عندما كشفت أستون مارتن عن طراز DB11 قبل بضع سنوات، ملأت هذه السيارة الدنيا وشغلت الناس بسبب تجربة القيادة التي تتيحها والتي تدمج السرعة العالية بالأداء السلس والقيادة السهلة المريحة، أي بالعناصر التي ربما لم تكن تتوفر في الطرز التي سبقتها.
واليوم مع أستون مارتن Aston Martin DB12، أو الإصدار الأحدث من سيارة التجوال الفاخر الكبيرة في أسطول الصانع البريطاني، أصبح بإمكان السائق اختبار تجربة قيادة رياضية عنوانها الأول الأداء الديناميكي الذي ينأى بالسيارة بعيدًا عن خصائص مركبات التجوال الفاخر (رغم أنها تنتمي إليها) باتجاه عالم السيارات الرياضية القادرة على مقارعة المنعطفات بجدارة.
لا شك في أن الإنجاز الكبير الذي حققته أستون مارتن مع طراز DB12 هو تطعيم سيارة تجوال فاخر كبيرة بسمات سيارة رياضية ذات توازن ديناميكي فعّال، ومحرك قادر على توليد قوة عالية من سعة منخفضة نسبيًا، فضلاً عن العديد من المميزات الأخرى التي نستعرضها في ما يأتي.
على أن الميزة الأبرز التي لا يمكن تجاهلها في هذه السيارة هي التصميم الخارجي الساحر ذو الحضور المفعم بمزيج فريد من الهوية الأرستقراطية والروح الرياضية. لذا فإنّ أي كلام عن السيارة لا بد له من أن يبدأ بتفاصيل تصميمها الخارجي المثير.
Aston Martin
تتميز سيارة DB12 بعدد من العناصر التي تسهم في تحسين الأداء الديناميكي هوائيًا، بما في ذلك الحواف الجانبية والناشر الخلفي.
على ما هو عليه حال طُرز أستون مارتن الأخرى، تتمتع أستون مارتن DB12 بمقدمة جريئة وأنيقة في آنٍ معًا، مع شبك تهوية عريض سداسي الأضلاع تحيط به مصابيح أمامية تزهو بتصميم حاد يعزز الإطلالة الساحرة ويتناغم مع أقواس عجلات منحوتة وخطوط بارزة على غطاء المحرك، علمًا أنّ الخطوط الانسيابية لجسم السيارة صُممت بدقة متناهية كي تساعد على التوفيق بين ضرورات الانسياب وسط الرياح بأقل قدر ممكن من المقاومة، وبين الحاجة إلى توفير توازن ديناميكي.
وفي هذا المجال، تتميز سيارة DB12 بعدد من العناصر التي تسهم في تحسين الأداء الديناميكي هوائيًا، بما في ذلك الحافة الأمامية السفلية، والحواف الجانبية والناشر الخلفي. على أن هذه العناصر لا ترقى بأداء السيارة فحسب، بل تمنحها أيضًا مظهرًا يعزز روحها الرياضية.
جُهّز هذا الطراز بمحرك من ثماني أسطوانات سعة 4.0 لترات، يدعمه شاحن توربيني مزدوج لإنتاج قوة 671 حصانًا تنتقل إلى العجلات الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب، الأمر الذي يسمح للسيارة بأن تنطلق إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 3.6 ثانية قبل الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 325 كيلومترًا في الساعة.
عند قيادتنا لهذه السيارة، بدا جليًا أن شخصيتها الرياضية المعززة لم تقوّض بأي شكل من الأشكال معاني الراحة في التنقل على متن سيارة تجوال فاخر.
فأستون مارتن تُدرك تمامًا أنّ المزج ما بين الهوية الأرستقراطية والروح الرياضية الذي يسيطر على التصميم الخارجي لا ينبغي أن يكون حكرًا على المظهر فحسب.
Aston Martin
جُهّز هذا الطراز بمحرك من ثماني أسطوانات يدعمه شاحن توربيني مزدوج لإنتاج قوة 671 حصانًا ما يسمح بالتسارع إلى 100 كيلومتر/الساعة في غضون 3.6 ثانية.
بل من اللازم أيضًا أن يمتد إلى سلوك السيارة على الطريق. وهذا ما توفّره أستون مارتن DB12 حقيقةً. فالأداء العالي في السيارة يتوفر لها بسبب نسبة الوزن إلى القوة التي تدور في فلك 2.5 كيلوغرام لكل حصان، فضلاً عن تناغم عمل المنظومة الدافعة التي تتألف من محرك وعلبة تروس جرى تصميمهما لدى مرسيدس – إيه إم جي قبل إخضاعهما لعناية مهندسي أستون مارتن لضبط عياراتهما بما يتلاءم مع شخصية سيارات الصانع البريطاني.
عند القيادة اعتمادًا على الوضع GT، يعمل المحرك على توفير القوة بسلاسة إلى العجلات عبر علبة التروس التي لا تكاد تُشعرك بعملية التنقل بين نسبها سواء صعودًا أو نزولاً.
أما عند الرغبة في إطلاق العنان للسيارة واعتماد أسلوب قيادة رياضي أكثر، فيمكنك ضبط وضع القيادة على نمط القيادة Sport أو Sport + والاستمتاع بتجربة قيادة عنفوانية تتغير معها طريقة عمل المحرك الذي يُصبح أكثر استجابة لدواسة الوقود، وعلبة التروس التي تصير أعنف بنقلاتها.
على أن سيارة أستون مارتن DB12 توفر أيضًا نمط القيادة Wet الذي يتناسب مع ظروف القيادة فوق أسطح مبللة أو ضعيفة التماسك، والوضع Individual الذي يسمح بضبط عيارات كل من نظام التعليق، واستجابة المحرك، وحدّة نقلات علبة التروس، ونسب تدخل جهاز التحكم بالتماسك وفقًا لرغبة السائق.
Aston Martin
تسهل ملاحظة تجليات الإتقان الحرفي في المقصورة التي عززت هويتها جودة المواد المستخدمة.
في الداخل، تكشف الأبواب التي تُفتح بزاوية جانبية مرتفعة قليلاً نحو الأعلى عن مقصورة قيادة تجمع أيضًا بين روح الفخامة البريطانية والشخصية الرياضية مع إعطاء الأفضلية للطابع العملي وسهولة الاستخدام قبل أي أمرٍ آخر، علمًا أنه يمكن للمرء ملاحظة الحرفية العالية التي اعتُمدت خلال تصنيع المقصورة، والتي عززتها جودة المواد المستخدمة، من الجلد الطبيعي، والألمنيوم المصقول أو ألياف الكربون، وصولاً إلى بعض التفاصيل المشغولة من الخشب الطبيعي.
اختفى الكونسول الوسطي ذو التصميم المميز الذي كان يتوفر في طراز DB9، والذي حاولت أستون مارتن المحافظة عليه في الجيل السابق DB11، وذلك بهدف تعزيز الطابع العملي وسهولة الاستخدام من قبل السائق أو الراكب الأمامي المرافق له.
أما عملية التحكم بجهاز المعلومات والترفيه، فتجري من خلال شاشة كبيرة غاية في الوضوح سريعة الاستجابة ومعززة بنظام Apple CarPlay لربط أجهزة الهاتف المحمول، فضلاً عن نظام سمعي متطور من ويلكنز أند باورز.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ أدوات التحكم بوظائف السيارة الفاخرة موزّعة بين أزرار مادية أنيقة توفر تفاعلاً حسيًا مباشرًا مع المستخدم، وبين أدوات تحكم رقمية تظهر على الشاشة لمواكبة العصر.
أما المقاعد الأمامية، فتتوفر في ثلاثة خيارات: إما مقاعد رياضية مصنوعة من ألياف الكربون وتوفر احتضانًا تامًا للجالسين فيها ولكن مستويات راحة منخفضة، وإما مقاعد فاخرة مريحة بنسبة عالية، وإما مقاعد تُطلق عليها الشركة اسم Sport، وهي المقاعد التي توفر التوازن بين الراحة والدعم اللازم للأجسام خلال اجتياز المنعطفات بسرعة.