موندريان: هندسة الحداثة في مواجهة السوق

وُلد بيت موندريان في هولندا عام 1872، وبدأ مسيرته الفنية برسم المناظر الطبيعية والأعمال التكعيبية؛ لكنه اشتهر لاحقًا بأسلوبه التجريدي الصارم، الذي برز في عشرينيات القرن الماضي، واعتمد فيه على الألوان الأساسية والخطوط السوداء لتجسيد رؤيته لما سمّاه "اللغة البصرية الكونية".

وفي هذا قالت فانيسا فوسكو، رئيسة قسم الفن الحديث في كريستيز: "في وقتٍ كانت التيارات الفنية في أوروبا ما بعد الحرب تميل إلى العودة إلى الشكل والرمز، واصل موندريان مسيرته في التجريد الخالص، مؤمنًا بإمكانية رسم لغة بصرية عالمية".

ورغم أن سعر 47.6 مليون دولار يُمثّل ثالث أعلى سعر يُدفع مقابل عمل لموندريان، رأى عدد من خبراء السوق أن التقدير المسبق للعمل كان مرتفعًا على نحو مبالغ فيه، ما ساهم في الحدّ من الحماسة التنافسية داخل المزاد. 

وفي هذا الإطار، أشار تاجر الأعمال الفنية بريت غورفي إلى أن "التسعير المفرط منذ البداية شكّل عائقًا أمام العديد من المقتنين، رغم جودة العمل وندرته".

وقد انعكست تلك الاستراتيجية كذلك على بقية الأعمال المعروضة ضمن المزاد نفسه، إذ بيعت لوحة "الأم والطفل" Mère et Enfant لبيكاسو مقابل 6 ملايين دولار فقط، رغم أن التقديرات كانت تشير إلى ما لا يقل عن 9 ملايين.

ووصف مستشار الفن رالف دي لوكا هذا النوع من الضمانات المعتمدة على هوامش ربح منخفضة بأنه "لعبة شرسة"، في إشارة إلى التحديات التي يفرضها واقع السوق الفني المعاصر حتى على الأعمال الكبرى.