في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع الفخامة العالمي، بدأت القيمة الاقتصادية لدار جورجيو أرماني تتجاوز حدود نشاطها التقليدي في الأزياء، لتلفت أنظار المستثمرين المحتملين إلى قطاعات أكثر ربحية مثل العطور والنظارات، وفقًا لما أكده محللون ومصادر في القطاع.

ورغم أن الدار، التي تأسست قبل نحو نصف قرن، سجلت العام الماضي إيرادات بلغت 2.71 مليار دولار أمريكي، بانخفاض 5% عن العام السابق نتيجة تباطؤ السوق العالمي وتحوّل الزبائن نحو الأزياء اليومية، إلا أن هذه الأرقام لا تعكس الصورة الكاملة.

تكشف الوثائق الرسمية أن الإيرادات الإجمالية لعلامة أرماني، بما في ذلك منتجاتها المرخصة، تقفز إلى 4.75 مليار دولار أمريكي، مدفوعة بالعوائد الضخمة من قطاع العطور ومستحضرات التجميل التي تديرها شركة لوريال، إلى جانب قطاع النظارات الذي تشرف عليه شركة إيسيلور لوكزوتيكا. 

رغم تباطؤ سوق الأزياء.. إيرادات أرماني ترتفع بفضل قطاعات التجميل والنظارات

وتُقدّر مبيعات التجميل وحدها بنحو 1.68 مليار دولار سنويًا، مقابل 560 مليون دولار للنظارات. لكن أقل من 10% من هذه الإيرادات تعود إلى مجموعة أرماني في شكل حقوق ملكية.

تُعد هذه الشركات من بين الأسماء التي وردت في وصية جورجيو أرماني، والتي نُشرت عقب وفاته في 4 سبتمبر، إلى جانب مجموعة إل في إم إتش LVMH، باعتبارهم شركاء محتملين في صفقة بيع جزئي مبدئي لنحو 15% من الدار، يليها طرح حصة إضافية قد تصل إلى 54.9% خلال خمس سنوات.

وتعد عقود الترخيص المعقّدة أحد التحديات الأبرز لأي صفقة مستقبلية. فقد جُدّد عقد النظارات مع إيسيلور لوكزوتيكا عام 2023 لمدة 15 عامًا، فيما يمتد عقد لوريال حتى عام 2050، ما يجعل عملية دمج هذه القطاعات تحت مظلة واحدة مسألة دقيقة. على أن الوصية شددت على منح الأولوية للشركات الشريكة في حال البيع.

وقد أعلنت كل من لوريال وإيسيلور لوكزوتيكا الأسبوع الماضي أنهما ستدرسان جدوى الاستثمار في أرماني، في ضوء هذه المعطيات. 

في المقابل، تبرز مجموعة إل في إم إتش LVMH بقيادة الملياردير برنار أرنو بوصفها المرشح الأقوى للاستحواذ الكامل على إمبراطورية أرماني، بفضل خبرتها في إدارة علامات المنتجات الفاخرة وامتلاكها وحدات متخصصة للنظارات، فضلاً عن نشاطها القوي في قطاع التجميل.