تواصل دار بولغري احتفاءها بعام الأفعى عبر إطلاق معرضها الغامر Serpenti Infinito في مركز نيتا موكيش أمباني الثقافي بمدينة مومباي، وتحديدًا في Art House (بيت الفن).
افتُتح المعرض في الأول من أكتوبر 2025 بعرض خاص بحضور سفيرة العلامة العالمية بريانكا تشوبرا جوناس، ليستقبل الزوار من الثاني حتى السابع عشر من الشهر نفسه، في تجربة فنية وثقافية تستكشف التحولات غير المتناهية لرمز بولغري الدائم.
بعد نجاح نسختيه في شنغهاي وسيول..
تأتي نسخة الهند لتقدّم رؤية جديدة لرمز الثعبان، تجمع بين الفن والتاريخ والتصميم المعاصر، ضمن مساحة تُحاكي عالَم الأحلام البصرية.
ويضم المعرض أكثر من خمسة وسبعين عملاً فنيًا لثلاثةٍ وعشرين فنانًا من الهند والعالم، من بينهم رفيق أناضول الذي يقدّم تجربة غامرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تحت عنوان "إنفينيتو: منحوتة بيانات آلية".
صُمم المعرض بتنسيق من Nature Morte، إحدى صالات العرض الأبرز في الهند، والتي أسسها بيتر ناجي وأباراجيتا جاين، وبتصور المدير الفني شون أندرسون، ليقدّم حوارًا بصريًا بين التراث والحرفية والتبادل الثقافي.
ويشارك في هذا الحوار نخبة من الفنانين مثل بهارتي خير، وسوبود غوبتا، وأليشيا كواد، ورينا سيني كالّات، وريثيكا ميرشانت، الذين يقدّمون رؤى متباينة حول رمز الثعبان في الثقافة الهندية والعالمية، مستلهمين حضوره في الأساطير والفنون والطقوس الشعبية.
ويأتي هذا المعرض ليُعيد التأكيد على العلاقة العميقة التي تربط بولغري بالهند، تلك الأرض التي لطالما كانت مصدر إلهام وشريكًا في الإبداع والحرفية. فكما يرمز ناغا في الثقافة الهندية إلى القوة والحماية والتجدد، يواصل الثعبان في عالم بولغري التعبير عن الحركة المستمرة بين الماضي والمستقبل، وعن الجمال الذي لا يعرف نهاية.
BVLGARI
فصل يروي ولادة رمز بولغري
في الفصل الأول من معرض Serpenti Infinito، تدعو بولغري الزوار إلى استكشاف الرحلة الرمزية للثعبان عبر الزمن، من الأساطير القديمة إلى عالم الجواهر المعاصرة.
ومن خلال إحدى عشرة قطعة مختارة بعناية من أرشيف الدار، تُروى الحكاية التي بدأت عام 1948 مع ولادة أولى ساعات سيربانتي التي التفت حول المعصم بأسلوب لم يسبق له مثيل، لتصبح منذ ذلك الحين تجسيدًا لفكرة التحوّل والتجدّد الدائم.
تتنوّع هذه القطع بين تصاميم توبوغاس من ستينيات القرن الماضي، وأحزمة ذهبية مستوحاة من السبعينيات، وساعات مرصّعة بالأحجار أو مطلية بالمينا، وصولاً إلى قطعة استثنائية هي الساعة السوار Serpenti Pallini Bracelet-Watch ذات الخمس لفّات، المشغولة من الذهب الأصفر والمزيّنة برأس مرصّع بالألماس، وهي تعود إلى عام 1955.
لا تُعرض هذه الجواهر بوصفها قطعًا فنية فحسب، بل وثائق حية تروي أكثر من سبعة عقود من الإبداع التقني والحرفي الذي صاغ هوية بولغري عبر الزمن.
ويمتد الحوار البصري في هذا الفصل ليكشف عن البُعد الروحي والثقافي للثعبان في الهند، حيث تُقدَّم مخطوطات نادرة مثل نص سابتا ندي تانترك Sapta Nadi Tantric من القرن الخامس عشر الذي يربط رمزية ناغا بالمياه والأنهار، إلى جانب ناغ-ياش يانترا Nag-Yash Yantra من القرن السابع عشر، وهو رسم هندسي مقدّس يرتبط بآلهة الثعابين.
BVLGARI
فصل جديد من التحوّل
في الفصل الثاني، يتّخذ معرض Serpenti Infinito منحى أكثر حداثة، إذ ينتقل من رمزية الثعبان التاريخية إلى حضوره في الممارسات الفنية الحديثة، بوصفه رمزًا للحكمة والتحوّل.
وفي هذا السياق، تقدّم الفنانة بهارتي خير عملها ميدوسا Medusa، وهو تمثال يجمع بين الأسطورة الإغريقية وساري هندي مغلف بالراتنج، ليجسّد حوارًا بصريًا بين الشرق والغرب. وتكشف الفنانة باوا ديفي، الحائزة وسام بادما شري، عن لوحة بال بسانت Bal Basant بأسلوب بهارني"التقليدي من بيهار"، إذ يتحوّل الثعبان إلى رمزٍ للخصوبة والحياة. كما تعرض ريثيكا ميرشانت ثلاث لوحات منها زومورف Zoomorph II، التي تُعيد تفسير أسطورة إغريقية شهيرة.
ومن قلب هذا الزخم الإبداعي، تكشف بولغري عن مجموعة من الجواهر الرفيعة المصمّمة على نحو خاص لنسخة الهند، حيث تمتزج الحرفية الرومانية بالرمزية الهندية في لغة تصميم ترسم ملامح متجددة للفخامة.
BVLGARI
في مقدّمة المجموعة تبرز قلادة Serpenti Maharani Secret التي تستلهم قوة الملكات الهنديات، وتلتف حول العنق بحجر روبليت بقطع كابوشون ووزن 109.27 قيراط، فيما تأتي قلادة Serpenti Apsaras مثل رقصة ذهبية مستوحاة من الحوريات، تتماوج وحداتها الستون بحركة انسيابية تتخللها أحجار الجمشت والفيروز.
ومن بين أبرز الإبداعات، قلادة Serpenti Saffron Dew، التي تقدم تحية لونية لصباحات الهند المضيئة بوهج الغارنيت البرتقالي، وأيضًا قلادة Serpenti Divine Monsoon التي تحتفي بأمطار الهند من خلال تشكيلات ذهبية وردية تلتف مثل خيوط الضوء المرصّع بالتنزانيت والتورمالين والياقوت. وتختتم المجموعة بقلادة Serpenti Emerald Fantasy التي تدور حول الزمرد الكولومبي الفاخر.
BVLGARI
إبداع بصري بتوقيع بولغري
يستعرض الفصل الثالث مجموعة من الأعمال التي تفتح أفقًا جديدًا لعلاقة الفن المعاصر بتصميم الجواهر، في امتداد طبيعي لروح الابتكار التي تمثّلها بولغري.
فكما تُعيد العلامة الإيطالية صياغة مفهوم اللانهاية عبر تقنيتها الشهيرة توبوغاس ومسارات الأحجار الملتفّة، تستحضر الأعمال المعروضة فكرة التجدّد عبر المادة والحركة والضوء.
من بين أبرز المعروضات، منحوتة النائم إلى الأبد The Infinite Sleeper للفنان سوبود غوبتا، المصوغة من البرونز والنحاس، والتي تستلهم هيئة أنانتا شيشا بوصفه الحامي والمبدع. كما يقدّم استوديو إنتر بروجيكت Enter Projects تدخّلاً معماريًا حيًا بعنوان ثعبان الروطان The Rattan Serpent، يترجم حركة الثعبان العضوية في بنية فراغية تتناغم مع الإضاءة والظل.
BVLGARI
أما الفنان هارشيت أغروال، فيدعو الزوار إلى تجربة واقع افتراضي تحوّلهم إلى ثعبان يتجوّل وسط حقل من الخشخاش، في استعارة بصرية عن العلاقة المتوترة بين الطبيعة والعالم الرقمي.
في ذروة التجربة البصرية، تتلألأ منشأة إنفينيتو: منحوتة بيانات آلية Infinito: A Data Sculpture للفنان رفيق أناضول، داخل غرفة مرايا دائرية بزاوية 360 درجة.
تُفعَّل المنحوتة بخوارزميات تعلّم آلي تستلهم حركات الثعابين في الطبيعة، لتغمر المساحة بأمواج ضوئية وانعكاسات متغيرة تُجسّد دورة الحياة والتحوّل، وتعيد تأكيد الثعبان بوصفه رمزًا قويًا للتجدّد.
وفي ختام المعرض، تكشف بولغري عن قطعة آسرة تُجسّد سحر مدينة جايبور، عاصمة ولاية راجستان، وهي قلادة Serpenti Jaipur Mirage، التي تنسج حكاية تجمع بين دفء الألوان الهندية ورهافة العمارة المحلية، بتفاصيل من العقيق الأسود تحاكي نقوش هوا محل، وأحجار ياقوت مصقولة تُوحي برغبات خفية خلف المشربيات.
في قلب القلادة، يتوهّج حجر توباز إمبراطوري بوزن 20.07 قيراط، تتدرّج ألوانه بين البرتقالي الذهبي والوردي المقدّس، في مشهد يحاكي غروب الشمس فوق قصور راجستان.