نجاح باهر

 

قد تنتاب مشاعر الحسد كثيرين، لكن قلة من الناس يستطيعون أن يجادلوا في واقع أن متحف اللوفر، الذي يمتلك أكبر مجموعة من لوحات ليوناردو دا فينشي الموجودة في العالم (وتحديدًا خمس لوحات منها، أو نحو الثلث)، بما في ذلك لوحة موناليزا، فضلاً عن 22 رسمًا من رسوماته، هو الأقدر على تنسيق معرض لروائع ليوناردو يستعصي استنساخه ثانية. يُضاف إلى ذلك أن علامة عصر النهضة توفي في فرنسا، مخلفًا وراءه ما يتيح لبعض الفرنسيين أن ينهلوا بعض الشيء من عبقريته المعبرة.

في مختلف الأحوال، بعد انقضاء 500 عام على وفاة دا فينشي، وباستعارة أعمال - لم يكن الوصول إليها سهلا – من متاحف الفاتيكان، ومتحف هيرميتاج في سانت بطرسبرغ بروسيا، وعدد من المتاحف الأخرى، افتتح اللوفر المعرض محققًا استحسانًا واسع النطاق، ومسجلا رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 1.1 مليون زائر، أي ضعف الرقم القياسي السابق الذي كان يحمله معرض ديلاكروا.

 بالرغم من استحالة نقل حجرة الطعام التي تتزين بجدارية «العشاء الأخير» في أحد الأديرة بميلانو، إلا أن متحف اللوفر نجح في جمع أبرز ابتكارات دا فينشي، بما في ذلك رسم Vitruvian Man أو «الرجل الفيتروني»، الذي يُعد الرسم الأشهر في العالم، والرسوم التي توثق دراساته الآسرة حول الأقمشة، ودفاتر ملاحظاته العلمية التي استعارها المتحف من بيل وميليندا غيتس. وعلى ما أشار هولاند كوتر، الناقد في صحيفة ذا نيويورك تايمز: «إن أعظم إنجاز لدافينشي هو أنه بدد الفوارق بين الفن والأفكار، مضيفًا قيمة نهائية إيجابية إلى الاستكشاف طويل الأمد الذي يتفوق على النجاح قصير الأمد.»

 

متحف اللوفر

 


www.louvre.fr/en