بين تضاريس العُلا وطرقاتها الصحراوية الوعرة يتنافس أكثر من مائتي فارس من أجود فرسان العالم ضمن فعاليات النسخة الخامسة من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل. تقام البطولة، التي تتولى تنظيمها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بالشراكة مع الاتحاد الدولي للفروسية والاتحاد السعودي للفروسية، بين يومي 10 و11 فبراير 2024.

وتأتي البطولة مشفوعة بجائزة مالية هي الأكبر على مستوى بطولات القدرة والتحمل في العالم، كما تعد إحدى أبرز الفعاليات الرائدة في جدول هذه الرياضة على الصعيد الدولي.

تنطلق منافسات بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل من قرية الفرسان للفروسية في العُلا، ويشارك فيها نخبة من الفرسان في تحدي المستوى الثاني لمسافة 120 كيلومترًا، وتحدي المستوى الثالث لمسافة 160 كيلومترًا، وذلك على مدار يومين من الأجواء التنافسية الحماسية. 

وفيما تستضيف البطولة نخبة من أبرز الفرسان والخيول والمدربين المميزين من مختلف أنحاء العالم، تسلط الضوء على القدرة على الصمود في وجه الوقت والتحديات المتوعة على طول مسارات التحدي. كما تشهد بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل حضور عدد كبير من الشخصيات الملكية المرموقة والأسماء البارزة على مستوى منطقة الشرق الأوسط. 

وفي هذا يقول زياد السحيباني، رئيس قطاع الرياضة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا: "ستحمل هذه النسخة الكثير من المفاجآت والأجواء التنافسية المميزة. بدأت فكرة البطولة قبل سنوات عدة بوصفها مشروعًا طموحًا، وهي الآن فعالية رئيسة ضمن جدول رياضة القدرة والتحمل الدولي". 

ويضيف السحيباني: "أثبتت النقوش القديمة للخيول على صخور وجبال العلا ارتباطها بالحضارات التي عاشت في العلا على مر التاريخ. ونبذل العديد من الجهود لغرس أهمية الفروسية في قلوب وعقول الأجيال القادمة تماشيًا مع التزامنا العميق بالحفاظ على هذا التقليد الثقافي العريق وإحيائِه". ويستطرد قائلًا: "نهدف من خلال استضافة الأحداث الرائدة في مجال الفروسية إلى الاحتفاء بعراقة هذه الرياضة التراثية والتأكيد على تفانينا في تعزيز إرث يشهد على ارتباط العلا الخالد بعالم الفروسية".

رياضة الفروسية

رسخت العلا مكانتها بوصفها مركزًا رائدًا عالميًا في رياضة الفروسية؛ يشهد على ذلك سعيها لتنمية رياضات الخيول مع التأكيد على سلامة الفرسان والخيول المشاركة في البطولات والفعاليات المتنوعة. 

وتتسم بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل بنهجها الشامل، إذ تشجع على مشاركة الفرسان من الرجال والنساء في أجواء المنافسة. وقد انعكست هذه المساعي بشكل واضح في نسبة مشاركة السيدات في نسخة 2022 من البطولة والتي بلغت حوالي 20% من إجمالي ما يقارب 200 فارس. 

AlUla

وعلى الرغم من أن مسارات البطولة تشمل تحديًا للوقت، يدور التركيز الأساسي على سلامة الفارس والخيل على حد سواء، مع التأكيد على أهمية إكمال مسارات التحدي بأمان وسلامة لصحة الخيل والفارس بدلًا من السعي إلى تحقيق سرعة القصوى.

فضلاً عن ذلك، يهدف برنامج التدريب الذي تحتضنه قرية الفرسان إلى تعزيز تراث الفروسية الأصيل في المنطقة، وذلك من خلال المبادرات المخصصة لتمكين الفرسان المحليين والمحترفين، إلى جانب تدريب الأطباء البيطريين وإعداد المدربين.

ونتيجة لهذا التدريب، يشارك في منافسات هذا العام 6 من فرسان العلا في تحدي المستوى الثاني لمسافة 120 كيلومترًا، ويشارك فارس محلي في تحدي المستوى الثالث لمسافة 160 كيلومترًا، بعد مشاركتهم في تدريبات مكثفة على مدار العام.
 
وفي هذا يقول فؤاد بن فهد إبراهيم، المدير التنفيذي للاتحاد السعودي للفروسية: "يسعى الاتحاد لاستضافة أكبر الأحداث في رياضات الفروسية بما يتوافق مع رؤية المملكة وتطلعاتها. يُعد كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل من أبرز هذه الأحداث التي حققت نجاحات كبيرة في السنوات الماضية ليكون بذلك واحدًا من أهم وأغلى سباقات العالم ووجهة فرسان القدرة في كل عام". 

AlUla

البطولة ورؤية 2030

يُشار إلى أن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل ساهمت، منذ انطلاقها لأول مرة، في تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، إذ عززت الاقتصاد الوطني ورفعت أعداد الضيوف القادمين إلى المملكة، ووفّرت فرص عمل عديدة، إلى جانب اضطلاعها بدور بارز في تعزيز مكانة العُلا بوصفها وجهة رائدة لرياضة القدرة والتحمل على مستوى العالم. 

وقدمت البطولة العديد من الفرص للمهتمين، سواء في مجالات الإشراف أو الدعم البيطري، وفتحت الباب أمام عشاق الفروسية المحليين والإقليميين لاستكشاف آفاق رياضة الفروسية بوصفها هواية مستقبلية أو مسارًا احترافيًا.
يُذكر أن تقويم لحظات العلا السنوي للفعاليات والمهرجانات يشمل عددًا كبيرًا من الفعاليات الرياضية التراثية الأخرى مثل كأس العلا للهجن، وكأس العلا للصقور، وكأس العالم لالتقاط الأوتاد، وبطولة العالم للرماية من على ظهر الخيل، بالإضافة إلى فعاليات رياضية أخرى مثل طواف العلا، وسباق درب العلا، وتحدي تاف مادر إنفينيتي.