مع اقتراب ذروة "الحد الأقصى الشمسي" في دورته التي تتكرّر كل 11 عامًا، باتت فرص رؤية الشفق القطبي الشمالي Aurora Borealis هذا العام أعلى من أي وقت مضى، بفضل ازدياد الانفجارات الشمسية وتأثيرها في المجال المغناطيسي للأرض.
وفي هذا السياق، كشفت شركة "بست سيرفد سكاندينافيا" Best Served Scandinavia، وهي وكالة بريطانية تُعنى بتصميم تجارب سفر فاخرة إلى وجهات الشمال الأوروبي، عن قائمة تضم أبرز المواقع العالمية التي تُعدّ مثالية لمشاهدة الشفق القطبي، في موسم يُتوقع أن يشهد الظاهرة في أبهى صورها من حيث التوهّج والاستمرارية.
محطات خفية لعشّاق الشفق القطبي
في النرويج، تصدّرت مدينة ترومسو قائمة الوجهات الأكثر جذبًا لعشّاق الشفق القطبي..
بفضل موقعها الجغرافي الفريد في قلب الدائرة القطبية، ما يمنحها موقعًا مثاليًا لرصد الظاهرة في أوضح صورها. وتكتسب المدينة شهرتها أيضًا بوصفها مركزًا مثاليًا لرصد العواصف الجيومغناطيسية القوية التي تؤدي إلى شفق أكثر توهجًا، على ما أشار المصور النرويجي تور-إيفار نيس.
يُسجَّل أعلى معدل لمشاهدات الشفق في ترومسو خلال الفترة الممتدة من أواخر سبتمبر إلى أوائل أبريل، مع ذروة استثنائية بين ديسمبر وفبراير، حين تغيب الشمس طويلاً وتُصبح الليالي صافية ومثالية للرصد.
أما في السويد، فتبرز منطقتا كيرونا ولوليو في قلب لابلاند الشمالية بوصفهما خيارين مثاليين لأولئك الباحثين عن مشاهدة الشفق القطبي في أجواء أكثر عزلة وهدوءًا.
تتميّز هاتان الوجهتان بانخفاض التلوث الضوئي إلى حدّ كبير، ما يمنح الزائرين تجربة بصرية صافية، خصوصًا خلال أشهر الشتاء العميقة بين يناير ومارس، حين تطول ساعات الليل وتصفو السماء في معظم الأوقات.
ومن بين العواصم الشمالية، تتفرّد ريكيافيك، عاصمة آيسلندا، بمكانة خاصة على خارطة الشفق القطبي.
إذ تجمع في محيطها بين الينابيع الحارة، والسواحل الصخرية، والجبال البركانية، ما يُضفي على الظاهرة خلفية طبيعية آسرة.
ويُعد انخفاض التلوث الضوئي في أطراف المدينة عاملاً مساعدًا لمشاهدة الشفق بوضوح خلال أمسيات الشتاء الطويلة، فيما تمنح تضاريس آيسلندا الفريدة الزائرين فرصة نادرة لاختبار الطبيعة في أنقى حالاتها.
وإلى جانب المحطات المعروفة، تنفتح آفاق التجربة نحو وجهات نائية تحتفظ بسحرها الخاص؛ ففي قلب لابلاند الفنلندية، تُعرف مدينة روفانييمي بعلاقتها الرمزية مع "سانتا كلوز"، لكنها تُخبّئ أيضًا سماءً صافية تعانق الشفق القطبي في ليالي الشتاء.
أما مدينة إيلوليسات الغرينلاندية، فتقع مباشرة ضمن "حزام الشفق"، ما يمنحها موثوقية نادرة في رصد الظاهرة. وفي أقصى الشمال، توفّر جزر سفالبارد النرويجية ظروفًا مثالية، إذ تغيب عنها الشمس كليًا في فصل الشتاء، فتتحوّل سماؤها المظلمة إلى لوحة حيّة من الألوان المتراقصة.