خلال عقدٍ واحد فقط، استطاعت دار فيليبس أن تعيد رسم ملامح سوق المزادات العالمية للساعات النادرة، بعدما ارتقت بتجربة اقتناء الساعات إلى مستويات من التميّز لم يعرفها السوق من قبل. وجاء مزاد Decade One: Geneva 2015–2025 (العقد الأول: جنيف 2015–2025) ليجسّد هذه الرحلة الاستثنائية. فمع نهاية الأسبوع الماضي، اختُتم المزاد بإيرادات قياسية، مسطرًا صفحة جديدة في تاريخ جنيف بوصفه المزاد الأعلى حصيلة في عالم الساعات حتى اليوم.
F.P. Journe 2000 Chronomètre à Résonance Souscription.. عبقرية الرنين
جاءت في المرتبة الثالثة ضمن أغلى القطع المعروضة في المزاد ساعة F.P. Journe Chronomètre à Résonance Souscription من العام 2000. على مدى أكثر من ربع قرن، ظلت هذه القطعة الفريدة في حوزة مالكها الأصلي حتى لحظة بيعها المذهلة التي بلغت 4.13 مليون دولار أمريكي، متجاوزةً التقديرات الأولية التي تراوحت بين 566 ألف دولار و1.1 مليون دولار.
ما يجعل هذه الساعة استثنائية بحق ليس علبتها البلاتينية المميزة وتصميمها النقي فحسب، بل أيضًا عبقرية هندستها الميكانيكية المستوحاة من مبدأ الرنين الذي اشتهر به صانع الساعات الفرنسي أنتيد جانفييه في القرن الثامن عشر. وبوصفها ثاني نموذج من سلسلة Souscription وأول قطعة من هذا الإصدار تظهر في سوق المزادات، فقد جسدت لحظة فارقة في تاريخ روح الاستقلالية في صناعة الساعات الحديثة.
Phillips
Patek Philippe 1947 Ref. 1518.. قطعة نادرة تكسر التوقعات
عندما طُرحت القطعة رقم 144 في المزاد، لم يتوقع أحد أن تُحدث هذا الصدى اللافت. فهذا النموذج، الذي يُعد نسخة نادرة من الساعة ذات الرقم المرجعي التاريخي 1518 لباتيك فيليب، تجاوزت التقديرات كلها لتُباع مقابل 4,43 مليون دولار أمريكي، أي ما يفوق ضعف أعلى التوقعات الأولية. غير أن ما منحها قيمتها الحقيقية لم يكن السعر القياسي فحسب، وإنما ندرتها الفائقة وجمال تكوينها الفريد.
تُعد هذه النسخة من بين تصاميم باتيك فيليب الأكثر ندرة على الإطلاق؛ إذ جاءت بعلبة من الذهب الوردي مع ميناء وردي متناغم، وهو تنسيق لم يظهر سوى في 14 ساعة فقط من أصل 281 قطعة أنتجتها الدار، إذ إن الغالبية العظمى من تلك الإصدارات حملت موانئ فضية مع العلبة الذهبية، ما يجعل انسجام اللونين في هذه القطعة تحديدًا نقطة تفرّد حقيقية تهز أوساط عشاق الجمع حول العالم.
هذا الانسجام اللوني المدهش، إلى جانب توازن تفاصيل الميناء وأناقة خطوطه، يعيد إلى الأذهان روح الكلاسيكية الراقية التي رسختها النسخة ذات الرقم المرجعي 1518، بوصفها حجر الأساس في مسيرة باتيك فيليب في ابتكار الساعات المعقدة. فهي فتحت آفاقًا لإبداعات متتالية ما زالت تلهم عالم صناعة الساعات حتى اليوم.
Phillips
Patek Philippe 1943 Ref. 1518.. القطعة الأغلى في المزاد
منذ اللحظة التي ظهرت فيها ساعة باتيك فيليب ذات الرقم المرجعي 1518، تحت أضواء مزاد جنيف الأخير، كان الإحساس العام أن ما سيحدث أمام الحاضرين لن يكون مشهدًا عاديًا. ولم يطل الانتظار حتى تأكدت التوقعات، إذ تجاوزت هذه القطعة النادرة، المشغولة في علبة من الفولاذ، التقديرات كلها بعد أن بيعت مقابل 17.6 مليون دولار أمريكي، في حين لم تكن توقعات السعر الأولية تتجاوز 9.9 مليون دولار.
بهذا الرقم غير المسبوق، عززت الساعة مكانتها بوصفها أغلى ساعة عتيقة من باتيك فيليب تُباع في مزاد تجاري، لتحل مباشرة بعد ساعة Grandmaster Chime التي سجلت رقمًا قياسيًا بلغ 31 مليون دولار في مزاد خيري عام 2019.
وراء هذا الرقم المذهل قصة فريدة تعود إلى عام 1941، عندما قدمت باتيك فيليب أول ساعة بآلية كرونوغراف مزودة بتقويم دائم تُنتج تسلسليًا، فاتحة بذلك فصلاً جديدًا في فنون هندسة الوقت. امتزج في تصميمها التوازن والدقة والرقي، لتصبح المعيار الذي استلهمت منه الدار فلسفتها الميكانيكية في العقود التالية.
Phillips
وعلى مدى أربعة عشر عامًا، أنتجت الدار 281 قطعة من هذا المرجع، جاء معظمها بالذهب الأصفر، فيما صيغ نحو خمسها في علب من الذهب الوردي، فيما لم يُرصد حتى اليوم سوى أربع ساعات في علب من الفولاذ. واللافت هو أن القطعة التي خطفت الأضواء في المزاد الأخير تُعد، بحسب الخبراء، أول إصدار فولاذي من هذا المرجع، وهو ما يضفي عليها هالة أسطورية ويمنحها مكانة فريدة في سجل الدار التاريخي.







