درجت العادة أن تُطلق فيراري على بعض سياراتها الجديدة أسماء كبيرة من النوع الذي يجعل حتى أكثر عشاق الحصان الجامح وفاءً عاجزًا عن تحديد ما إذا كانت هذه السيارة الجديدة تستحق تلك التسمية أم لا. 

كانت البداية مع طراز "إنزو" الذي حمل اسمًا بحجم المؤسس الكبير إنزو فيراري، ثم 458 Italia وبوروسانغويه Purosangue (أو "الدماء الأصيلة" باللغة الإيطالية) وغيرها من الطرز التي حملت أسماء أثارت جدلاً كبيرًا قبل أن يتبين لاحقًا أنها أسماء مستحقة، كون كل واحدة من تلك المركبات حملت قيمة مضافة إلى إرث الصانع.

واليوم، تأتي سيارة 296 Speciale حاملةً اسمًا قد يرى البعض أنه كبير عليها، كونه أُطلق في الماضي على طراز 458 Speciale طيب الذكر. 

فهل ستتمكن السيارة الجديدة، بمحركها المؤلف من ست أسطوانات ضمن منظومة هجينة معززة كهربائيًا، من الارتقاء إلى مستوى التسمية المخصصة لطراز تميز بمحرك كبير يعمل بالسحب الطبيعي وتدعمه تقنيات عالية سمحت له بتوفير تجربة قيادة متفردة؟ 

الإجابة الحاسمة على هذا السؤال بطبيعة الحال لن تأتي قبل اختبار السيارة الجديدة في المستقبل القريب. ولكن إذا ما أخذنا في الحسبان التجارب السابقة من فيراري، والمواصفات العالية التي كشف عنها الصانع، فإننا قد نجزم اليوم أنّ 296 Speciale تستحق تسميتها الجريئة. 

تولّد المنظومة الهجينة القابلة للشحن والتي تعتمدها 296 سبيشيالي قوة 880 حصانًا، أي بزيادة قدرها 50 حصانًا بالمقارنة مع الإصدار القياسي 296 GTB أو 296 GTS في النسخة المكشوفة. 

فمحرك الأسطوانات الست سعة 3.0 لترات، المعزز بشاحن توربيني مزدوج، ينتج وحده قوة 700 حصان، أي بزيادة قدرها 37 حصانًا عن محرك 296 GTB، مسجّلًا بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا في معدل توليد المحرك للقوة مقابل السعة مع 234 حصانًا لكل لتر من لترات المحرك الثلاثة.

يعكس المظهر الخارجي البديع لطرازي 296 Speciale و296 Speciale A المكشوف نجاح فيراري في المحافظة قدر الإمكان على انسيابية الخطوط.

Ferrari

يعكس المظهر الخارجي البديع لطرازي 296 Speciale و296 Speciale A المكشوف نجاح فيراري في المحافظة قدر الإمكان على انسيابية الخطوط. 

وكون فكرة هذه السلسلة من سيارات فيراري تقوم على الوزن المنخفض، فقد أُخضع المحرك لمجموعة من التدابير الهادفة لتخفيف الوزن، إذ جرى تعديل بنيته، وأعمدة التوصيل، والمكابس وقضبان التثبيت انطلاقًا من الدروس التي تعلمها الصانع الإيطالي في سباقات لومان والفورمولا 1. 

وقد أدّت هذه التحسينات إلى خفض وزن المحرك بمقدار 9 كيلوغرامات مقارنةً بمحرك 296 GTB، وهو ما يمثل 15 بالمئة من إجمالي الوزن الذي جرى خفضه في هذه السيارة.

أما في الشق الكهربائي من المنظومة الهجينة، فقد جرى رفع قدرة المحرك الكهربائي ليضيف قوة 180 حصانًا أخرى إلى إجمالي القوة، وينتقل كل ذلك إلى العجلتين الخلفيتين من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب. 

ولأن هذه السيارة هجينة قابلة للشحن كهربائيًا، يمكنك التنقل على متنها بصمت معتمدًا على المحرك الكهربائي وحده لمسافة تصل إلى 24 كيلومترًا شرط أن تجري عملية القيادة على سرعات منخفضة. 

وسواء اخترت 296 Speciale ذات السقف الثابت أو شقيقتها المكشوفة 296 Speciale A التي يدعمها سقف صلب قابل للطي، فإنّ القوة التي توفرها المنظومة الهجينة هي نفسها، إلا أنّ الوزن هو الذي يختلف، إذ انخفض وزن السيارة المكشوفة بمقدار 50 كيلوغرامًا مقابل 60 كيلوغرامًا للفئة المزوّدة بسقف ثابت.

ويعود الفضل في خفض الوزن أيضًا إلى الاستخدام المكثّف لألياف الكربون في جسم السيارة وبعض أجزائها الإضافية، والاستغناء عن المواد ثقيلة الوزن داخل المقصورة مثل السجاد، وأغطية مكبرات الصوت، والكسوة الجلدية على الأجزاء الداخلية للأبواب، ونظام العادم الجديد الأخف وزنًا، وغير ذلك من التفاصيل التي تسهم في خفض الوزن مثل مادة اللكسان الشفافة التي حلت محل الزجاج الخلفي التقليدي. 

تولّد المنظومة الهجينة القابلة للشحن قوة 880 حصانًا، ويمكن التنقل بالاعتماد على المحرك الكهربائي وحده لمسافة تصل إلى 24 كيلومترًا.

Ferrari

تولّد المنظومة الهجينة القابلة للشحن قوة 880 حصانًا، ويمكن التنقل بالاعتماد على المحرك الكهربائي وحده لمسافة تصل إلى 24 كيلومترًا.

أما التصميم الخارجي لطرازي 296 Speciale و296 Speciale A، فإنه بديع بطبيعة الحال، إذ تمكّنت فيراري من المحافظة قدر الإمكان على انسيابية الخطوط في شكلٍ مغاير لخطوط SF90 XX التي ابتعدت بنمطها الهجومي عن أناقة تصميم SF90 Stradale. فالجناحان الصغيران على جانبي مؤخرة 296 Speciale، اللذان فرضتهما ضرورات مزايا الديناميكية الهوائية، دُمجا ضمن جسم السيارة بشكلٍ أنيق حتى لا يبدو وكأنهما أضيفا لاحقًا إلى المركبة.

ولكن الأهم من المظهر هو فعالية هذه الخطوط وقدرتها على التعامل مع الهواء المنساب حول الجسم. وفي هذا المجال بذل مهندسو فيراري جهدًا كبيرًا بهدف جعل السيارة في الفئتين تتمتع بقوة ضغط هوائي نحو الأسفل أعلى بنسبة 20 بالمئة مقارنة بما هو عليه الحال في سيارة 296 GTB، علمًا أنّ الفئة  Speciale Aتستفيد في الوضع المكشوف من الجناح الذي يصل بين عمودي تثبيت السقف في الخلف، والذي يساعد على توجيه الهواء نحو غطاء المحرك والحد من الاضطرابات في مقصورة القيادة.

تحت البنية الخارجية، أعادت فيراري تصميم نظام التعليق لتحسين التعامل مع كل من قوة المحرك الإضافية ومستويات الضغط الهوائي المرتفعة، من خلال نوابض أكثر صلابة مصنوعة من التيتانيوم، ما يساعد على خفض الوزن. 

أما ارتفاع مستوى السيارة عن الأرض، فهو أقل بعض الشيء، وهي معززة بممتصات صدمات قابلة للتعديل مستوحاة من سيارة 296 GT3 السباقية. وفي ما يخص العجلات، فإنها تتوفر في خيارين: الأول متعدد الأضلاع، فيما الثاني يميّزه تصميم جديد مستوحى من الشقيقة الخارقة Ferrari F80.

في الداخل، لم يختلف تصميم المقصورة بشكلٍ كبير مقارنة بالسيارة التقليدية 296 GTB، إذ إنّ ما تغير كان لضرورات خفض الوزن، وشمل ذلك الأقسام الداخلية للأبواب، والكونسول الوسطي الذي يحيط بأدوات التحكم بعلبة التروس والمقاعد التي يمكن طلبها بتصميم يتشابه مع مقاعد Ferrari F80.

شملت التغييرات في المقصورة الأقسام الداخلية للأبواب، والكونسول الوسطي والمقاعد التي يمكن طلبها بتصميم يتشابه مع مقاعد Ferrari F80.

Ferrari

شملت التغييرات في المقصورة الأقسام الداخلية للأبواب، والكونسول الوسطي والمقاعد التي يمكن طلبها بتصميم يتشابه مع مقاعد Ferrari F80.

مجد تليد 

قد يكفي أن تنال سيارة 296 Speciale شرف التزيّن بشعار الحصان الجامح. لكن ما يزيد في تمايزها أيضًا هو شرف الانتماء إلى سلسلة من السيارات التي سبقتها إلى وجدان عشاق القيادة الرياضية الخالصة.

360 Challenge Stradale 

رغم بعض التعديلات التي عرفتها فئات خاصة من طرازي 348 و355 ظهرت خلال القسم الأول من تسعينيات القرن الماضي، إلا أنّ 360 Challenge Stradale كانت أول سيارة مرخصة للسير على الطريق تحمل تقنيات من فيراري طُوّرت على حلبة السباق ضمن هذه الفئة. 

وقد استفادت هذه السيارة من أساسات طراز 360 مودينا ولكنها لم تكن تحمل في مظهرها الخارجي الكثير من التعديلات التي تميزها عن شقيقتها التقليدية. إن الخبراء المتبصرين فحسب هم من يستطيعون رصد الفوارق بينها وبين 360 مودينا.

وتنفرد 360 Challenge Stradale، التي جرى تعديل محركها لإنتاج قوة 425 حصانًا، بكونها الوحيدة ضمن السلسلة التي لم تتوفر في نسخة مكشوفة.

360 Challenge Stradale

Ferrari

430 Scuderia 

في عام 2007، وتحديدًا بعد مرور ثلاث سنوات على بدء إنتاج طراز F430 وبحضور بطل العالم سبع مرات في سباقات الفورمولا 1 مايكل شوماخر، كشفت فيراري عن 430 سكودريا ضمن معرض فرانكفورت للسيارات. 

ولم يكن الحرف F الذي حذفته الشركة من الاسم وحده ما خسرته السيارة الجديدة، إذ خسرت معه 100 كيلوغرام من الوزن مقابل زيادة طفيفة في القوة تقدر بنحو 13 حصانًا بالمقارنة مع شقيقتها التقليدية F430.

وبفضل تجهيزها بالنسخة الأحدث (والأخيرة ضمن السيارات المرخصة للسير على الطرق) من علبة تروس فيراري التتابعية ونظام التحكم بالتماسك المعزز بتقنية E-diff لتوزيع العزم بين العجلتين الخلفيتين الدافعتين، وفّرت 430 سكودريا لسائقها شعورًا عاليًا بالتحكم جعله يشعر بأنه يتمتع بمهارات في القيادة أعلى مما هو عليه الحال حقيقةً. وهنا بدأت حقبة سيارات فيراري التي تساعد السائق من دون أن يشعر بأنها تقوم بذلك.

430 Scuderia

Ferrari

458 Speciale 

عندما كشفت فيراري عن طراز 458 Italia في عام 2009، عرف مجتمع السيارات الرياضية المميزة حول العالم الحالة نفسها التي عرفها عند إطلاق طراز تستاروسا Testarossa في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، إذ لم يكن أحد يتوقع أن تتمكن فيراري من توفير ما هو أفضل وأكثر جمالاً من طراز 512 BB (الذي تبين لاحقًا أنّ حرفي BB في تسميته يرمزان إلى النجمة بريجيت باردو وليس إلى اسم "برلينتا بوكستر"). 

لكن تستاروسا خالفت التوقعات بفضل تصميمها المبتكر وقدراتها العالية، وهو ما تحقق أيضًا لسيارة 458 إيطاليا. فبغض النظر عن تسميتها الطموحة، إلا أنها أتت بعد F430 الرائعة لتكون أروع. 

فإذًا كيف ستكون الفئة المعززة منها 458 Speciale؟ الإجابة هي طبعًا سيارة توفر تجربة قيادة متمايزة تضع السائق في قلب عالم السباقات ولو كان على الطريق مع محرك من ثماني أسطوانات يعمل بالسحب الطبيعي، وينتج قوة 597 حصانًا، ويتباهى بتركيبة ديناميكية عالية الكفاءة. 

وهنا يكفي أن نذكّر بأنّ 458 سبيشيالي هي التي دفعتنا لطرح السؤال الذي طرحناه في البداية عما إذا كانت أحدث سيارات فيراري التي نتحدث عنها في هذا التقرير تستحق تسميتها.

458 Speciale

Ferrari

488 Pista 

رغم أن سيارة 488 بيستا خسرت محرك التنفس الطبيعي لصالح محرك الشقيقة التقليدية GTB 488 الذي يتألف من ثماني أسطوانات سعة 3.9 لتر والمعزز بشاحن توربيني مزدوج، إلا أنّ القوة الإضافية التي توفرت لمحركها بعد تعديله، والتي تبلغ 710 أحصنة، عوّضت عن هذا الأمر بنسبة كبيرة. 

488 Pista

Ferrari

ولكن فيراري لم تكتف بذلك، بل زودت السيارة بتركيبة ديناميكية هوائية خارقة كان أبرز مكوّناتها فتحة تمرير الهواء من تحت مقدمة السيارة باتجاه الأعلى، أو ما يُعرف باسم نظام S-Duct المستوحى من سيارات الفورمولا 1، والذي يوفر ثباتًا عاليًا لمقدمة السيارة من دون التأثير على مقاومة الجسم للهواء. ومن ثم فهي توفر تماسكًا عاليًا سواء خلال اجتياز المقاطع المستقيمة أو عند عبور المنعطفات.