في خطوة تُجسّد طموح قطر لترسيخ مكانتها بوصفها مركزًا ثقافيًا عالميًا، كشفت مؤسسة آرت بازل Art Basel، بالتعاون مع شركتها الأم إم سي إتش جروب MCH Group، عن إطلاق نسخة جديدة من معارضها الدولية في العاصمة القطرية، تحت اسم آرت بازل قطر، المقرّر افتتاحه في فبراير 2026.
وإذ تنبثق هذه المبادرة من شراكة استراتيجية مع مؤسسات قطرية بارزة، تشمل قطر للاستثمارات الرياضية، ومجموعة كيو سي+ المتخصصة في التجارة الثقافية وتصميم المعارض، تُشكّل مشروعًا رائدًا يُعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة.
حي مشيرب يتحوّل إلى محور جديد للفن العالمي
يُقام هذا المعرض الفني المرتقب في مركز M7 الإبداعي، الذي يُعد من أبرز المنصات المتخصصة في تمكين المصممين والمبتكرين في مجال الصناعات الإبداعية داخل قطر، إلى جانب منطقة تصميم الدوحة المجاورة، وكلاهما يقع في حي مشيرب العصري، في قلب العاصمة الدوحة.
ويُعرف هذا الحي بكونه نموذجًا للتنمية العمرانية الذكية، يجمع بين الحداثة والتراث في تناغم عمراني وثقافي متفرّد. وتتميّز المنطقة بإطلالتها على معالم بارزة مثل متحف قطر الوطني، ما يُضفي على الحدث بعدًا رمزيًا.
وفي هذا السياق، يُمثّل "آرت بازل قطر" محطة محورية جديدة في المشهد الفني المحلي، إذ يوفّر منصة دولية مرموقة لعرض إبداعات صالات العرض والفنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، إلى جانب مشاركات عالمية مختارة، بما يعكس تنوّع الحراك الثقافي وثراءه.
لكن ما يُميّز الحدث حقًا هو امتداده خارج إطار المعرض السنوي، إذ يسعى إلى ترسيخ حضور آرت بازل في قطر عبر سلسلة من البرامج الثقافية والتفاعلية التي تُقام على مدار العام، لتندمج في الحياة الثقافية اليومية، وتسهم في صقل المهارات وبناء قدرات الفنانين والممارسين الفنيين، وتوسيع شبكة العلاقات بين المبدعين والمقتنين والمهنيين داخل قطر وعلى الساحة العالمية.
وقد عبّر ناصر الخليفي، رئيس مجلس إدارة قطر للاستثمارات الرياضية، عن فخره بالشراكة مع آرت بازل، مؤكدًا أن الجمع بين الرياضة والثقافة هو من ركائز مهمة المؤسسة، وهو ما تجلى بوضوح في كأس العالم لكرة القدم 2022. وأضاف أن هذه المبادرة تُمثّل إرثًا ثقافيًا جديدًا يجمع العالم في قلب المنطقة.
Qatar Tourism - M7
رئيسة متاحف قطر تقود تحوّلًا ثقافيًا استثنائيًا
تستند هذه المبادرة إلى الرؤية الثقافية التي تقودها السيدة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة متاحف قطر، والمكلّفة من قبل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بدفع مسيرة الدولة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتحت قيادتها، رسّخت قطر مكانتها عالميًا من خلال متاحف مرموقة، ومهرجانات فنية، ومبادرات مثل مطافئ: مقر الفنانين، وM7، وليوان استوديوهات ومختبرات التصميم، إلى جانب مشاريع مستقبلية بارزة مثل "متحف آرت ميل" و"متحف لوسيل".
وفي تعليقها على الشراكة، قالت: "تماشيًا مع رؤية قطر الوطنية 2030، تواصل بلادنا تحولها إلى اقتصاد معرفي تقوده الثقافة والصناعات الإبداعية. ومع احتفال متاحف قطر بعامها العشرين، يسعدنا التعاون مع مؤسسة آرت بازل لتعزيز مكانتنا بوصفنا محورًا للإبداع في المنطقة، ولإتاحة تجارب فنية رفيعة المستوى أمام جمهور أوسع".
Qatar Tourism - M7
الدوحة تنضم إلى خارطة آرت بازل العالمية
من الجدير بالذكر أن مؤسسة آرت بازل، التي انطلقت قبل أكثر من خمسين عامًا، قد أرست مكانتها بوصفها المرجعية العالمية الأولى في تنظيم معارض الفن الحديث والمعاصر. وتُقام نسخها حاليًا في أربع مدن عالمية مرموقة هي: بازل في سويسرا، وهونغ كونغ، وميامي بيتش في الولايات المتحدة، وباريس التي انضمت إلى الشبكة أخيرًا عام 2022.
وفي هذا قال أندريا تزابيا، الرئيس التنفيذي لمجموعة إم سي إتش المالكة لآرت بازل: "نحن متحمسون لهذه الشراكة، ونؤمن بأننا بصدد تأسيس مشروع غير مسبوق سيجذب المقتنين وعشاق الفن من حول العالم. ونُشيد بالقيادة القطرية التي دعمت هذا التعاون منذ البداية، ونتطلّع إلى توسيع محفظتنا بعد نجاح إطلاق آرت بازل باريس، بإضافة معرض خامس في الدوحة".