إذا كان هناك شيء يمكن توقّعه من مزاد الجواهر الراقية الذي تنظمه دار سوذبيز في 13 يونيو بنيويورك، فهو أن عشاق الأحجار الكريمة سيكونون على موعد مع قطع فريدة من نوعها، تحاكي الأناقة الخالدة وتروي قصصاً تتجاوز البريق.
لكن وسط هذه المجموعة من الجواهر عالية الحرفية، تبرز أربع قطع ذات أهمية تاريخية بالغة تعود إلى إميلي بادي فاندربيلت وايد، وهي كيميائية وناشطة في العمل الخيري، وحفيدة كورنليوس فاندربيلت، أحد أعمدة الاقتصاد الأمريكي في العصر الذهبي. وهذه القطع النادرة من مقتنياتها التي ستُعرض في المزاد تمثل أثراً من آثار تلك الحقبة.
وُلدت إميلي ضمن سلالتين أمريكيتين عريقتين، سلالة فاندربيلت التي اقترنت بعصر الازدهار الصناعي والرخاء المالي، وسلالة وايد التي صنعت مجدها من خلال شركة ويسترن يونيون.
Sotheby’s
فهي ابنة ويليام هنري فاندربيلت الثالث، الحاكم السابق لولاية رود آيلاند، ووريثة مباشرة لإرث من البراعة الصناعية والمكانة الاجتماعية. ومع ذلك، اختارت إميلي أن تسلك درباً مستقلاً عن سيرة أسلافها، فالتحقت بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT عام 1941، وكانت واحدة من بين سبع نساء فقط ضمن دفعة من 728 طالباً، في خطوة جريئة، تجسّد طموحها المتقد.
حصلت على شهادة في الكيمياء، وتزوجت من زميلها الطالب جيبثا وايد الثالث، لتُكمل معه فصلاً جديداً من الابتكار، محوره التعليم والبيئة والرؤية المستقبلية.
دافع الزوجان عن العلوم والحفاظ على البيئة، وشاركا في تأسيس معهد المتحف للتأهيل التعليمي Museum Institute for Teaching Science، ودعما مؤسسات ثقافية وعلمية. ورغم شغفها بالعلم والعمل الخيري، إلا أن إميلي لم تكن أيضًا بعيدة عن الجواهر، فاختارت جواهرها بعناية لتعكس توازنًا بين الذكاء والرقي والبساطة.
Sotheby’s
من بين القطع التي ستُعرض في المزاد، سوار من كارتييه بأسلوب الآرت ديكو يُقدّر سعره ما بين 60 ألف دولار و80 ألف دولار ويتميز بتصميم هندسي مرصّع بالألماس من حقبة الثلاثينيات، لكنه لا يزال معاصراً بأناقته، وعقد من ماركوس آند كو مرصّع باللألماس وتثريه ياقوتة بقطع الوسادة زنة 9.6 قيراط، وقد يصل سعره إلى مليوني دولار، فضلاً عن قلادة من تصميم رينيه لاليك تعود لعصر الآرت نوفو تُقدّر قيمتها بين 20 ألف دولار و30 ألف دولار، وقلادة من تيفاني آند كو، يُتوقع أن تباع بسعر يصل إلى 60 ألف دولار ويُعتقد أنها من تصميم بولدينغ فارنهام في عام 1900، رغم عدم وجود توقيع رسمي عليه.
يذكر أن عائلة فاندربيلت هي عائلة أمريكية من أصل هولندي أدت دورًا بارزًا خلال العصر الذهبي. وقد بدأ نجاحها مع شركات الشحن والسكك الحديدية، وتوسعت أعمال العائلة في مختلف أنواع الصناعة والعمل الخيري، وقد بلغت ثروة مؤسس الأسرة، كورنليوس فاندربلت، 167.4 مليار دولار أمريكي.
يثبت مزاد دار سوذبيز أن الجواهر ليست مجرد زينة، بل وسيلة لسرد القصص. والآن، بينما تنتقل هذه القطع إلى أيادٍ جديدة، تبدأ فصول جديدة في رحلتها.