بعد أكثر من أربعة قرون ونصف على رسمها، سجّلت لوحة Portrait of Thomas Howard (بورتريه توماس هاوارد) التي تعود إلى عام 1562 محطة فارقة في سوق الفن العالمي، بعدما بيعت في مزاد سوذبيز مقابل 4.27 مليون دولار أمريكي، لتنتقل من حوائط التاريخ إلى مجموعة شركة كلور ويندهام Clore Wyndham، في صفقة رسخت رقمًا قياسيًا جديدًا لأعمال الحقبة الإليزابيثية في المزادات الدولية.
تلتقط اللوحة الفنية ملامح توماس هاوارد، الدوق الرابع لنورفولك، في ذروة نفوذه داخل بلاط تيودور، إذ يقدمه الفنان هانس إيوورث في هيئة نبيل راسخ المكانة، بتفاصيل دقيقة في الزي والملامح تكشف عن مكانته السياسية والاجتماعية آنذاك. وتُعد هذه اللوحة واحدة من أبرز الصور المعروفة لهذا الاسم المحوري في تاريخ النبلاء الإنجليز في القرن السادس عشر.
Sotheby’s
الأكثر إثارة في قصة هذا العمل هو أن اللوحة أُنجزت لتكون قطعة متممة للوحة أخرى تصوّر زوجته مارغريت أودلي، بحيث تتجاوران بوصفهما عملين متكاملين.
الخلفية المتطابقة في اللوحتين، بما في ذلك الدرع الظاهر في الخلفية عند وضع العملين جنبًا إلى جنب، تمنحهما بُعدًا فنيًا وسرديًا إضافيًا، وهو ما وصفه جوليان غاسكوين، المدير الأول في قسم لوحات كبار الرسامين القدامى في دار سوذبيز، بأنه سمة فريدة تمامًا في الفن البريطاني لتلك الفترة، تعزز من ندرة العملين معًا وأهميتهما.
استقرت اللوحة ضمن مجموعة اللورد روتشيلد الأول منذ القرن التاسع عشر، ولكن حضورها لم يقتصر على المجموعات الخاصة. فقد أُعيرت في السنوات الأخيرة إلى قصر وادسدن في مقاطعة باكينغهامشير، لتواصل أداء دورها بوصفها مرجعًا بصريًا مهمًا من حقبة تيودور، يجمع بين التاريخ السياسي والدقة التشكيلية في إطار واحد.
ورغم أن اللوحة تلامس نحو خمسة قرون من التاريخ، إلا أنها لا تزال تحتفظ ببهائها الأصلي بشكل يندر أن يجود به سوق الفن اليوم. عمل تشكيلي بهذه الجودة وهذا المستوى من الحفظ، مع حد أدنى من الترميم أو آثار التلف، يعد استثناءً حقيقيًا في عالم اللوحات الفنية، خصوصًا عندما يقترب عمره من خمسمائة عام.







