حدث استثنائي قلب موازين عالم الاكتشافات الخاصة: مجموعة نادرة من العملات الذهبية، ظلّت مخفية خلف جدار منزل ريفي في جنوب غرب فرنسا، حصدت أكثر من 3 ملايين يورو في مزاد احتضنته باريس يومي 10 و11 يونيو، لتتحوّل من كنز منسي إلى واحدة من أبرز الصفقات التاريخية في سوق التحف الأوروبية.
وأكدت دار بوسان لوفير وشركاه Beaussant Lefèvre and Associates، التي تولّت تنظيم المزاد، أن المجموعة بيعت بالكامل، متجاوزة التقديرات الأولية التي كانت تُراوح حول مليوني يورو.
شغف استثنائي بالعملات الذهبية
تعود المجموعة إلى الراحل بول نارس، وهو رجل فرنسي عاش حياة بسيطة وهادئة في قرية صغيرة بجنوب غرب البلاد، بعيدًا عن الأضواء وأسلوب العيش الباذخ، حتى وفاته عام 2024. وبحسب تييري بارسي، خبير العملات لدى دار بوسان لوفير، فإن نارس لم يكن من هواة السفر أو الترف، ولم يعرفه الناس إلا بوصفه شخصًا منطويًا ومتواضعًا؛ لكن خلف تلك الحياة الصامتة، كان يقود شغفًا فريدًا بالاقتناء والتوثيق. فقد كرّس كل ما يملك من مال ووقت لتكوين مجموعة عملات ذهبية نادرة، شكّلت على مر السنين مشروع حياته الأوحد.
Lefèvre & Associés
من بين الكنوز التي عُثر عليها، قطع نقدية تعود إلى مملكة مقدونيا خلال فترة الإسكندر الأكبر (بين عامي 336 و323 قبل الميلاد)، فضلًا عن سلاسل شبه مكتملة من العملات التي جرى تداولها في عهد ملوك فرنسا لويس الرابع عشر، ولويس الخامس عشر، ولويس السادس عشر.
لكن الغموض كان يحيط بمكان حفظ هذه المجموعة، إذ لم يُعثر عليها إلا بعد وفاة نارس، حين تولّى كاتب عدل مهمة البحث داخل المنزل المهجور، الذي كان مالكه قد انتقل إلى دار رعاية قبل عام من وفاته. وبعد تفتيش دقيق، عُثر على العملات في فجوة صغيرة داخل جدار مخفي خلف لوحة معلّقة في غرفة التخزين.
إلى جانب المجموعة المصنّفة بعناية، اكتشف كاتب العدل عشر رُزم مستقلة، تحتوي كل منها على 172 قطعة نقدية من فئة 20 فرنكًا ذهبيًا، ما يُعادل تقريبًا سبيكة ذهبية من حيث القيمة. وتجاوزت الحصيلة النهائية للمزاد مختلف التوقعات، لترسّخ مكانة هذه المجموعة بوصفها واحدة من أبرز الاكتشافات الخاصة في تاريخ المزادات الفرنسية الحديثة.