شهد مزاد غودينغ كريستيز في بيبل بيتش لحظة تاريخية في عالم السيارات الكلاسيكية، بعدما تجاوزت مبيعاته حاجز 128 مليون دولار أمريكي، محققًا زيادة بنسبة 19% مقارنة بما كان عليه الحال في العام السابق، ومكرّسًا مكانته بوصفه واحدًا من الأحداث السنوية الأبرز لعشاق السيارات النادرة والفاخرة.
من السيارات التاريخية إلى الطرز الحديثة
فيما كانت القاعة تغلي بالمزايدات والأصوات تصاعد من كل زاوية، بدأت الأسعار تتحرك بخطى متسارعة كأنها سباق مع الزمن.
افتتحت سيارة RUF CTR Anniversary من عام 2021 المشهد بإطلالة لافتة، لتُعلن عن أول حضور بارز لها في مزاد عالمي، قبل أن تُغادر المنصة بقيمة 3.14 مليون دولار أمريكي، مثبتة أن الأداء العصري قد يجد مكانه إلى جانب الكلاسيكيات.
Gooding Christie’s
لكن سرعان ما غيّر المزاد ملامحه مع عودة عقارب الزمن إلى الخمسينيات، إذ خطفت Jaguar C-Type من عام 1952 الأضواء بإرثها الرياضي الأصيل، لترسّخ قيمتها التاريخية بسعر 3.6 مليون دولار، في تأكيد جديد على أن الأصالة لا تبلى.
ثم ارتفعت وتيرة الحماس مع دخول Ferrari F40، رمز التسعينيات، التي جسّدت ذروة مجد مارانيلو في ذلك العقد، لتنتزع اهتمام الحضور وتغلق المزاد عند 3.8 مليون دولار.
Gooding Christie’s
القفزة اللافتة جاءت مع سيارة Ferrari 365 GTB/4 Daytona Competizione من عام 1973، التي تجاوزت التوقعات لتحقق سعرًا بلغ 8.1 مليون دولار، مضيفة فصلاً جديدًا إلى سجلّ السيارات الأسطورية، ومؤكدة مكانة فيراري بوصفها رمزًا دائمًا للقوة والأداء.
Gooding Christie’s
السيارة الأغلى في المزاد
أما لحظة الذروة التي حبست لها أنفاس الحضور، فتجلت حين اعتلت Ferrari 250 GT SWB California Spider Competizione من عام 1961 خشبة المزاد، لتستثير صراعًا محتدمًا بين المزايدين انتهى عند 25.3 مليون دولار أمريكي.
صفقة بهذا الحجم لم تجعلها السيارة الأغلى في تاريخ غودينغ كريستيز فحسب، بل رسّخت أيضًا سطوة فيراري على قمة سوق السيارات الكلاسيكية، وحوّلت أجواء بيبل بيتش إلى مسرح يُسجّل إحدى اللحظات المفصلية في عالم المزادات الفاخرة.
Gooding Christie’s
وعلى امتداد المزاد، وجدت 153 سيارة طريقها إلى ملاك جدد، تجاوزت 27 منها عتبة المليون دولار أمريكي. أما متوسط البيع، فقد ارتفع إلى نحو 847 ألف دولار للسيارة الواحدة، بنسبة نمو بلغت 17% مقارنة بالعام الماضي، وبمعدل نجاح وصل إلى 85%، ليغلق المزاد أبوابه على حصيلة استثنائية تعكس قوة السوق ومكانة الحدث في صدارة المشهد العالمي للسيارات الكلاسيكية.