شهد جمع الأعمال الفنية في الشرق الأوسط تطورًا مذهلاً بمرور السنين، وازدهر في ظل النمو الاقتصادي السريع، والتحولات الثقافية، وبروز الفنون التقليدية والمعاصرة في المنطقة على الساحة العالمية.
فتاريخيًا، ركّز مفهوم جمع الفنون في منطقة الشرق الأوسط على الحفاظ على التراث الثقافي والدلالات الدينية، وكانت النخبة تحرص على اقتناء أعمال تتسم بهويتها الإسلامية مثل المخطوطات والمنسوجات ولوحات الخط العربي.
وبالرغم من أن هذه المجموعات كانت تمثل رمزًا للقوة والمكانة الاجتماعية، إلا أنها بقيت بمعظمها خاصة ومرتبطة بالأشكال الفنية التقليدية.
على أن التحوّل الكبير طرأ في سبعينيات القرن العشرين، عندما أدت الطفرة النفطية إلى تدفق الثروات على دول الخليج، ما عزز الطلب على الفنون الرفيعة.
فقد شرع الميسورون آنذاك يجمعون أعمالاً فنية عالمية، خصوصًا من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فيما برز اهتمام متزايد بالفن الشرق أوسطي. وجاء هذا التحوّل مدفوعًا بالتفاعل الأوسع نطاقًا مع الحركات الفنية العالمية ونمو الثروات في المنطقة.
Spark Media
لوحات فنية وأعمال تركيبية في قسم الفن المعاصر بمعرض آرت دبي لعام 2024.
واليوم تولي حكومات دول الخليج اهتمامًا متزايدًا بتطوير البنية التحتية الثقافية بوصفها جزءًا من استراتيجيات تنويع الموارد الاقتصادية، ليشمل ذلك أيضًا دعم المحافل والمعارض والمزادات واقتناء روائع الأعمال الفنية. ففي نوفمبر من العام 2017 على سبيل المثال، بيعت لوحة "سالفاتور موندي" المنسوبة إلى ليوناردو دافنشي في مزاد لدار كريستيز مقابل450.3 مليون دولار، وهو أعلى سعر دُفع مقابل لوحة فنية في مزاد علني.
وكُشف لاحقًا أن المشتري كان الأمير السعودي بدر بن عبد الله، المقرّب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقد عُدّ هذا الاستحواذ إشارة إلى استخدام الأمير محمد بن سلمان للفن بوصفه أداة للقوة الناعمة التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030 لتعزيز مكانة المملكة الثقافية عالميًا.
ومن بينالي الدرعية إلى مهرجان العُلا للفنون وبينالي الفنون الإسلامية في جدّة، تستقطب السعودية اليوم نخبة من المبدعين والمؤسسات في سياقات تتكرس من خلالها مكانتها وجهة عالمية رئيسة للفن والفنانين.
أما في الإمارات العربية المتحدة، فلا يقتصر الأمر على أحداث عالمية مثل بينالي الشارقة ومعرض آرت دبي ومعرض أبوظبي آرت، إذ أصبحت المراكز الفنية والثقافية مثل اللوفر أبوظبي ومنطقة السعديات الثقافية، ومتحف غوغنهايم المرتقب، ومتحف زايد الوطني، ومتحف التاريخ الطبيعي، شواهد على طموح الدولة للاضطلاع بدور ريادي في هذا المجال.
Abu Dhabi Art
لوحات بتوقيع مروان سهمراني في جناح صالة ليلى هيلر بعرض فن أبوظبي لعام 2024.
فن أبوظبي.. منصة جامعة
في حديث إلى مجلة Robb Report العربية، تقول ديالا نسيبة، مديرة معرض فن أبوظبي: "كان هدفي إعادة تصوّر ما يمكن أن يكون عليه معرض فن أبوظبي الذي تحوّل اليوم إلى منصة تحتضن منظومة ثقافية مستدامة وشاملة".
بل إن نسيبة اضطلعت بدور رئيس في تطوير المعرض إذ دمجت بين جوانبه التجارية وبرامجه الثقافية القوية التي تضم قيّمين وفنانين ونقادًا عالميين وتشمل منصات حوارية لتبادل المعارف ومشاريع تكليف خاصة، ما يعكس المهمة الأوسع نطاقًا لمعرض فن أبوظبي، والمتمثّلة بربط عالم الفن بتاريخ المنطقة وثقافتها العريقة.
فمنذ أن تسلمت نسيبة إدارة المعرض، نما حجمه بشكل ملحوظ، فارتفع عدد الصالات المشاركة فيها من 37 صالة في عام 2016 إلى أكثر من100 صالة في النسخة الأخيرة.
تعلّق نسيبة على هذا النمو قائلة: "المعرض يعكس المجتمع الذي يحتضنه. إنه ليس سوقًا فنية فحسب، بل هو مساحة تعبير حيوية للفنانين والمهنيين ليقدموا أعمالهم وأفكارهم بطريقة أصيلة.
ومن خلال إعطاء الأولوية للتفاعل المجتمعي بدلاً من الربح، استطاع معرض فن أبوظبي أن يرسّخ مكانته الخاصة في السوق الفنية العالمية".
Abu Dhabi Art
شهد نهج جمع الفنون في المنطقة تطورًا ملحوظًا بسبب افتتاح متاحف بارزة مثل اللوفر أبوظبي.
سوق الفن المزدهر
ساهمت الاستثمارات الثقافية الضخمة في المنطقة في توفير بيئة خصبة لازدهار سوق الفن، ما جذب اهتمامًا عالميًا متزايدًا بالمشهد الثقافي الناشئ.
بل إن تنامي مكانة جامعي الفنون في منطقة الشرق الأوسط ارتبط ارتباطًا وثيقًا بتوسع البنية التحتية الثقافية، الأمر الذي عزز ظهور الفن المحلي وشجع المزيد من الأفراد على التفاعل معه.
فإنشاء متاحف وصالات عرض ومؤسسات عالمية المستوى ساهم في تشجيع جامعي الفنون من القطاع الخاص على بناء مجموعات فنية متميزة، غالبًا من خلال الاستثمار في الروائع العالمية وأعمال الفنانين الإقليميين الصاعدين.
وجدت دور المزادات العالمية مثل كريستيز وسوذبيز موطئ قدم لها أيضًا في الشرق الأوسط، فباتت المنطقة من الأسواق الفنية الأكثر حيوية والأشد تأثيرًا في العالم.
على سبيل المثال، استضافت الدرعية في شهر يناير الفائت أول مزاد لدار سوذبيز في المملكة العربية السعودية. وفي دبي، شكّل افتتاح مكتب كريستيز في عام 2005 لحظة محورية لسوق الفن في المنطقة، إذ أسهم في تحفيز النمو وترسيخ شرعية السوق، ليس في أوساط جامعي الفنون المحليين فحسب، بل بين نظرائهم الدوليين أيضًا، والذين كانوا مترددين في التعامل مع السوق الشرق أوسطية.
ومع إطلاق آرت دبي في عام 2007 ودخول سوذبيز إلى المنطقة في عام 2017، برزت دبي بوصفها مركزًا فنيًا رائدًا، ما عزز التبادل الثقافي وأسهم في استحداث بيئة مزدهرة لجامعي الفنون والصالات الفنية.
وفي هذا تقول ميغان كيلي هورسمان، المدير العام لمزادات كريستيز الشرق الأوسط: "مع احتفال كريستيز الإمارات بمرور 20 عامًا على تأسيسها، أستذكر أول مزاد لنا في المنطقة في عام 2006، والذي شمل أعمالاً بتوقيع فنانين محليين وعالميين. آنذاك، كانت مشروعات ثقافية كبرى مثل بينالي الشارقة الثامن قيد التنفيذ، فيما كانت مؤسسات مثل متحف الفن العربي الحديث في الدوحة، واللوفر أبوظبي، وغوغنهايم أبوظبي لا تزال في طور التخطيط".
في السنوات الأخيرة، استضافت كريستيز معارض رئيسة للفن العربي في مقرها الرئيس في لندن، بما في ذلك معرض عام 2023 الذي نُظم بالتعاون مع مؤسسة بارجيل للفنون ووزارة الثقافة والشباب.
وفي عام 2024، قدّمت كريستيز أيضًا أول معرض يضيء على منتصف المسيرة الفنية للفنان السعودي أحمد ماطر. وقد أسهمت هذه المعارض في تعزيز الوعي العالمي بالفن العربي الحديث والمعاصر، مسلطة الضوء على الأهمية المتزايدة لفن المنطقة على الساحة الفنية العالمية.
Ahmed Mater
في معرض "أحـمد مـاطر: تذروه الرياح" الذي نظمته دار كريستيز في لندن للإضاءة على الرحلة الإبداعية المميزة للفنان السعودي.
دبلوماسية ثقافية
يبدو واضحًا أن دور المزادات لم يعد يقتصر على توفير منصات لبيع الأعمال الفنية باهظة الثمن، إذ إنها تحوّلت إلى جهات مؤثرة في الترويج للفن العربي الحديث وإضفاء الطابع المؤسسي عليه، وهو توجّه يعكس تحولاً أوسع في عالم الفن.
فدور المزادات توفّر اليوم منصة لعرض هذه الأعمال أمام جامعي الفنون العالميين والقيّمين والمؤسسات، إلى جانب تعزيز موجة جديدة من الدبلوماسية الثقافية بين الدول العربية والغرب.
تقول هورسمان: "إن توسع البنية التحتية للفنون في الشرق الأوسط ساهم بشكل كبير في جذب الاهتمام العالمي، ما أتاح لجمهور أوسع التفاعل مع الإرث الثقافي والفني الغني للمنطقة.
وتضيف: "بموازاة الترابط المتزايد بين المجتمعات العالمية ورقمنة المعلومات، أصبح الوصول إلى الفنون واقتناؤها أسهل من أي وقت مضى.
وقد أظهر الزبائن من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموًا سنويًا ملحوظًا في المزايدات وصفقات الشراء في المزادات العالمية، فيما أصبح المشترون العالميون أكثر إقبالًا على اقتناء الأعمال الفنية المعروضة في الإمارات، ما يجعل سوق الفن أكثر انفتاحًا من أي وقت مضى".
Marco Cappelletti
أعمال رقمية للفنان خوان يوناس في معرض بينالي الدرعية للفن المعاصر الذي نُظم العام الفائت تحت عنوان "ما بعد الغيث".
فنانو الشرق الأوسط إلى العالمية
في الحديث عن توسع نظاق النظام البيئي الفني في الشرق الأوسط من خلال تعزيز المنح التعليمية، وزيادة الاستثمارات المؤسسية، وتنامي المعارض والصالات الفنية، تقول ألكسندرا ياسمينا روي، مديرة قسم سوذبيز للفن العربي الحديث والمعاصر: "إن المشهد الفني في الشرق الأوسط أصبح أكثر ترابطًا، إذ يكتسب الفنانون المعاصرون من المنطقة حضورًا متزايدًا في المعارض والمتاحف العالمية، ما يسهم في الاعتراف الدولي الأوسع بهم".
وتضيف روي: "على سبيل المثال، شهد بينالي البندقية لعام 2024 مشاركة عدد غير مسبوق من الفنانين الشرق أوسطيين، ما أسهم في توسيع نطاق شهرتهم وزيادة عدد مقتني أعمالهم.
كما أن أول مزاد تنظمه سوذبيز في السعودية الشهر الماضي عكس هذا التحول، إذ جمع بين فنانين سعوديين مخضرمين وناشئين وأسماء عالمية بارزة، ما لاقى استحسان جامعي الفنون الجدد في المنطقة".
ومع استمرار تطور المشهد الثقافي في منطقة الشرق الأوسط، من المتوقع أن تظل دور المزادات في قلب هذا التحوّل فيما تواصل دعم المواهب الجديدة وتسهم في الحفاظ على زخم سوق الفن الإقليمي.
تقول روي موضحةً: "إن نهج جمع الفنون في المنطقة قد شهد تطورًا ملحوظًا، لا سيما خلال العقد الأخير، وذلك بسبب افتتاح متاحف ومؤسسات ثقافية بارزة مثل اللوفر أبوظبي ومركز جميل للفنون. إضافة إلى ذلك، ساهمت إعادة افتتاح معارض ومتاحف، مثل متحف الفن الإسلامي في الدوحة، في إثراء المشهد الفني.
كما أن البحث الأكاديمي، بما في ذلك إصدار النشرات والدراسات النقدية، عزز الثقة في أصالة الفن الإقليمي وسياقه التاريخي". تشير روي أيضًا إلى دور معارض الفن ومعارض البينالي في مدن مثل الشارقة والقاهرة ودبي والرياض في تشكيل الذائقة الفنية وتعزيز ثقة السوق.
حفظ التاريخ الفني
فيما لا يزال جامعو الفنون يركزون على الفن المحلي، ثمة اهتمام متزايد بإنشاء مجموعات متنوعة تعزز الحوار بين الفئات الفنية المختلفة.
تضطلع سوذبيز بدور رئيس في هذا التطور من خلال تنظيم أنشطة تعليمية، ومعارض، ومزادات تسلط الضوء على الفنانين الناشئين وأولئك الذين لم يحظوا بالاهتمام الكافي. وقد شكل المزاد الافتتاحي الأخير في السعودية علامة فارقة في سوق الفن في المملكة، مع خطط للتوسع في أبوظبي، على ما تشير روي.
Christopher Edralin
يزداد الاهتمام بالفنون الرقمية والطلب عليها، على ما يشهد في كل دورة الإقبال الجماهيري على قسم آرت دبي ديجيتال.
وتوضح هورسمان من جهتها أن جامعي الفنون من القطاع الخاص يؤدون دورًا مهمًا في سد الثغرات في السجل الفني الجماعي، إذ بات الكثير منهم لا يتوقف عند جمع الأعمال الفنية، بل يسعى إلى بناء إرث ثقافي طويل الأمد.
وفي هذا تقول: "بات العديد من الجامعين يفتحون مجموعاتهم للجمهور ويعيرون أعمالهم للمعارض حول العالم"، مشيرة إلى شخصيات بارزة مثل الشيخ سلطان سعود القاسمي (الذي تعاونت مؤسسة بارجيل التابعة له مع متاحف الشارقة ومؤسسات عالمية أخرى)، والدكتور فرهاد فرجام والدكتور باسل دلّول، اللذين تضطلع مؤسستا الفنون التابعتان لهما بدور بارز في تعزيز التقدير الفني الإقليمي.
وتضيف هورسمان: "إن هذه المرحلة من التعاون والانفتاح، المدفوعة بعزم جامعي الفنون من القطاع الخاص، تسهم في رسم ملامح مستقبل تاريخ الفن".
كما تؤكد ألكسندرا ياسمينا روي على أهمية المجموعات الخاصة، لا سيما تلك التي تركز على الفن الإسلامي، في صياغة هوية المنطقة، وترى أن المجموعات الفنية الشرق أوسطية الحديثة، على غرار نظيراتها التاريخية، ستندمج في النهاية ضمن مجموعات المتاحف العالمية، ما يتيح مشاركة الإرث الفني الإقليمي مع العالم.
وفي هذا تقول: "إن فلسفة المؤسسات الثقافية في المنطقة، التي تنظر إلى الفن بوصفه مجالاً لا حدود له لتعزيز الحوار بين الثقافات، تلهم سوذبيز في تنظيم معارضها ومزاداتها".
جيل جديد من جامعي الفنون
تشير ألكسندرا ياسمينا روي إلى بعض الرؤى الرئيسة حول تطور سوق الفن، لا سيما في أوساط جيل الألفية والجيل Z، والدور المتنامي للرقمنة، فتقول: "ثمة اهتمام متزايد بالفنانين العرب المعاصرين والحديثين، وهو اتجاه يتماشى مع تفضيلات الجماهير الشابة".
وتوضح هورسمان هذا التحوّل قائلة: "إن رقمنة سوق الفن، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية، تؤدي دورًا مهمًا في إلهام جامعي الفنون الشباب، لا سيما في الأسواق الناشئة مثل السعودية"، مشيرةً إلى أن 30% من المشاركين في مزادات كريستيز لعام 2024 كانوا من جيل الألفية والجيل Z، ما يعكس قوتهم الشرائية الكبيرة في السوق.
يفضل هؤلاء الشباب المزادات الرقمية، التي تمنحهم إمكانية الوصول إلى الأعمال الفنية المتفردة، مثل الساعات والحقائب الفاخرة والفنون المعاصرة، من أي مكان في العالم".
توضح الإحصائيات أن 34% من هؤلاء المشترين ينحدرون من أوروبا والشرق الأوسط، ما يؤكد على الجاذبية العالمية المتزايدة لهذا الجيل من جامعي الفنون.
Amal Alhasan\Getty Images
لوحة بعنوان L’Etat de veille لرينيه ماغريت ضمن مزاد "أصول" الذي شملت معروضاته لوحات أكثر من 50 فنانًا.
أول مزاد لسوذبيز في الدرعية.. لحظة تاريخية
كان المزاد الافتتاحي الذي نظمته سوذبيز في الدرعية علامة فارقة في السوق الفنية في السعودية ومنطقة الخليج، إذ لم يقتصر الأمر على تسجيل أرقام قياسية جديدة، بل سلط الضوء أيضًا على الاهتمام المتزايد بالأعمال الفنية الشرق أوسطية والعالمية.
حمل المزاد اسم "أصول" Origins، واستقطب عروضًا من عشّاق الأعمال الفنية ومحبّي جمع المقتنيات النادرة من 45 دولة حول العالم.
وكان اللافت أن المزاد عُرضت فيه 100 قطعة شملت لوحات لأكثر من 50 فنانًا منهم رينيه ماغريت، وبابلو بيكاسو، وآندي وارهول، إلى جانب أسماء بارزة من الشرق الأوسط مثل محمد السليم وأحمد ماطر ولؤي كيالي، ما عكس التلاقح الثقافي المتزايد في المنطقة، إذ حظيت الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة من الشرق الأوسط بأداء مبهر.
وقد شهد المزاد طلبًا مرتفعًا على الفن الرقمي، إذ بيعت أعمال لفنانين مثل جيمس توريل ورفيق أناضول بأسعار تجاوزت التقديرات الأولية. وكان لافتًا أن جزءًا كبيرًا من المزايدين كانوا سعوديين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، ما يعكس الحماس المتنامي للفنون في المملكة.
Amal Alhasan\Getty Images
سجل المزاد الافتتاحي الذي نظمته سوذبيز في الدرعية مبيعات بقيمة 17.28 مليون دولار.
يُذكر أن المزاد اشتمل أيضًا على جواهر وساعات نادرة من كارتييه وبولغري وفان كليف أند آربلز وريتشارد ميل ورولكس وأوديمار بيغيه، إلى جانب حقائب من هيرميس ومقتنيات رياضية، وحقق مبيعات بقيمة 17.28 مليون دولار، وكان ما يقرب من ثلث المشترين من المملكة.
هذا واستقطب المعرض الفني الذي سبق المزاد أكثر من 2500 زائر، فيما جذبت حلقات النقاش اليومية التي ضمّت شخصيات بارزة من عالم الفن والثقافة أكثر من 700 مشارك.
تقول خيميري سيسيه، المستشارة الفنية والمؤسسة المشاركة لـتحالف STELLA النسائي لجمع الفنون: "لم تعد منطقة الخليج مستهلكًا للفن العالمي فحسب، بل أصبحت منتجًا فاعلًا للممارسات الفنية الجديدة.
ومن خلال دعم الممارسات التجريبية، والبحث متعدد التخصصات، والمشاريع الطموحة، تنتج المؤسسات الخليجية ابتكارات فنية تؤثر حتى في الغرب".
يُعد بينالي الشارقة ومؤسسة الشارقة للفنون خير مثال على هذا التحول. لذلك، من المرجح أن يشهد المستقبل "تركيزًا أقل على التصريحات المعمارية الضخمة، ومزيدًا من الاهتمام بالمقاربات الفهموية المتميزة وعلى تنمية المجتمعات الفكرية القادرة على دعم الإنتاج الثقافي طويل الأمد" على ما تقول سيسيه مضيفةً: "يمثل هذا التطور، الذي يركز على التبادل الحقيقي بدلاً من الاستيراد، أبرز توجّه واعد لعلاقات الفن بين الخليج والغرب.