تحوّلت ساعة جيب فلكية نادرة من أوديمار بيغيه إلى عنوان جديد في سجل الأرقام القياسية لمزادات الساعات الراقية، بعد بيعها مقابل 7.7 مليون دولار في مزاد سوذبيز. هذه القطعة، المعروفة باسم Grosse Pièce (قطعة غروس)، تُعد من ساعات الجيب الأشد تعقيدًا في تاريخ الدار السويسرية، ورسّخت بهذا البيع مكانتها بوصفها أغلى ساعة من أوديمار بيغيه تُباع في مزاد حتى الآن. لكن ما لفت الأنظار في المزاد لم يكن السعر القياسي وحده، بل هوية المشتري، إذ حسمت أوديمار بيغيه نفسها المنافسة أمام أربعة مزايدين لتستعيد هذه الساعة الفلكية إلى مجموعتها الخاصة.
الساعة، التي تحمل الرقم المرجعي 16869، ليست مجرّد أداة تعرض الوقت بل قطعة فلكية شاملة صُنعت في علبة من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطًا، تحاكي سماء لندن الليلية بدقة مذهلة. وفق سجلات قسم التراث في أوديمار بيغيه، فهي الوحيدة في تاريخ الدار التي تضمّ خريطة سماوية مثل هذه، ما يجعلها نقطة تحول في فن الساعات الفلكية.
Sotheby’s
لكن الإعجاز لا يتوقف عند الواجهة، إذ تخفي الساعة داخلها 19 تعقيدًا ميكانيكيًا يجعلها تُنافس ساعة Universelle التاريخية من عام 1899، بما في ذلك عرض للوقت النجمي والتقويم الدائم وأطوار القمر ومعادلة الوقت، إلى جانب مُعيد الدقائق ووظيفتي الرنين الكبير والصغير، وعرض الليل والنهار، ووظيفة الكرونوغراف، وآلية توربيون نادرة استخدمتها الدار في ساعة جيب من تلك الحقبة.
Sotheby’s
هذه المنظومة الاستثنائية لم تُبنَ في ليلة وضحاها، بل بدأت قصتها عام 1914 عندما طلبت شركة سميث آند سونز Smith & Sons في لندن من أوديمار بيغيه صنعها لزبون أمريكي غامض. استغرقت العملية ست سنوات كاملة لتُسلم أخيرًا عام 1921، ثم تختفي بعدها عقودًا طويلة عن الأنظار، محصورة في ملاحظات أرشيفية وصور نادرة أضفت عليها جاذبية أسطورية. ثم عادت الساعة إلى الوجود عام 1970 ضمن مجموعة الجامع الشهير روبرت إم. أولمستد، قبل أن تُكشف للعالم من جديد في مزاد سوذبيز الأخير.







