وضع شغف اقتناء الأعمال واللوحات الفنية، على ما يبدو، أوزاره خلال 2023. فقد بلغ إجمالي العائدات المحققة من بيع أفضل 100 قطعة في المزاد 2.4 مليار دولار، وهو انخفاض ملحوظ من 4.1 مليار دولار في عام 2022. خلال هذا العام، بيع عملان فنيان بأكثر من 100 مليون دولار، وهما لوحة بابلو بيكاسو Femme à la montre التي كان قد أبدعها في 1932، ولوحة غوستاف كليمت Lady with a Fan التي تعود إلى عام 1917. 

وعلى الرغم من تراخي الإقبال على الأعمال الفنية خلال العام الجاري، إلا أن ثلاثًا من بين أغلى 50 لوحة تعود لفنانات لم يكن لهن حظ في 2022، وهن: لويز بورجوا، وجورجيا أوكيف، وجوان ميتشل. وقد شهد موسم المزادات في مدينة نيويورك في شهر مايو بيع لوحات وأعمال فنية بما يقرب من ملياري دولار، وإن كان بعض هذه الأعمال بيع بأقل من التقديرات. 

واستمر سلوك المزادات خلال فصل الصيف في موسم المزادات في لندن في يونيو، وفي وقت لاحق من العام، بينما لم يحقق موسم المزادات في نوفمبر في نيويورك سوى القليل لتهدئة المخاوف.

أفضل 10 أعمال بيعت في مزاد في عام 2023

Pablo Picasso, Femme à la montre, 1932

ظهرت لوحة "امرأة الساعة" بعد مرور حوالي 50 عامًا على وفاة بابلو بيكاسو، لتصبح أغلى عمل فني بيع في مزاد هذا العام. فقد حققت اللوحة 139.4 مليون دولار كجزء من بيع سوذبيز لأعمال بقيمة 400 مليون دولار من مجموعة مقتنيات الراحلة إميلي فيشر لانداو. 

يعد هذا العمل ثاني أغلى عمل لبيكاسو يباع في مزاد بعد بيع لوحة «نساء الجزائر» (النسخة 'O') (1955) بمبلغ 179.4 مليون دولار في عام 2015.

اللوحة، التي تبلغ أبعادها 51 × 38 بوصة، هي تصوير تكعيبي لماري تيريز والتر، عشيقة بيكاسو وملهمته. ولا شك أن تصوير والتر في اللوحة، المعروفة باسم "ملهمته الذهبية"، هو أكثر من مجرد صورة شخصية؛ إنها لمحة عن الطبقات المعقدة من حياة بيكاسو خلال زواجه من راقصة الباليه الروسية الأوكرانية أولغا خوخلوفا.

وتعد اللوحة شهادة على حب بيكاسو وانبهاره بوالتر التي يتردد صداها في العديد من الأعمال الأخرى، بما في ذلك لوحة المرأة الجديدة (1932)، التي بيعت بمبلغ 67.5 مليون دولار في عام 2022.

Pablo Picasso, Femme à la montre, 1932

Sotheby's

لوحة غوستاف كليمت «Lady with a Fan»

عدّت دار سوذبيز لوحة "سيدة مع مروحة" نجمة موسم المزادات الصيفية في لندن. كانت هذه اللوحة لا تزال على الحامل عندما توفي الفنان فجأة في عام 1918، وقد بيعت في مزاد سوذبيز المسائي للفن الحديث والمعاصر في لندن خلال الصيف الماضي مقابل 106.8 مليون دولار.

سجل هذا العمل أيضًا رقمًا قياسيًا جديدًا متغلبًا على مبلغ 104 ملايين دولار الذي حققته لوحة «غابة بيرش» (1903) في مزاد لدار كريستيز في نوفمبر 2022. 

لوحة غوستاف كليمت «Lady with a Fan»

Sotheby's

لوحة كلود مونيه «Le bassin aux nymphéas»

عندما اقترب كلود مونيه من سن الثمانين، عمل هذا الفنان الانطباعي الشهير على لوحة "حوض النيلوفر". تصور اللوحة المذهلة منظرًا طبيعيًا وفيها تندمج السماء والماء في لون أزرق واحد، مع زنابق الماء التي تقدم العلامة المكانية الوحيدة.

وبعد أن تجاوزت اللوحة التقديرات المتوقعة والتي بلغت في حدها الأقصى 65 مليون دولار، حققت 74 مليون دولار في مزاد كريستيز للفن الانطباعي والحديث في نيويورك في نوفمبر الماضي. لم تكن هذه اللوحة قد عرضت من قبل في معرض أو مزاد، وإنما ظلت ضمن فئة الفن «غير المكتشف» لأكثر من 50 عامًا، قبل أن تصبح سادس أغلى عمل للفنان يباع في مزاد علني. 

لوحة غوستاف كليمت «Lady with a Fan»

Christie’s

لوحة جان ميشيل باسكيا «El Gran Espectaculo»

«El Gran Espectaculo» لوحة ثلاثية رسمها جان ميشيل باسكيا عام 1983، تدمج تاريخ مصر القديمة وجنوب الولايات المتحدة، وتقدم نقدًا لاستغلال السود عبر التاريخ، ما يعكس العبودية في كل من مصر القديمة والحقب التاريخية التي سبقتها. 

حقق هذا العمل 67.1 مليون دولار في مزاد كريستيز المسائي للقرن الحادي والعشرين في مايو، وهو ما يمثل أكثر من ثلثي المبيعات المجمعة البالغة 98.2 مليون دولار التي جرى تحقيقها خلال المزاد. 

بالإضافة إلى ذلك، ارتفع السعر النهائي للوحة باسكيا فوق التقديرات التي بلغت 45 مليون دولار في حدها الأقصى، ما يجعل هذه اللوحة رابع أغلى عمل فني للفنان في المزاد. على أن هذا الرقم القياسي تحتفظ به لوحة أخرى للفنان نفسه بدون عنوان بيعت في دار سوذبيز بمبلغ 110.5 مليون دولار.

جدير بالذكر أن مصمم الأزياء فالنتينو غارافاني كان قد اشترى لوحة El Gran Espectaculo عبر دار سوذبيز للمزادات في عام 2005 مقابل 5.2 مليون دولار، وقد عُدّ هذا المبلغ "سعرًا مرتفعًا" في ذلك الوقت، وجرى توزيع جزء من عائدات بيع العمل على أكاديمية فالنتينو، وهي منظمة مقرها روما تعمل على الارتقاء بتعليم الفن والأزياء.

لوحة جان ميشيل باسكيا «El Gran Espectaculo»

Christie’s

لوحة غوستاف كليمت «Island in the Attersee»

إن بيع لوحة "جزيرة في بحيرة أتيرسيه" يجعل غوستاف كليمت الفنان الوحيد في هذه القائمة الذي ظهر اسمه مرتين. بيعت هذه اللوحة في مزاد سوذبيز المسائي الحديث في نيويورك مقابل 53.2 مليون دولار، قبل أسابيع من بيع لوحته الأخرى Dame mit Fächer.

كانت لوحة «Island in the Attersee» في الأصل جزءًا من مجموعة مؤرخ الفن النمساوي أوتو كالير. وقد ظهرت في معرض عام 1940 تحت عنوان "أنقذت من أوروبا" في غاليري سانت إتيان في نيويورك، وهو حدث رئيس في تقديم أعمال كليمت إلى فناني أمريكا الشمالية.

كما تعد هذه اللوحة من بين الأعمال الفنية العديدة التي صممها كليمت باستخدام الشكل المربع المميز لأسلوبه. وقد رُسمت هذه اللوحة، على وجه الخصوص، في بحيرة أتيرسيه في النمسا وهي واحدة من لوحتين لكليمت رُسمتا من الزاوية نفسها. أما اللوحة الأخرى «Attersee»، فكان قد رسمها خلال عام 1900، وما زالت موجودة في متحف ليوبولد في فيينا.

لوحة غوستاف كليمت «Island in the Attersee»

Sotheby’s

لوحة فرانسيس بيكون «Figure in Movement»

تعد هذه التحفة الفنية لفرانسيس بيكون شهادة على قدرة الفنان على احتضان الاضطراب في الذاكرة والخسارة من خلال التصوير المشوه. اللوحة، التي تصور شخصيتين تتصارعان داخل مكعب شفاف، مستوحاة من الوفاة المفاجئة لجورج داير عام 1971، الذي كانت تربطه بـالفنان بيكون علاقة مضطربة. 

يرسم بيكون فوق الأشكال والتصاوير هنا "غضبًا" يحوم، وكأنه مخلوق أسطوري يرتبط عادةً بالخسارة والانتقام والشعور بالذنب. بيعت لوحة «Figure in Movement» التي تعود لعام 1976 بمبلغ 52.2 مليون دولار في نوفمبر من هذا العام في مزاد مسائي نظمته دار كريستيز في نيويورك. 

لم تكن هذه اللوحة، التي يبلغ طولها ستة أقدام ونصف قدم، قد عرضت في مزاد علني من قبل، وإنما كان قد احتُفظ بها بشكل خاص على مدار الخمسين عامًا الماضية. قبل ذلك كانت لوحة بيكون المعروفة باسم «Three Studies of Lucian Freud» والتي تعود لعام 1969 هي الأغلى عندما بيعت مقابل 142.4 مليون دولار في دار كريستيز قبل عقد من الزمان. 

Christie’s

لوحة ريتشارد ديبنكورن «Recollections of a Visit to Leningrad»  

"ذكريات زيارة إلى لينينغراد" لوحة ضخمة لريتشارد ديبنكورن تعود لعام 1955، وهي مستوحاة من هنري ماتيس، وقد بيعت مقابل 46.4 مليون دولار في مزاد كريستيز المسائي في نوفمبر. 
تجاوز هذا المزاد الرقم القياسي السابق الذي سجله الفنان عندما بيع أحد أعماله في مزاد لدار سوذبيز في عام 2021 مقابل 27.3 مليون دولار.

رُسمت هذه اللوحة عندما زار ديبنكورن الاتحاد السوفيتي في الستينيات وواجه العديد من لوحات ماتيس شخصيًا لأول مرة. أحدثت هذه التجربة تحولًا أسلوبيًا لدى الفنان الأمريكي، الذي بدأت لوحاته تتضمن صورًا هندسية حادة مليئة بالألوان الزاهية النابضة بالحياة.

تمثل هذه اللوحة أيضًا استمرارًا لاستكشاف الفنان للمساحات الداخلية والخارجية، والتي شوهدت لأول مرة في أعمال مثل "امرأة على الشرفة" التي تعود لعام 1956.

لوحة ريتشارد ديبنكورن «Recollections of a Visit to Leningrad»  

Christie’s

لوحة مارك روثكو، بدون عنوان «Yellow, Orange, Yellow, Light Orange»

رسم مارك روثكو لوحته الذهبية الرائعة تلك عام 1955 أي في العام الذي أقيم فيه أول معرض فردي للفنان في صالة سيدني جانيس في نيويورك، وكان مستوحى من تجارب الفنان في مشاهدة أعمال عظماء الرسامين القدامى خلال رحلة إلى أوروبا.

 يعد العمل الذي يبلغ طوله حوالي سبع أقدام واحدًا من 22 لوحة أنجزها الفنان في ذلك العام، وأكثر من نصفها موجود في مجموعات المتاحف الكبرى. ويمثل بيع اللوحة مقابل 46.4 مليون دولار في دار كريستيز للمزادات في نوفمبر زيادة بقيمة 10 ملايين دولار على مدى العقد الماضي.

باعت دار سوذبيز اللوحة في عام 2014 مقابل 36.5 مليون دولار خلال مزاد على مجموعة بول وباني ميلون. إنها شهادة على مكانة الفنان الدائمة في السوق وأهميته اليوم. بل إن أعمال روثكو تشكل حاليًا موضوعًا لمعرض استعادي ضخم في مؤسسة لويس فويتون، ومن المقرر أن يستمر عرض أعماله حتى 4 فبراير 2024.

لوحة مارك روثكو، بدون عنوان «Yellow, Orange, Yellow, Light Orange»

Christie’s

لوحة فاسيلي كاندينسكي «Murnau with Church II»

حظيت لوحة فاسيلي كاندينسكي التي رسمها عام 1910 لقرية مورناو الألمانية باهتمام كبير في وقت مبكر من العام عندما حققت 37.197 مليون جنيه إسترليني (44.8 مليون دولار) في مزاد سوذبيز المسائي للفن الحديث والمعاصر في لندن في شهر مارس.

رسمت هذه اللوحة عندما كان كاندينسكي في الرابعة والأربعين من عمره، وهي تمثل انتقال الفنان الروسي نحو الأسلوب التجريدي. تصور اللوحة برج كنيسة المدينة الشامخة فوق الجبال وسط مناظر طبيعية نابضة بالحياة.

كانت هذه اللوحة في السابق تزيّن غرفة طعام صاحبتي شركة النسيج جوهانا مارغريت ستيرن ليبمان وسيجبرت ستيرن، وقد سرقها النازيون في ثلاثينيات القرن الماضي وجرى اكتشافها قبل عقد من الزمن تقريبًا في متحف فان آبيموسيوم في أيندهوفن حيث كانت موجودة منذ عام 1951. 

يمثل بيع العمل رقمًا قياسيًا جديدًا للفنان في المزاد، ويقول أحفاده إن بعض عائدات البيع ستذهب نحو تعقب المزيد من المجموعة الفنية للعائلة التي استولى عليها النازيون في الثلاثينيات.

لوحة فاسيلي كاندينسكي «Murnau with Church II»

Sotheby’s

هنري روسو «Les Flamants»

حطمت لوحة "طيور النحام" لهنري روسو الرقم القياسي المسجل في المزاد الحالي للفنان الفرنسي بأكثر من 10 مرات عندما بيعت مقابل 43.5 مليون دولار في مزاد كريستيز المسائي في نيويورك. 
كان الرقم القياسي الأخير الذي سجله عمل للفنان في مزاد يخص لوحته المسماة «Portrait of Joseph Brummer» التي بيعت في مزاد عام 1993 مقابل 4 ملايين دولار.

هنري روسو «Les Flamants»

Christie’s

رُسمت لوحة Les Flamants في العام الأخير من حياة روسو، وهي واحدة من حوالي عشرين لوحة للغابات الاستوائية أنتجها الفنان. ركز الفنان لأول مرة على المناظر الطبيعية الاستوائية في عام 1891. ومع ذلك، بعد مطلع القرن، كرّس روسو وقته للمناظر الطبيعية الخصبة والأسطورية، المليئة بالحياة النباتية والحيوانية المذهلة. 

يعكس تصوير Les Flamants للزهور العملاقة الشاهقة فوق طيور النحام والناس أسلوبه الخيالي والشبيه بالحلم في فن المناظر الطبيعية، والذي ترك أثرًا واضحًا على مجمل أعمال فناني القرن العشرين.