عندما نتحدث عن الدولة الأغنى في العالم لعام 2025، لا يكفي أن ننظر إلى الناتج المحلي الإجمالي فحسب، بل ينبغي أن نأخذ في الحسبان مستوى المعيشة، وتكاليف الحياة، وساعات العمل المطلوبة لتحقيق هذا الدخل.

هذا تمامًا ما قامت به مجلة ذا إيكونوميست The Economist، التي استخدمت ثلاثة مقاييس شاملة لتحديد التصنيف الأكثر واقعية للثروات حول العالم، مستثنية دولاً مثل إيرلندا ولوكسمبورغ بسبب تحريف الأرقام الناتج عن الضرائب أو حركة التنقل اليومية للموظفين.

اللافت أن 12 دولة من أصل أول 20 في المتوسط العام تنتمي إلى أوروبا، في حين حافظت الولايات المتحدة على موقعها الثابت ضمن الأربعة الأوائل عبر مختلف المعايير. أما بريطانيا، فقد تراجعت إلى مراكز متأخرة في المعايير كلها، مسجلةً أفضل ترتيب لها عند المركز 19.

الدولة الأغنى في العالم لعام 2025

في المرتبة الأولى بحسب الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد، تصدّرت سويسرا المشهد بمتوسط دخل سنوي تجاوز 104 آلاف دولار أمريكي، تليها سنغافورة ثم النرويج. إلا أن هذا المعيار لا يعكس تكلفة المعيشة أو الجهد المبذول لتحقيق الدخل، ما دفع الخبراء لاعتماد مقياسين إضافيين.

الدولة الأغنى في العالم

عند تعديل الأرقام بحسب القوة الشرائية، تتراجع سويسرا إلى المركز الخامس، فيما تتصدر سنغافورة القائمة بدخل مُعدّل قدره 151 ألف دولار أمريكي، تليها ماكاو وقطر. 

ومع إضافة عنصر ساعات العمل إلى المعادلة، تقفز النرويج إلى المركز الأول بوصفها الدولة الأغنى في العالم لسنة 2025، بمعدّل دخل يبلغ 115 ألف دولار أمريكي، تليها قطر والدنمارك، فيما تتراجع سنغافورة إلى المركز الثامن، نتيجة لطول ساعات العمل فيها.

هذا التصنيف لا يقتصر على الأرقام، بل يعكس تغيّرًا عميقًا في معايير الثروة العالمية، إذ بات يُنظر إلى جودة الحياة، والوقت، والتوازن بين العمل والدخل بوصفها عوامل لا تقل أهمية عن الأرقام المطلقة.