بعد عقود من الهيبة التي تكرّست لجاكوار E-Type بوصفها أحد التصاميم الأعلى تميزًا في تاريخ السيارات، تعود هذه السيارة إلى الواجهة بحلّة مستقبلية تنبض بإرث الماضي، في رؤية جديدة من توقيع المصمّم البريطاني الأسطوري إيان كالوم، المعروف بإبداعاته لدى جاكوار وأستون مارتن.
لم تُخضع النسخة الجديدة من جاكوار E-Type لتعديلات جذرية، بل جرى صقلها بعناية تُبرز خطوطها التاريخية بجرأة محسوبة وأناقة متزنة. فقد أصبحت السيارة أكثر انخفاضًا واتساعًا، واستقرّ هيكلها فوق عجلات ثلاثية الأضلاع تُعزّز من طابعها الرياضي، فيما جاءت المصابيح الأمامية بإضاءة LED حادّة، وبرزت فتحات عادم مزدوجة تضيف إلى المظهر طابعًا هجوميًا، وحافظت المصابيح الخلفية على روح التصميم الأصلي مع لمسة تحديث مدروسة تُبقي على تفرد هذه الأيقونة.
في المقصورة، حافظت جاكوار في النسخة الجديدة من E-Type على أجوائها الكلاسيكية المحبّبة، مع استحداث لمسات تقنية أنيقة تُضفي راحة عصرية واتصالًا ذكيًا، من دون أن تُخلّ بهوية السيارة الأصلية. فالعدادات الأربعة التي كانت تتوسّط لوحة القيادة تحوّلت إلى شاشات رقمية صغيرة تعرض معلومات الملاحة والتكامل مع نظام Apple CarPlay.
في المقابل، استُبدلت المواد الجلدية الفاخرة والتشطيبات المعدنية المتقنة باللمسات الخشبية التقليدية.
وقد جُهّز المقود وشاشات السائق بتفاصيل دقيقة تبدو كما لو أنّها خرجت من مصنع جاكوار مباشرة.
مع ذلك، يتيح إيان كالوم للمشترين فرصة تخصيص المقصورة بحسب أذواقهم، ما يمنح كل نسخة طابعًا شخصيًا متفرّدًا يجمع بين الرقي والتميّز.
Callum
محرك كلاسيكي بروح جامحة
النبأ السار لهواة الأصالة هو أن هذه النسخة الجديدة من جاكوار E-Type ليست مشروعًا كهربائيًا كما هو شائع في عالم التعديلات الحديثة. بل إنها تحافظ على جوهر التجربة الميكانيكية التي ميّزت سيارات الحقبة الذهبية، إذ يبرز في الكونسول الوسطي ناقل حركة يدوي من خمس سرعات، في إشارة صريحة إلى التمسّك بروح القيادة التقليدية التي تضع السائق في صلب التجربة.
ورغم أن التفاصيل التقنية النهائية لم تُعلن بعد، إلا أن التوقّعات تُشير إلى تجهيز السيارة بمحرك V-12 مستوحى من طراز E-Type Series III، أو على الأقل بمحرك V-8 عالي الأداء يمنحها ما يكفي من الزئير لردّ التحية إلى إرثها.
Callum
هذه العودة إلى المحركات التي تعمل بالسحب الطبيعي لا تعبّر عن التمسّك بالهوية فحسب، بل تُلبّي أيضًا توقًا دفينًا لدى عشّاق السيارات الكلاسيكية إلى هدير المحرك، والاهتزازات، والشعور الحقيقي بالتحكّم في زمن باتت فيه تجربة القيادة أقرب إلى البرمجة منها إلى الشغف.
حتى الآن، لا تزال هذه النسخة الجديدة من جاكوار E-Type في طور التصميم التجريبي، لكن إشارات التصميم، والنية الواضحة للمزج بين التراث والتقنية، تضعها على مسار واعد لدخول خط الإنتاج. وفي عصرٍ تزدحم فيه الطرق بالسيارات الكهربائية الصامتة، تعود جاكوار إلى الساحة بصوتها المميز، وخطوطها، وشخصيتها التي لا تشيخ.