ساعات الجيب أهمية في عالم الساعات من صنع جورج دانيالز، في صالة دار فيليبس ضمن مزاد جنيف التاسع للساعات Geneva Watch Auction الذي أقيم يومي 11 و12 مايو المنصرم، وقد وصل سعر الساعة  إلى 1٫025 مليون دولار.

 

يشار إلى أن الساعة مهمة ليس فقط لمزاياها التقنية، إذ إن لديها، من بين وظائف أخرى معقدة، ميزان ساعة محوريًا مع توربيون، لكنها مهمة أيضًا لمنشئها: ذلك أنها حظيت بتقدير كبير من جانب صانع الساعات حتى إنه قرر الاحتفاظ بها لنفسه بعد إبداعها. وهذا يفسر شيئًا، وهو الأخذ في الحسبان أن العبقري الذي علّم نفسه بنفسه صنع فقط 23 ساعة جيب وأربع ساعات يد في حياته (فيما عدا بضع ساعات ابتكرها في أواخر أيامه مع المتدرب روجر سميث). وكل ساعة صنعت يدويًا، وهو إنجاز لا يستطيع معظم نخبة صانعي الساعات الحديثة حتى أن يزعموه.

 

إذًا، من هو جورج دانيالز؟ ولد عرّاب الساعات المستقلة في بريطانيا عام 1926. في الخامسة من عمره، كان يفكك الساعات ويعيد تركيبها. في الثانية والعشرين، من غير تدريب رسمي وراتب قدره 50 جنيهًا استرلينيًا من الجيش البريطاني، أنشأ أول متجر لإصلاح الساعات. يقول ألكسندر غوتبي، المقيم في جنيف والمتخصص في الساعات في فيليبس: «كان ماهرًا في أي شيء ميكانيكي، كان يصلح الدراجات وأجهزة عرض الأفلام والسيارات.» في الواقع، التقى دانيالز، من خلال عمله في إصلاح السيارات، وسيسيل كلوتون، ثري متحمس للسيارات قدمه لعالم كبار صناع الساعات مثل أبراهام لويس بريغيه. في عام 1968ابتكر دانيالز ساعته الأول المصنوعة يدويًا بالكامل. احتاجت منه إلى عامين. الساعات العشرون تقريبًا التي تلت ذلك لم تصنع بناء على تكليف لكن بوصفها تدريبات شخصية. كان مغرمًا على نحو خاص بموازين الساعات، كانت كل من ساعاته تحمل نموذجا مختلفا، وكان أشهرها هو الميزان المحوري بالتوربيون، وهو ما يطلق عليه غوتبي «الاختراع الأعظم في عالم الساعات على مدى المائتي عام الماضية.» (باعه دانيالز أخيرًا لأوميغا في عام 1999).

 

 إن ساعة الجيب ليست نادرة فحسب، بل هي شهادة حقيقية على تألق صانعها، إذ تزخر بمجموعة من تعقيدات فائقة، من تقويم دائم لحظي مع تاريخ ذي حركة متراجعة (الأول للصانع) ومؤشر احتياطي طاقة لمكرر الدقائق (الثاني للصانع) ومقياس حرارة.