ما بعد الغيث

ترفع الدورة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر شعار "ما بعد الغيث"، في إشارة إلى التجدد والحياة التي لا تكون إلا بوجود الماء، وتنظم في منطقة جاكس في الدرعية، حيث يقع حي الطريف التاريخي المسجّل على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 2010.

تحتضن قاعات وفضاءات بينالي الدرعية الفسيحة 177 عملاً فنيًا من إبداع 100 فنان ومجموعة فنية، منهم 30 فنانًا ينحدرون من دول الخليج. وتشرف على هذه الدورة المديرة الفنية المعروفة أوتي ميتا باور التي ترى في البينالي رحلة استكشافية ومساحة للتفاعل بين مختلف الفنانين والزوار، فيما يساعدها في هذه المهمة فريق عالمي من القيمين الفنيين، منهم وجدان رضا وآنا سالازار وراهول غوديبودي.

مع أن دورة هذا العام تجمع فنانين من خلفيات ثقافية متنوعة ومن أجيال مختلفة، ولكنهم جميعًا يركزون على استكشاف تاريخ المنطقة والحفاظ على استمرارية الذاكرة الإنسانية فيها وإبراز بيئتها العمرانية. لذلك تتخذ الأعمال التي يقدمونها أشكالاً فنية تراوح بين الرسومات واللوحات الفنية والمنحوتات والمجسمات والصور الفوتوغرافية والعروض متعددة الوسائط والأفلام، وهو ما يتيح للزوار خوض تجربة استكشافية ثرية وغامرة تستثير مختلف الحواس.

بالإضافة إلى التكليفات الفنية التي خصت بها مؤسسة بينالي الدرعية فنانين مثل جمانة إميل عبود وسارة عبده ومحمد فرج وطارق عطوي وغيرهم، يقدم البينالي أيضًا سلسلة من اللقاءات والحوارات والورشات الفنية والعروض السينمائية والمشاريع البحثية، والقصد منها إتاحة فرصة للتواصل بين الفنانين والزوار.

كذلك، يستطيع ضيوف بينالي الدرعية للفن المعاصر الاطلاع على "حديقة الحكمة" التي تعد منصة رقمية تلقي الضوء على مختلفة المواضيع التي تتناولها الأعمال المعروضة، وذلك إما على هواتفهم الذكية، أو في القسم المخصص لها في فضاء المعرض.

تضطلع مؤسسة بينالي الدرعية بدور نهضوي من خلال رعايتها لهذا الحدث الذي يعد تجربة ثقافية تدعو للتفكر والتأمل، على ما تقول الرئيسة التنفيذية للمؤسسة آية البكري، وهي تجربة يمكن للضيوف خوضها خلال الفترة الممتدة من 20 فبراير إلى 24 مايو 2024.