على مدار 270 عامًا، واظبت فاشرون كونستانتين على ابتكار ساعات تتمايز بأرقى التعقيدات والجماليات، حتى أصبحت مضرب المثل بين هواة الجمع عندما يتعلق الأمر بالجنوح إلى الفخامة المتأصّلة في التقاليد السويسرية العريقة لصناعة الساعات. 

وقد بلغت الدار بهذا التمايز الحِرفي مبلغًا جعل من ابتكاراتها تحفًا جديرة بالمتاحف، بفضل ما تنطوي عليه من جماليات مذهلة وتعقيدات متطورة، على ما تشهد ساعة الأعمال الفنية الأخيرة Métiers d’Art – Tribute to the Quest of Time التي تتوّج سعي الدار المستمر نحو الكمال.

قضى خبراء فاشرون كونستانتين سبعة أعوام في البحث والتطوير قبل أن يتسنّى لهم إتمام هذه الساعة. وفي أثناء ذلك، تَحقّق لهم تسجيل أربع براءات اختراع جديدة باسم الدار وصياغة لوحة مزدوجة تفيض بالشاعرية والبراعة. 

وإذا كان هؤلاء الحرفيون قد جسّدوا هذه البراعة الجمالية عن طريق إيواء الساعة داخل علبة من الذهب الأبيض بقطر 43 ملليمترًا وسمك 13.58 ملليمتر، فإنهم أحسنوا تمثيلها بصورة أرقى في الميناءين الأمامي والخلفي.

يبرز على الميناء الأمامي، المشغول من طبقتين من البلور الياقوتي، مجسّم إنساني تُشير ذراعاه إلى انقضاء الساعات والدقائق ارتداديًا: عندما يكون الوضع "النشط" قيد التشغيل، تتحرك الذراعان مثل العقارب. أما في حال تشغيل وضع "الاستعداد"، فتتوقف الذراعان في مكانهما المحايد إلى حين الضغط على الزر القابع عند مؤشر الساعة 10. وبعد عرض الوقت، تعود الذراعان إلى موضعهما الأول.

يستعرض الميناء الخلفي نقشًا لقبة ترصد حركة الكوكبات النجمية آنيًا، وتحيط بها حلقة للأشهر مطبوعة بمسحوق الذهب.

Clement Rousset

يستعرض الميناء الخلفي نقشًا لقبة ترصد حركة الكوكبات النجمية آنيًا، وتحيط بها حلقة للأشهر مطبوعة بمسحوق الذهب. 

بالإضافة إلى آلية الارتداد المتزامِنة والمسجّلة لنيل براءة اختراع، يشتمل الميناء على عدادين متقابلين لاحتياطي الطاقة (6 أيام) عند ساقيْ المجسم الإنساني، يُشير أحدهما إلى ثلاثة أيام (من 0 إلى 3) فيما يشير الآخر إلى الأيام المتبقية (من 3 إلى 6). 

وتكتمل هذه اللوحة بنافذة لعرض أطوار القمر عند مؤشر الساعة 12، ويبرز منها قمر ثلاثي الأبعاد منحوت يدويًا، مصقول بتقنية الترسيب الفيزيائي للبخار، ويطفو وسط حلقة الأيام إلى أن يكمل دورته. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعقيد معزز بخاصية تصحيح يدوية يمكن تنشيطها في أي وقت بلا أثر سلبي على آلية الحركة. 

هذا في ما يخص الميناء الأمامي الذي تتباهى طبقته العليا بقبة سماوية منقوشة بالليزر تُصوّر مواقع الكوكبات النجمية على ما ظهرت في سماء جنيف ليلة 17 سبتمبر 1755. أما الميناء الخلفي المشغول أيضًا من البلور الياقوتي، فإنه منقوش بقبة ترصد حركة الكوكبات النجمية آنيًا، وتحيط بها حلقة للأشهر مطبوعة بمسحوق الذهب.

على أن تفنّن خبراء فاشرون كونستانتين في استحداث الجماليات الفاخرة يمتد أيضًا إلى آلية الحركة يدوية التعبئة Calibre 3760 التي تتباهى مكوّناتها بزخارف كوت دو جنيف وتشطيبات دائرية وغير لامعة تتكامل مع طبيعة العرض المزدوجة لهذه الساعة. 

جدير بالذكر أن فاشرون كونستانتين حصرت إنتاج ساعة Métiers d’Art – Tribute to the Quest of Time في 20 نموذجًا فقط.