شهدت صادرات الساعات السويسرية في شهر أغسطس انخفاضًا ملحوظًا، بعد طفرة غير مسبوقة في يوليو، وذلك نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة إلى جانب ضعف الطلب في الأسواق العالمية.

ووفقًا للإحصاءات التي نشرها اتحاد صناعة الساعات السويسرية، تراجعت صادرات الساعات بنسبة 16.5% خلال شهر أغسطس، لتسجل نحو 2.08 مليار دولار. وتأتي هذه الأرقام الأخيرة في ظل تقلبات حادة يشهدها السوق عقب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقًا لما ذكرته منصة WWD.

بلغ التراجع خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 1% فقط. كما شهدت السوق الأمريكية ارتفاعًا استثنائيًا في شهر يوليو، حين قفزت واردات الولايات المتحدة من الساعات السويسرية بنسبة 107% مقارنة بشهر يونيو لتصل إلى أكثر من 175 مليون دولار، مقابل 58 مليون دولار فقط في شهر يونيو. ويبدو أن هذا الارتفاع كان محاولة استباقية قبل بدء تطبيق الرسوم الجمركية.

لكن مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية البالغة 39% حيز التنفيذ في 7 أغسطس، تراجعت صادرات الساعات السويسرية إلى الولايات المتحدة بنسبة تقارب 24% لتسجل حوالي 311.2 مليون دولار، وفقًا لتقرير اتحاد صناعة الساعات السويسرية. وتظل الولايات المتحدة السوق الرئيسة لهذا القطاع، بحصة تبلغ نحو 15% من إجمالي الصادرات.

ووصف المحلل في بنك RBC نيكولاوس لافيونياتيس، هذا الانخفاض بأنه عودة إلى الوضع الطبيعي في السوق الأمريكية بعد الطفرة التي شهدها شهر يوليو.

تراجع في صادرات الساعات السويسرية عالميًا والسعودية إلى الواجهة

Pexels

وقد واجهت دول أخرى أيضًا انخفاضًا ملحوظًا، إذ سجّلت الصين أكبر تراجع في أغسطس بنسبة 35.6%، لتبلغ قيمة الواردات نحو 145 مليون دولار. أما هونغ كونغ، فقد شهدت انخفاضًا بنسبة 13% لتسجل حوالي 116 مليون دولار. ويمثل كل منهما 7% من حجم الصادرات.

ومن بين الأسواق الرئيسة الأخرى لصناعة الساعات السويسرية، شهدت المملكة المتحدة انخفاضًا بنسبة 20.5%، واليابان بنسبة 22.5%، وسنغافورة بنسبة 14.2%. ولم تكن ألمانيا بعيدة عن هذا التراجع، إذ شهدت انخفاضًا يقارب 25%. أما فرنسا، فانخفضت وارداتها بنسبة 9.7% لتصل إلى نحو 93 مليون دولار. في المقابل، حققت إيطاليا ارتفاعًا طفيفًا في وارداتها من الساعات السويسرية بنسبة 3.1%.

أما في منطقة الشرق الأوسط، فقد سجلت الإمارات العربية المتحدة تراجعًا بنسبة 8.7%، في حين حققت المملكة العربية السعودية ارتفاعًا بلغ 48%. وعلى الصعيد العالمي، أوضح المحلل لافيونياتيس أن: "صادرات الساعات السويسرية انخفضت بشكل ملحوظ في أغسطس، ويُعزى ذلك ربما إلى تراجع تدفقات المنتجات نتيجة التركيز المسبق على بناء المخزون في الولايات المتحدة، وهو ما لمسناه أيضًا من خلال قنوات توزيع تجار الساعات في آسيا أخيرًا، وأن هذا التراجع ترافق مع استمرار ضعف الطلب في آسيا وفتور الإقبال في أوروبا".

كما أوضح اتحاد صناعة الساعات السويسرية أن التراجع شمل مختلف المواد المستخدمة. فقد انخفضت الساعات المصنوعة في علب من المعادن الثمينة بنسبة 17.3% لتسجل نحو 782 مليون دولار. أما الساعات الفولاذية، فقد كان أداؤها أفضل نسبيًا، إذ تراجعت بنسبة تقارب 14% لتبلغ حوالي 663 مليون دولار، في حين سجلت فئة المواد الأخرى أكبر انخفاض، إذ تراجعت بنسبة 27.8%.

أحدثت الرسوم الجمركية الأمريكية، وهي من بين الأعلى عالميًا، صدمة كبيرة في صناعة الساعات عند الإعلان عنها. ومن المتوقع أن يشهد كلٌّ من سوق الساعات الجديدة والمستعملة تغييرات بسبب هذه الرسوم، إلا أن الحجم الحقيقي لتأثيرها سيظل مرهونًا بما ستكشفه الفترة المقبلة.