على إيقاع التصميم، يفضل الغواصون ساعات يغلب عليها طابع البساطة بينما تثريها تعقيدات وظيفية: دونك ميناء بسيطًا يزهو بتفاصيل واضحة تتيح سهولة القراءة ويستوطن علبة مقاومة للماء، ويمكن أن تضيف بعض طلاء لامع وإطارًا دوارًا لتصبح جاهزًا للغوص. إنها وصفة مباشرة لساعة وظيفية، أما فيما يتعلق بصانعي الساعات الذين يتطلعون إلى استعراض مهاراتهم في صناعة الساعات الراقية، وإصدار بطاقات أسعار مناسبة، فقد أصبحت هذه البساطة عائقا أمام جني الأموال مقابل هذه الفئة. إن كثيرًا من التعقيدات الفائقة غير مطلوبة تحت الماء، بل إنها تحد من سهولة القراءة، ما يجعل من الساعة أقلّ ملاءمة للغوص. مع ذلك، فإن عددًا متزايدًا من علامات لا تبالي بما هو منطقي، وتعمد إلى تطوير ساعات غطس وظيفية بأنواع التقنيات نفسها التي تحتاج إليها ساعات رسمية فاخرة.

دونك على سبيل المثال ساعة EcoPangaea من بانيراي (في الصورة)، أُعلن عنها العام الماضي وباتت متوافرة هذا الشهر، وهي تزدان بمقاربة GTM لتعيين أكثر من منطقة زمنية - إذا كنت بحاجة إلى معرفة توقيت مدينة زيوريخ بينما تستكشف قاع المحيط - وتزهو بآلية توربيون أيضًا، هي الأولى من نوعها في مجموعة العلامة لساعات Submersible. (مع كل قطعة من القطع الخمس، التي يبلغ سعر الواحدة منها 189 ألف دولار، تتاح فرصة تأتي مرة واحدة في العمر لتجربة تقنية فائقة للساعة في الطبيعة عبر الانضمام إلى بعثة إلى القطب الشمالي مع المستكشف المحترف مايك هورن.) من المتوقع تكرارها في وقت لاحق هذا العام.

على الرغم من أن ساعة غوص تزدان بآلية توربيون تُعد خطوة غير مسبوقة لعلامة بانيراي، التي لطالما زوّدت البحرية الملكية الإيطالية بالساعات منذ عام 1938، فإن الفئة نفسها ليست شيئًا جديدًا. إن ساعات - مثل ساعة Roger Dubuis Easy Diver SED، وساعة Richard Mille RM 025، وساعتي U50 U51 من Angelus، وساعة MB&F HM7 Aquapod قد مهدت الساحة، بينما هي تسعى، فيما يبدو تمرينًا دائمًا، لابتكار أكثر ساعات الغوص أناقة، وهو ما قد يكون مفهومًا حين ترى أن سعر كل ساعة من تلك الساعات يراوح بين عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الدولارات.

في شهر أكتوبر تشرين الأول المنصرم، طرحت علامة دو بيتون De Bethune ساعة DB28GS Yellow Submarine التي يبلغ سعرها 110 آلاف دولار، وهي تزدان بمصدر إضاءة آلي يضيء كلاً من قرص الساعة وآلية الحركة الداخلية، تلك الخاصية التي تقول العلامة إنها كانت ميزة ابتكار دقيقة تمامًا مثل ميزة معيد الدقائق. تستوطن الساعة، التي اقتصر إنتاجها على 25 نموذجًا، علبة من التيتانيوم والزركونيوم، وقد صُممت خصيصًا لتبدو وكأنها مسحة دافئة لأشعة شمس في عمق يقارب 350 قدمًا. بل إن علامة دوكسا Doxa المعروفة بساعاتها من طراز SUB والتي يقل سعر الواحدة منها عن خمسة آلاف دولار، لم تستطع مقاومة الرغبة في مزيد من المال من خلال طرح ساعتها Sub 200 T.Graph، لعام 2019، التي تزدان بعلبة من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطًا، وتزهو بوظائف لقياس الوقت والتاريخ، ويبلغ سعرها 71,900 دولار. لتكلفة أقل، يمكن شراء ساعة Patek Philippe Nautilus بالمواصفات نفسها، أو ثماني ساعات غوص طراز Rolex Submariner.

يُعد الذهب، بالطبع، مقترحًا ثقيلاً لا يساعد على الطفو في مغامرات تحت الماء. لكن فيما يتعلق ببقية هذه النماذج، يمكن أن تعدها انتصارًا للشكل بعد الوظيفة، حيث إن الوظيفة الآن تبرز الساعة التي تزين معصمك، حتى ولو كانت خارج الماء.