قلة من العلامات التجارية في العالم تحظى بشهرة تقارع شهرة مرسيدس- بنز، إذ تحولت العلامة المميزة للشركة مع اسمها إلى رمز للسيارات حول العالم، فضلاً عن وجود العديد من الطرز الكلاسيكية التي مازالت تستخدم حتى اليوم. 

استحقت مرسيدس-بنز هذه الشهرة لأنها ليست صانع سيارات تقليديًا، بل هي أول من حوّل صناعة السيارات إلى عمل تجاري عندما بدأت في بيع السيارات التجارية حول العالم. ويمكن تتبع تاريخ الشركة حتى أول سيارة تباع في التاريخ عام 1886. منذ تلك اللحظة، تغلغلت مرسيدس-بنز في عالم السيارات بدءًا من السيارات التجارية حتى سيارات السباق. 

أول سيارة تباع في العالم

في عام 1886، تمكن المهندس الألماني كارل بنز من ابتكار أول مركبة بعجلات تعمل عبر محرك يعتمد على البنزين، وحصل على براءة اختراع لهذا الابتكار الفريد من نوعه وأطلق عليها اسم Benz Patent-Motorwagen عندما بدأ بيع المركبة في 1888. 

انفردت مركبة بنز الجديدة بتصميم يختلف عن الشكل المعتاد وقتها، إذ كانت تأتي مع 3 عجلات وذراع للتوجيه بدلاً من المقود الدائري المعتاد. وغاب عن هذا التصميم السقف واللوحة الأمامية، لتصبح السيارة مكشوفة بالكامل. 

اعتمد بنز في مركبته على محرك احتراق داخلي من أسطوانة واحدة بسعة 0.9 لترات، ليصبح حجر الأساس الذي بنيت عليه صناعة السيارات بأكملها. 

المهندس الألماني كارل بنز

Mercedes-Benz

التجربة الأولى لزوجة بنز

لم يكن العالم مستعدًا في ذلك الوقت لتقبل ابتكار كارل بنز الفريد والعجيب، فضلاً عن ارتفاع ثمنه مقارنةً بالمركبات المعتادة. ولكن بفضل دهاء بيرثا زوجة كارل بنز وولديه يوجين وريتشارد، تحولت المركبة إلى حديث الساعة والصيحة الأحدث التي يتقاتل الجميع للحصول عليها.

عمدت بيرثا برفقة ولديها إلأى استعراض المركبة الجديدة في رحلة لمسافة 106 كيلومترات انطلاقًا من منزل بنز في مانهايم حتى منزل عائلتها في بفورتسهايم. 

بيرثا زوجة كارل بنز

Mercedes-Benz

معنى النجمة الثلاثية 

تعود أصول شعار مرسيدس-بنز إلى عام 1926، عندما اندمجت شركة كارل بنز مع شركة دايملر المختصة في صناعة محركات الاحتراق الداخلي الألمانية. وبعد ذلك، بدأت الشركة تبيع مركباتها تحت شعار مرسيدس-بنز.
وضعت دايملر شعار النجمة الثلاثية منذ عام 1910 على مختلف المركبات التي أنتجتها إشارةً إلى الأرض والسماء والبحر ورغبة الشركة في غزوها جميعًا. وفي عام 1937، جرى إضافة الدائرة المعروفة الآن في شعار مرسيدس-بنز. 

تيمنًا بابنة سائق سباقات 

سرعان ما تحولت مركبات دايملر وبنز إلى سلعة يسعى إليها صفوة المجتمع في مختلف بقاع العالم، ما دفع كثيرين إلى التحول لموزعين لسيارات دايملر، ومن ضمنهم التاجر النمساوي إميل جيلينك. 

عمل جيلينك في بيع سيارات دايملر جعله يقترب من شغفه الحقيقي وهو سباق السيارات، إذ كان يشارك فيها تحت اسم مستعار وهو مرسيدس تيمنًا باسم ابنته. وفي عام 1900، طلب جيلينك صناعة سيارة ثورية من شركة دايملر مطلقًا عليها اسم مرسيدس 35hp، لتصبح في ما بعد أولى السيارات الحديثة بمفهومها الذي نعهده الآن. 

سيارة مرسيدس 35Hp كانت تعتمد على محرك أمامي بقوة 35 حصانًا يزود الإطارات الخلفية بالقوة مع مقود دائري معتاد. وفي البداية، كانت هذه السيارة مخصصة للسباقات، حتى اعتمدت عليها دايملر لتكون نموذجًا أوليًا لمختلف سياراتها وأصبحت كلها تباع تحت شعار مرسيدس-بنز. 

سيارة مرسيدس 35Hp

Mercedes-Benz

المدرسة التي أنتجت بورشه 

أثر مرسيدس-بنز لم يقتصر على سياراتها فحسب، بل امتد إلى العديد من السيارات الفارهة في عصرنا الحالي ومن ضمنها بورشه، التي كان مؤسسها فرديناند بورشه، أحد مهندسي مرسيدس-بنز في الفترة بين عام 1906 و1925، قبل أن يقترح على الإدارة إنتاج سيارة سباقات خفيفة الوزن. وبعد أن قوبلت فكرة بورشه بالرفض، قرر التعاون مع الحكومة الألمانية لإنتاج سيارات فولكس فاجن Volkswagen. وفي عام 1984 انفصل بورشه ليؤسس شركته الخاصة لبناء السيارات الرياضية الفارهة.

حادث شنيع أبعدها عن السباقات 

شاركت مرسيدس-بنز في عالم السباقات الرياضية منذ اللحظة الأولى لولادتها، وكانت دائمًا ضمن المتنافسين الأوائل في مختلف السباقات حتى عام 1955 عندما تسببت سيارة الفريق في حادث شنيع أدى إلى وفاة 85 شخصًا وإصابة 120 آخرين. 

تسببت هذه الحادثة في حل فريق مرسيدس للسباقات ووقف الجهود الرياضية للشركة حتى عام 1989 عندما قررت العودة مجددًا. 

حادث شنيع أبعدها عن السباقات 

Mercedes-Benz

أول من اهتم بالسلامة وأنظمة الأمان 

يعود اهتمام مرسيدس-بنز بمعايير الأمان في عالم السيارات إلى عام 1951 حين بدأت في تطوير نقاط السحق، وهي نقاط تمتص الصدمة وتحمي الركاب. وفي عام 1958، انتقلت الشركة لإجراء اختبارات الارتطام من أجل التأكد من سلامة الطرز الجديدة التي تنتجها، ثم في عام 1970 طورت الشركة منظومة ABS التي تحولت إلى جزء من منظومة الأمان القياسية في مختلف السيارات حول العالم. 

أغلى سيارة تباع في العالم 

سيارة Mercedes-Benz 300 SLR Uhlenhaut Coupe

Mercedes-Benz

حصدت سيارة Mercedes-Benz 300 SLR Uhlenhaut Coupe لقب أغلى سيارة تباع عام 2022 عندما بيعت في مزاد علني مقابل 142 مليون دولار قبل أن تنتقل إلى متحف مرسيدس للحفاظ عليها. 

تتمايز هذه السيارة بكونها أحد الطرز التجريبية الأولية لطراز 300 SLR Gullwing، ومن الجدير ذكره أنه لا توجد إلا سيارتان منها في العالم أجمع.